وثائق وشهادات..لا مخالفات في إقامة مصنع شركة "نابكو" للالمنيوم

رام الله- رايــة:

فارس كعابنة-

احتجت جهات من قريتي بيت ايبا وقوصين مؤخرا على وجود مصنع شركة "نابكو" للالمنيوم بين القريتين، بادعاء تلويث البيئة، والحد من البناء السكني حوله خوفا من التلوث، وشككت هذه الجهات بكيفية ترخيص المصنع.

توجهنا للمصنع الذي تأسس عام 1993 للوقوف على الاشكاليات التي يطرحها المحتجون على اقامته، ووجدنا انه يقع على اعلى تلة بين قريتي بيت وزن وقوصين ويحده من الاسفل غربا قرية بيت ايبا، وتبين خلال بحثنا ان المصنع لا يشكل اي خطورة بيئية على المنطقة، واقيم بطريقة شرعية مستوفيا كافة شروط الترخيص من كافة وزارات ومؤسسات السلطة المعنية، وحاصل على عدة شهادات محلية وعالمية حول السلامة الصحية والبيئية والمهنية.

وتطابقت اكثر من جهة في تفسيرها للاحتجاج بانه جاء من اشخاص لم يفلحوا في بيع ارضهم القريبة من المصنع على اصحاب المصنع، وأرادوا اثارة "بلبلة" نتيجة رفض المصنع شراء الارض لسعرها المرتفع جدا وفق ما صرحت ادارته.

وفيما ادعى المحتجون على مكان اقامة المصنع بانه يقع في منطقة سكنية وأدى إلى انعدام الابنية السكنية من حوله خوفا من التلوث، تشير وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الحكم المحلي بتاريخ 25-11-2009 إلى موافقة الوزارة على تغيير صفة المنطقة التي يقع فيها المصنع إلى صفة "منطقة صناعية" على ان يتم دراسة استعمال المنطقة المحيطة، وهذا يمنع اي بناء سكني في المنطقة.

وجاء في الوثيقة: "اذا استوفى المصنع شروط صحة البيئة وجودة البيئة لا مانع من الترخيص حسب الاصول".

ويقول رئيس مجلس قروي بيت ايبا عمر قبالة لـ"رايـة"، ان احتجاجهم الان ليس على ترخيص المصنع انما على التلويث الذي يحدثه، مدعيا ان الدخان المتصاعد ليلا من المصنع نتيجة صهر الالمنيوم لوث المنطقة.

لكن على خلاف ذلك يقول رئيس جمعية التنمية البيئية في قوصين جمال الباز ان احتجاجهم على المصنع توقف قبل 4 اشهر بعد متابعة المشكلة البيئية من قبل المصنع ووزارة البيئة.

وقال الباز لـ"رايــة": "ليس لدينا أي ملاحظات بيئية على المصنع حاليا ولا يوجد أي تلويث، وفي حال حصل التلويث لن نتردد في المتابعة مع الجهات المعنية".

ويتطابق حديث الباز مع حديث رئيس مجلس قروي بيت وزن القريبة ايضا من المصنع، حيث قال الأخير ان المصنع تعامل مع كافة المشكلات التي يمكن ان تولث البيئة المحيطة ولا اشكاليا في ذلك حاليا.

وأضاف انه زار المصنع مرتين وتابع عملية تركيب فلاتر التنقية للحد من التلوث البيئي.

ويتبين من وثائق صادرة عن مختبر اسرائيلي معتمد دوليا ان المصنع حصل على التقرير الفني المتعلق بفحص انبعاثات خط صهر الالمنيوم بعد طلب الفحص من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس.

وأشار التقرير الى ان الشركة استوفت كافة المعايير الصحية.

وتعد شركة "نابكو"، الوحيدة التي لديها وحدة معالجة مياه كيماوية، تحول المواد الكيماوية من شكل لاخر، ويتم إلقاء المخلفات بمكب مرخص وحيد في النقب بتكلفة 600 الف شيكل سنويا لقاء رخصة لكب هذه النفايات.

وقال مدير عام الشركة المهندس عنان عنبتاوي، "ان عملية المعالجة تتم بحضور ممثلين عن وزارتي الصحة والبيئة، ومؤسسة المواصفات والمقاييس".

وأضاف عنبتاوي ان الشركة تجري سنويا فحصين طبيين لكل العالمين فيها لمراقبة احتمالية وجود اي اثر سلبي، مضيفا انه من حق اي مواطن التمتع بحياة صحية آمنة لكن الكثيرين لا يعرفون ان الشركة اعدت دراسة اثر بيئي كاملة وتبين عدم وجود اي تلويث للبيئة المحيطة، في إشارة الى المحتجين على قيام المصنع.

خلال جولة لنا في المصنع تبين لنا حجم التقنية العالية التي يعمل بها، حيث تمر عملية التصنيع بتقنيات متقدمة.

المدرسة وخزان الغاز

ويطرح المحتجون على المصنع ادعاء بان المدرسة التي تلاصق المصنع وتقترب الى حد ما من خزان الغاز التابع له، لم تفتتح بالرغم من استكمال بنائها، لإن الخزان يشكل خطورة على المدرسة في حال انفجاره، ويقول المحتجون ان الدفاع المدني طلب ازالة الخزان لكن المصنع رفض ذلك ووافق على ازالته لكن على حساب نفقة المدرسة.

لكن مدير الدفاع المدني في نابلس كريم عميرة نفى طلبه إزالة الخزان قطعيا، مؤكدا على ان المصنع استوفى كافة شروط السلامة العامة، ولا يشكل الخزان اي خطر.

وتضع الشركة خزان الغاز داخل غرفة من الباطون المسلح مزودة بنظام عالمي لإطفاء الحرائق بحيث يعمل هذا النظام على إطفاء الحريق داخل الغرفة بنظام الاستشعار ودون تدخل احد، ويحول دون خروج النار.

وأشار عميرة الى ان المدرسة اقيمت بشكل غير قانوني ودون تصريح من التربية والتعليم ولا الدفاع المدني، من قبل اصحاب اراض لم يفلحوا في بيع ارضهم بسعر عال جدا حول المصنع.

وقال عميرة ان "منحنا المصنع شهادة السلامة العامة واجريت عليه عدة فحوصات بيئية بالتعاون مع جامعة النجاح، خلال عملية صهر الالمنيوم وبعدها لمعرفة ان كان هنالك تلويث للبيئة، لكن تبين عدم وجود أي تلويث".

الترخيص مكتمل

قال عنبتاوي ان المصنع حصل على الترخيص الاول عام 1993 من الادارة المدنية إذ لم تكن مؤسسات السلطة الفلسطينية موجودة حينها، كما لم توجد حول المصنع اي بناية سكني حينها.

وفي عام 2006 شرع المصنع بإجراءات اخذ ترخيص حسب الاصول من مؤسسات السلطة والوزارات المعنية.

وقال عنبتاوي لـ"رايــة"، ان المصنع بدأ عام 2006 بأخذ كافة إجراءات السلامة البيئية لاستكمال اخذ الترخيص من مؤسسات ووزارات السلطة المعنية.

وتشير وثائق رسمية صادرة من سلطة جودة البيئة بتاريخ 4-12-2007 إلى ان الاخيرة اعطت الموافقة المبدأية للمصنع بعد تدقيق التقرير البيئي المقدم من المصنع، وبشرط استكمال اجراءات ترخيصه والمتعلقة بالالتزام بشروط السلامة البيئية.

وتشير وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الاقتصاد بتاريخ 6-4-2009 إلى منح المصنع رخصة تشغيل، وورد في الوثيقة: "بعد ان استوفى الطلب المقدم كافة الشروط اللازمة لترخيص الصناعي فإننا نوافق على منح الشركة الوطنية لصناعة الالمنيوم والبروفيلات رخصة لانتاج بروفيلات الالمنيوم".

وتأسست شركة نابكو عام 1993 وتضم 200 عامل فلسطيني، وهي المصدر الوحيد للالمنيوم في فلسطين، وتغطي كافة احتياجات الضفة وقطاع غزة، وتورد الى الداخل المحتل والاردن، فيما خسرت حوالي 60% من انتاجها بسبب ايقاف الاحتلال خط انتاج الاكسدة بذرائع امنية.