بيت حانون المنكوبة تٌخرج أوائل الطلبة

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

على غير المتوقع ورغم كل الظروف التي عانت منها بلدة بيت حانون المنكوبة شمال قطاع غزة خلال الحرب الاخيرة وبعدها، الا ان الطالبة رحمة أسعد الحويحي استطاعت أن تسجل لها وللبلدة المدمرة انجاز قلما حدث في البلدة عبر تاريخها بحصولها على معدل 99% في الثانوية العامة ومن أوائل الطلبة في قطاع غزة فرع العلوم الانسانية.

وتقول الطالبة رحمة أن نتيجتها فرحت كثيرا بها ولم يكن أحد يتوقعها في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها من قصف وقتل وتهجير، وصعوبة الوضع الاقتصادي والنفسي وتأخر العام الدراسي بسبب الحرب الأخيرة على غزة الصيف الماضي التي استمرت 51 يوما، وما تلاها من أزمات أثرت بشكل سلبي على كافة الطلاب في غزة أهمها انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.

وتضيف الحويحي لـ"رايــة": "بالرغم من تلك الظروف الكارثية الا اننا استطعنا بعزيمتنا وارادتنا أن نواجه تلك الصعاب والخروج بنتيجة مشرفة للأهل وادخال السعادة والبهجة لبلدة بيت حانون التي غابت عنها الفرحة قرابة عام كامل".

وأهدت الطالبة الحويحي هذا النجاح والانجاز لشقيقها الشهيد حسام الحويحي الذي كان يتمنى أن يشاهد الفرحة الكبيرة، وللأسرى والشهداء ولأمها وأسرتها التي ثابرت وعانت من أجلها.

وحول رغبتها في استكمال دراستها الجامعية قالت رحمة: "أرغب في الالتحاق بتخصص التربية باللغة الانجليزية"، مشيرة الى أن اللغة الانجليزية رغبتها منذ صغرها مهما كانت نتيجتها، متمنية من المسؤولين والمعنيين تقديم منحة دراسية في احدى الجامعات لاستكمال الدراسة الجامعية ومساعدتها في ظل الظروف المادية الصعبة.

ويقول والدها أسعد الحويحي 61 عاما: "أشعر بالسعادة ولكن ليس بالشكل المرجو لان هذا اليوم يذكرني باغتيال الاحتلال الاسرائيلي ابني حسام منذ 8 سنوات في 16 رمضان عام 2007 بالتزامن مع موعد اعلان النتائج التاسعة مساء وقت استشهاده بالضبط، وظروفنا المأساوية في بيت حانون وهدم بيتي في الحرب الاخيرة ونزوح أهلها بالكامل".

وأشار الحويحي لمراسل "رايــة" الى أنهم وفروا كل الظروف اللازمة والأجواء المريحة لدراسة ابنته رحمة وتفوقها ومحاولة تناسي ما يحدث خارج المنزل، مشيرا الى أنه كان يتوقعها الأولى على قطاع غزة ولكن الظروف كان لها أثر كبير ولا أحد يٌنكر ذلك.