بعد الـ"لا": ألمانيا تهاجم اليونان... وإيطاليا تدعو للعودة للمفاوضات
المانيا - راية :
بعد أن بيّنت النتائج الأولية لاستطلاع الرأي أن غالبية اليونانيين يرفضون خطّة الدائنين، باشر المسؤولون في الدول الأوروبية، وخاصة الألمان منهم، بالهجوم على الرئيس اليونان تسيبراس وحكومته اليسارية الراديكالية متّهمين الحكومة بقطع جسور التواصل بين اليونان وأوروبا، ووصفوهم بالكاذبين والمبتزّين، وفي المقابل دعا بعض منهم لاستئناف المفاوضات مع اليونان، الأمر الذي أبدت الحكومة اليونانية استعدادًا كبيرًا له.
وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية، مساء الأحد إن 'المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل أجرت اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بعد أن أسفرت نتائج الاستفتاء الذي أجري في اليونان عن رفض شروط الدائنين الدوليين'.
وأضاف الناطق أن ميركل وأولاند أبديا تأييدهما لعقد قمة أوروبية استثنائية بعد غد الثلاثاء، لبحث الوضع في ظل هذه التطورات.
أمّا شريك ميركل، الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشريك في حزب التحالف المسيحي، فاتسّم ردّه بالحدة حيال الاستفتاء الذي أجرته اليونان مساء الأحد حول مقترحات المانحين الدوليين.
وقال الأمين العام للحزب البافاري، اندرياس شوير، إنه 'علينا الآن أن نرد بتعقل، لكن من الواضح أن المبتزّين اليساريين والكاذبين على الشعب مثل رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس، لا يمكنهم أن يصلوا إلى غايتهم عبر رحلتهم القذرة'.
وتابع شوير حديثه قائلا إن 'تسيبراس وحكومته اليسارية أعطى شعبه وعودًا كاذبة بأنه ستكون هناك يوروهات دون إصلاحات'.
وأعلن وزير الاقتصاد الألماني، سيغمار غابرييل، الأحد أنه 'يصعب تصوّر' إجراء مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا بعد رفض غالبية اليونانيين خطة الدائنين بحسب نتائج الاستفتاء، معتبرًا أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، 'قطع اخر الجسور' مع أوروبا.
وأضاف أنه 'بعد رفض قواعد اللعبة في منطقة اليورو، الأمر الذي تم التعبير عنه عبر التصويت بـ'لا'، يصعب تصوّر إجراء مفاوضات حول برامج مساعدة تقدر بالمليارات'. وفي المقابل قال وزير الخارجية الألماني إن الخطوة القادمة متروكة لليونان لتقرّر.
وفي إيطاليا، أكّد مصدر قريب من وزارة الاقتصاد والمال مساء الأحد، أن منطقة اليورو 'قادرة على مواجهة أزمة الثقة والمضاربات المحتملة بعد الفوز شبه المؤكد في اليونان لرافضي خطة الدائنين إثر الاستفتاء'.
وأقّر المصدر بأن 'الغموض حيال مستقبل اليونان سيؤثر في الأسواق المالية'، مذكّرا بـ 'النهوض الاقتصادي' الذي تشهده إيطاليا، وبان 'العجز هو دون ثلاثة في المئة'.
وحثّت الحكومة الإيطالية نظيرتها اليونانية على دخول مفاوضات جديدة، واعتبرت المفاوضات الجديدة هي الطريق الصائب.
ودعا زعيم ثاني أكبر مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي، الكتلة الإشتراكية، جياني بيتيلا، إلى البدء مجددا في المفاوضات بين اليونان والدائنين الدوليين.
وقال بيتيلا: 'نحن نحترم إرادة الشعب اليوناني ونأخذ في اعتبارنا النتائج الواضحة للاستفتاء'، مشيرًا إلى أن مستقبل الاتحاد الأوروبي على المحك'.
وتوقّعت إيفا كوباكتس، رئيسة الحكومة البولندية أن تخرج اليونان من منطقة اليورو.
وقالت السياسية الليبرالية المحافظة إنه 'إذا تأكّدت التوقعات، فمن المرجّح أن اليونان سيتبقى أمامها طريق واحد فقط، وهو الخروج من منطقة اليورو'.
وتابعت كوباكتس أن 'اليونانيين لم يكونوا مستعدين للسير في الطريق الوعر للإصلاحات'، لافتة إلى أن الحكومة اليونانية تتحمّل أيضا المسؤولية عن هذا.
وقالت كوباكتس إن 'اليونانيين الذين أحترمهم للغاية هم ضحايا لمجموعة من الساسة الشعوبيين'. مضيفة أن أوروبا ليس لديها 'سيناريو مكتوب من قبل'، بشأن الموقف الذي سيحل.
