الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

لماذا اصبح الشهداء أرقاما مجردة؟

نابلس-رايــة:

ملاك أبو عيشة -

"نياله مات شهيد" عبارة باتت متداولة بشكل كبير في الشارع الفلسطيني بالآونة الأخيرة، عبارة نكتفي بها لنعبر عن غضبنا وسخطنا على الاحتلال الذي يقتل كل يوم الفلسطينيين بلا خوف أو ترقب، عبارة تمر بها مرور الكرام على أسماء الشهداء، ونراهم مجرد أرقام لا أرواح فيها.

شهداء فلسطينيون كل يوم لا يكاد صباح يطل علينا خالياً منهم، ووسائل اعلام تعرض أخبار الشهداء بشكل مجرد وعددي فقط دون وقوف على تفاصيل حياة واستشهاد كل شهيد، وبعيداً عن ميل للجانب الانساني في الحدث.

وسائل إعلام مُغيبة
وبالحديث عن دور وسائل الإعلام المغيب والمهم في تعامل الفلسطينيين مع الشهداء على أنهم أرقام مجردة يوضح المحاضر في كلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية الدكتور فريد أبو ضهير:" وسائل الإعلام للأسف تحولت إلى أجهزة لرصد الأحداث، وتوثيقها، وملاحقة الأحداث المتسارعة".

ويضيف:" هناك تراجع كبير في الاهتمام الإنساني، والتوقف عند المشاعر والأحاسيس، والأبعاد الاجتماعية، والثقافية للحدث، وكذلك أصبحت أخبار الاستشهاد بالنسبة لوسائل الإعلام هي مجرد حدث عابر ضمن الأحداث، وربما تطلب المؤسسة الإعلامية ذلك، ولا يستطيع الصحفي أن يتوقف عند الحدث لقراءة أبعاده المختلفة".

ويتحدث أبو ضهير عن وجود توجه عام في وسائل إعلام عملاقة إلى هذا الأمر، وربما تأثرت بوسائل الإعلام الغربية التي تتابع الأرقام والإحصائيات، ولا تتعمق في الحدث نفسه.

تكرار وانقسام

بالتأكيد لتكرار الأمر دور كبير في تعامل المجتمع الفلسطيني مع الشهداء كأرقام مجردة، فالقضية الفلسطينية حافلة بالشهداء الكثيرين، وكذلك الانقسام عزز كل ذلك.

فمن جانبه يوضح الصحفي سامر خويرة:" للأسف الشديد هذا الأمر بات واقعاَ ملموساَ، ومن خلال تواصلنا مع الأحداث يمكن لنا أن نجزم كم تراجع الملف الوطني وحلت مكانه ملفات أخرى دفعت تجاه عدم الاكتراث بالنضال والمقاومة، والأخطر انها أوجدت جواً لا يلقي أي مبالاة لجرائم الاحتلال ".

ويضيف:" هناك عوامل عدة تلعب دورها أبرزها تكرار الأمر فالأحداث مع الاحتلال ليست جديدة، فهي منذ سنوات طويلة، بالتالي اعتاد المواطن على ارتقاء الشهداء والجرحى، ولم يعد يرى به أمراَ جديداَ".

ويشير خويرة إلى أن النقطة القاصمة كانت الانقسام، والانشغال بالخلافات الداخلية، ومنع نسبة كبيرة من الشعب من التعبير عن موقفها، بالتالي هذه الاحداث زادت من اللامبالاة لدى المواطنين.

مواطن مُغيب

ومن جهتها توضح المواطنة آلاء الديك:" التاريخ الفلسطيني الحافل بالشهداء هو ما جعلنا نعتاد نوعاً ما على الشهادة، فمن الطبيعي بأي دولة بها احتلال أن يكون هنالك ردة فعل ضد هذا اﻻحتلال، ومقاومته بأبسط الطرق".

وتضيف:" أما عن اعتبار الشهداء أرقام فهذه وإن كانت متواجدة بالمجتمع الفلسطيني إﻻ أن كل بيت يرفضها،  ولكن الاعلام الضعيف الذي يحصي الشهداء على أنهم أرقام، وخصوصاً بالحروب الكبيرة هو ما يجعل المواطن مغيباً عن معرفة اسم الشهيد وصفاته".

وفي السياق نفسه تبين المواطنة هبة بطة:" ربما السبب المباشر هو وسائل الإعلام بحد ذاتها التي أصبحت معنية بالعدد في أخبارها وتقاريرها، أكثر مما تكترث للشهداء أنفسهم، وكيف قضوا، وخلفيات الحدث، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الجانب العددي، ولكن قد يطغى هذا الاعتبار العددي على شيء كنا نود ايصاله".

ويقول المواطن نصري عتيق:" لعل الأمر يعود لكثرة الشهداء خصوصاً في السنوات السبع الأخيرة، ففي غزة مثلاً قامت ثلاثة حروب، واستشهد فيها الآلاف من المدنيين الأبرياء، وفي كل يومٍ تقريباً شهيد جديد في الضفة الغربية ".

ويضيف عتيق:" الاعتراض الجماهيري يُختصر بكتابات على مواقع التواصل الإجتماعي، أو ربما بأحسن الحالات المظاهرات الغاضبة التي تنتهي بعد يومٍ أو يومين على أقصى تقدير".

ويشير  إلى أن "الرد على المستوى القيادي يبقى دوماً مقتصراً على الإستنكار والشجب، ويكون في مستوى أقل من الآمال التي ينتظرها الشعب الفلسطيني من قياداته".

ويتابع:" أيضاً الجماهير الفلسطينية بكل بساطة اعتادت، وللأسف أن تبصر كل يومٍ شهيد، فالقتل وصور الأشلاء والدماء لعلها في طريقها لتصبح روتيناً يومياً بل وطبيعياً جداً".

أسباب غير مباشرة

وبالتأكيد هناك عدد من الأسباب الغير مباشرة التي تلعب دوراً كبيراً في اللامبالاة التي يعيشها الشارع الفلسطيني في موضوع الشهداء الذين يسقطون كل يوم.

حيث تشير بطة إلى أن السبب غير المباشر والأعمق هو تكرار الحدث، وتشرب مثل هذه الأحداث في نفس الفلسطينيين، حتى بدا الأمر لهم وكأنه روتيني، وبالتالي اهتمام أقل، والاكتفاء بذكر العدد في أحاديثهم".

وتضيف:" التفاصيل لم تعد تهم الشعب الفلسطيني كما قبل، وربما وصلنا مرحلة من اليأس إذ أن مثل هذه التفاصيل لم تجلب لنا نتيجة بالرغم من أن كل شيء واضح للأطراف المعنية والمحاسِبة، فنكتفي بالأرقام المتزايدة وحسب".

Loading...