الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"برافر" الضفة

 

رام الله- رايــة:

فارس كعابنة-

مع ساعات صباح اليوم الخميس بدأ الشاب سليمان موسى كعابنة التحضيرات لإقامة حفل زفافه المقرر بدءه غدا الجمعة. تجمعت النساء في خيمة يحضرن للزفاف، وفي غمرة التحضيرات، باغتت جرافات الاحتلال برفقة قوة عسكرية الخيام لتهدم بيت العريس و5 بركسات أخرى لإشقائه احمد وعودة.

وسوت الجرافات البيت والبركسات بالارض، بعد رشق الاشقاء الثلاثة واقربائهم، الجرافات بالحجارة، قبل إطلاق جنود الاحتلال النار عليهم، دون وقوع اصابات.

بجانب كومة اغطية واثاث دمرتها الجرافة، وكانت مجهزة لبيت الزوجية، يقول العريس لـ"رايــة": أجلت زفافي الى وقت غير معلوم..كل تفكيري الان كيف أعيد ما دمرته الجرافات"، والى جانبه اخذت النساء بتجميع ما يمكن استصلاحه من مخلفات الدمار الذي حل بالخيام.

15 دقيقة انقلبت الامور رأسا على عقب، من فرحة الزفاف المنتظر، الى حزن لا يخلو من خوف من مجهول اصبح يخيم على معظم العائلات البدوية القاطنة في مناطق شرق الطيبة، في ظل تزايد عمليات الهدم بحجة سكنها في مناطق "ج"، وهجمات المستوطنين الاخيرة على خيامهم.

قبل 3 أيام هدم الاحتلال منازل 15 عائلة قرب بلدة جبع شمال شرق القدس، في تجمع يقع على امتداد الشارع الاسرائيلي المسمى "الون"، وهو الشارع ذاته الذي يمر بجانب تجمع الاشقاء احمد وعودة وسليمان، ويربط شمال الضفة بجنوبها.

ويقول مخاتير العشائر البدوية انهم يعرفون جيدا سعي الاحتلال الى اخلاء البدو جميعا من محيط هذا الشارع، نحو فصل كامل بين مدن الضفة والاغوار، وازالة أي وجود فلسطيني في المنطقة التي تربطهما، وهي منطقة المعرجات ومحيطها من بلدة الرام جنوبا الى قرية دوما شمالا.

وشهد العام الماضي عمليات هدم، بدأت بمنازل عائلة يوسف كعابنة التي لا تبعد اكثر من 300 مترا عن بيوت احمد وعودة وسليمان.

ويقول ارباب اسر بدوية تجمعوا اليوم عند مكان الهدم، مفترشين الارض في خيمة صغيرة تركت دون هدم مع بلاغ بتأجيل هدمها ليوم الاحد المقبل، إن رحلة صمودهم في ارضهم مهددة، ومصير مجهول ينتظرهم.

يقف احدهم ويتحدث بنبرة صوت عالية: "لا مكان نرحل اليه، سنصمد ونموت هنا".

ويضيف محدثا المتجمعين في الخيمة بذات النبرة، "لن نستطيع العيش خارج ارضنا"، يقاطعه اخر "الفلسطيني خارج ارضه يهان".

وبدا داخل الاجتماع المصغر اجماعا على البقاء.

الا ان ثالثا نهض على ركبتيه: "والله لما سمعنا في حريق دوما، لم ننم الليل من حينها..نحن نترك بيوتا واطفالنا وحدهم امام المستوطنين عند ذهابنا للعمل".

سادت حالة حيرة بين الحاضرين، سيما وتحدث الاخير عن هاجس اصبح يؤرق العائلات البدوية خاصة التي يقترب سكنها من المستوطنات.

عدة هجمات نفذها مستوطنون ضدهم، منطلقين من مستوطنة "كوهاف هشاحر"، كان اخرها احراق خيام المواطن يوسف ابو ربيع قرب منطقة عين سامية، ولحسن حظه حينها انه رحل منها الى مكان اخر قبل اشهر.

وسبقها مهاجمة 9 مستوطنين لخيام المواطن احمد كعابنة التي هدمت اليوم، وقتلوا حينها 5 رؤوس من الاغنام وسرقوا 9 اخرى، في منتصف الليل.

"هذه الارض شاهدة على الهجرة القسرية ..كانت عامرة بالعائلات البدوية..انظر الان لا احد فيها سوى عائلات معدودة، ابلغها الاحتلال بالرحيل أو الهدم"، يقول بدوي يقف في مكان مطل على ارض سهلية واسعة تقع الى الغرب من مستوطنة اسرائيلية تدعى "ريمونيم".

صمد بدو النقب المحتل في وجه مخطط "برافر" التهجيري، قبل اجبار الاسرائيليين على ايقافه، بفعل مظاهرات عمت مدن الداخل المحتل، غير ان "برافر" بدو الضفة مختلف ويسري تدريجيا، وقد يستمر لسنوات، الا ان النتيجة تبدو واضحة في ظل رحيل بعض العائلات قسرا من مناطق سكنها.

 

 

Loading...