"حراء" برنامج ثقافي يغرس القراءة في نفوس الشباب

 

نابلس- رايــة:

ملاك أبوعيشة-

برنامج ثقافي يبحر بأعضائه بين صفحات الكتب المتنوعة، والندوات الواعدة، ويعمل جاهداً على تغيير واقع القراءة الفلسطيني، وغرس ثمرة القراءة في نفس كل طالب جامعي، ويسطر صفحات جديدة في حياة المجتمع الفلسطيني في محاولة منه لإعادة أمجاد الدولة الاسلامية التي بدأت من غار حراء بكلمة إقرأ.

"حراء" هو برنامج ثقافي تابع لجمعية مهندسون بلا حدود فرع جامعة النجاح الوطنية، واسم البرنامج مشتق من غار حراء، الذي بدأت منه الحضارة الإسلامية العظيمة بكلمة اقرأ.

ويقول مدير برنامج "حراء" ليث أبو صنوبر: "نحن نؤمن بأن حضارتنا لن تعود للنهوض إلا اذا كانت القراءة أحد دعائم تلك النهضة".

ويقوم البرنامج بالعديد من الأنشطة التي تصب في مصلحة الهدف العام، وهي بشكل رئيسي قراءة الكتب النافعة المفيدة، حيث يتم اختيارها، وتقسيمها على جدول زمني يناسب أوقات الطلاب.

ويوضح أبو صنوبر: "تتم قراءة الكتب المختارة، والتفاعل معها بالأسئلة اليومية والمقتبسات، والنقاشات، وأخيرا نقاشها بشكل جماعي في لقاء عادة ما يضم شخصية مثقفة متخصصة في موضوع الكتاب".

وتعقد "حراء" مجموعة من المحاضرات المختلفة في مواضيع مفيدة تهم الطالب الجامعي، وتحاول تسليط الضوء على قضايا حياتية يومية تواجهه، كما يقوم البرنامج بدعم الأقلام الشبابية المختلفة عن طريق تنظيم حفلات إصدار للكتب، ومعارض داعمة للكتاب، وغيرها الكثير.

وكل شيء لا بد له من أن يواجه بعض الصعوبات، ومن أهم الصعوبات التي تواجه "حراء" هي قلة عدد المنتسبين في بداية انطلاق البرنامج في العام 2013، وكذلك محدودية الحضور إلى النقاشات المختلفة من حيث العدد والتنوع الطلابي، وهذه المشكلة واجهت بقية الأندية الثقافية في الجامعة بشكل عام.

ولكن بالإصرار كل شيء يتحقق حيث يبين أبو صنوبر:" لكن مع الوقت وبعد كثير من الصبر والإصرار تم تحقيق العديد من الإنجازات، منها الإبحار بين صفحات 20 كتاب من مختلف المواضيع باللغتين العربية والإنجليزية، واستضفنا فيها 10 من أبرز الشخصيات المثقفة في فلسطين".

وبالحديث عن الطموحات المستقبلية ل"حراء" بقول أبو صنوبر "نطمح إلى إدخال القراءة لحياة كل شاب وفتاة أولاً في الجامعة بشكل خاص، ثم في المجتمع بشكل عام، وجعلها جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، بحيث نرى الكتاب رفيقاً ملازماً للشباب".

وتسعى "حراء" لتطوير عمق الطرح بحيث يتم عرض تجارب حضارية كاملة، واستعرض نقاط القوة، وأسباب الضعف محاولين اعطاء الإلهام، وسيكون أول هذه المعارض معرض الفردوس المفقود الذي يتناول حضارة الأندلس كنموذج حضاري متكامل.

وعن موضوع الإقبال على القراءة بشكل عام في المجتمع الفلسطيني من واقع تجربة "حراء" يشير أبو صنوبر: "الإقبال على القراءة بصراحة ودون محاولة رسم واقع وردي دون المستوى المطلوب، ونحن نسعى للتحسين، ولكنها مقارنة مع السنوات الماضية في تنامي، وتكاثر مستمر".

ويضيف:" الآن تجد في الجامعة عدة أندية ثقافية يستطيع الطالب أن ينضم إليها، ويجد من يشاركه شغفه، واهتمامه في القراءة، وبإذن الله سنستمر معاً وسوياً حتى نرتقي جميعاً، ونصل للمستوى المطلوب".