في اليوم الثالث لحصار قباطية.. كيف يعيش عمال "المياومة" ؟

 

قباطية - رايــة:

مجدوليـن زكـارنـة -

لم تتلقى فئة عمال المياومة "شيكلا واحدا" في بلدة قباطية المحاصرة منذ 3 ايام، نتيجة اغلاق جميع الطرق الرئيسية والفرعية واستمرار المواجهات والمداهمات من قبل جنود الإحتلال الأمر الذي يمنع وصولهم الى اماكن عملهم داخل وخارج البلدة.

العمل بالمياومة "تلقى قدر مالي نهاية كل يوم عمل" هي الفئة الغالبة في البلدة التي تعتمد على العمل في ورش البناء والكسارات والمزارع كمصدر رئيسي ووحيد للدخل.

ويقول أحد عمال المياومة في البلدة لـ"رايــة": " منذ استشهاد الشبان الثلاثة وحصارنا في ذات الليلة لم نخرج الى اعمالنا، كنت اتقاضى 70 شيكلا مقابل عملي من "6 صباحا - 6 مساء" لأنفق على نفسي، الآن أجلس في البيت بسبب المواجهات والاقتحامات الدائمة للمنازل والاغلاقات المستعمرة للطرق.

ويضيف " لا ندري الى متى ستستمر هذه الحالة، ان طالت سيسوء الوضع أكثر.. ولا ادري ماذا سأفعل".

ويقول المقاول محمد زكارنة صاحب مشروع بالقرب من الجامعة الأمريكية لـ"رايــة": " لم أعمل  طيلة ايام الحصار، وخاصة بعد اغلاق الطريق الواصل بين قباطية والجامعة العربية الأمريكية، عندي أكثر من 10 عمال جميعهم يعانون اقتصاديا".

نسبة الانجاز في المشاريع السكنية تقلصت بنسبة 90% في المشاريع خارج البلدة اما ورش البناء داخلها فالإنجاز فيها معدوم.

ويتابع زكارنة" اضطررت الى اعطاء عمالي النقود وهم في البيوت، ليستطيعوا العيش، فهم يعتمدون على استلام يوميتهم كل اخر نهار، الكثير من المقاولين لم يقاضوا عمالهم شيكلا واحدا طيلة ايام الحصار".

ويضيف زكارنة "في اول يوم حصار سلكنا طرق وعرة لا يعرفها الاحتلال للوصول الى عملنا بالقرب من الجامعة الأمريكية ولكننا تفاجئنا في اليوم التالي بإكتشاف الجنود لها وإغلاقها".

وقال سكرتير اتحاد العمال في محافظة جنين رياض كميل لـ"رايــة": "جميع العمال تضرروا خلال الحصار ولكن فئة عمال المياومة من اكثر المتضررين".

واضاف "شكلنا خلية تضم كافة مؤسسات البلدة لحل الازمات وايصال التموين لجميع المحتاجين، كما أن اهل قباطيه أهل خير وعطاء يمتازون بالتكاتف المطلق الذي خفف من وقع الحصار، اضافة الى استعداد كافة قرى وبلدات محافظة جنين لمساندة سكان قباطية".

ولم يقتصر الحال في الجنود الى اغلاق الطرق ومنع العمال من الوصول الى اعمالهم، بل قاموا ايضا بتخريب الاراضي الزراعية المنتشرة في البلدة والتي تشكل مصدر دخل لعشرات العائلات القاطنة هناك ،بهدف التضييق عليهم اقتصاديا، على الرغم من تصدي الشبان الدائم لهم.

يذكر انه صدر، اليوم، قرارا من محافظة جنين وبلدية قباطية بنقل سوق الخضار والفواكة "الحسبة"، الى قرية مثلث الشهداء ،للتخفيف من الازمة الاقتصادية التي يعاني منها اصحاب البسطات هناك، والذين توقف عملهم بشكل كلي بسبب تمركز قوات الاحتلال على مدخلها.