انهيار 9 أسر يوميا بقطاع غزة!

 

غزة- رايــة:

عامر أبو شباب-

كشف تقرير احصائي صادر عن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بغزة، أن القطاع شهد 9 حالات طلاق يوميا خلال عام 2015، بمجموع 3281 حالة طلاق مقابل 20778 عقد زواج بمعدل 57 حالة زواج يوميا.

وأوضح التقرير الاحصائي أن حالات التراجع عن الزواج والطلاق قبل الدخول والخلوة الشرعية تقترب من 4 حالات يوميا بمجموع 1389 خلال العام الماضي بما نسبته 42.3% من اجمالي حالات الطلاق العام.

وأشار الى أن مدينة غزة شهدت أعلى حالات الطلاق بمقدار 1003 خلال العام المنصرم بمعدل أكثر من 3 حالات طلاق يوميا.

واعتبر د. سمير قوته أستاذ دكتور في علم النفس الكلينيكي في الجامعة الاسلامية بغزة، أن تسجيل 9 حالات طلاق يوميا مؤشر على ارتفاع نسب الطلاق خلال السنوات الاخيرة بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يتعرض لها المواطنين في القطاع.

وأوضح قوته، أن المجتمع في القطاع له خصوصية أبرزها تدخل العائلة في مشاكل الزوجين، تدخل غالبا لا يساعد على حل المشاكل الزوجية، بل قد يفاقم المشاكل ويدفعها لإنهاء العلاقة الزوجية بالتراكم.

وأكد ان ارتفاع معدلات الزواج (57 يوميا) أمر طبيعي بالنظر لأن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، فيما يعد رصد حالات الطلاق ( 9 يوميا) أمر مخيف لأنه يعني تفكك أسري ومشاكل اجتماعية وخلافات بين العائلات.

واعتبر أن حالات الطلاق قبل الخلوة الشرعية (4 يوميا) تعود لتدخل الأسرة في اختيار الزوجة، وهي مشكلة لأنه يؤدي الى خلافات بين الأسر خاصة بين الأقارب، موضحا أن تأثير الطلاق قبل اكتمال الزواج والدخول ينعكس سلبا على الفتاة بالتوتر والكآبة وشعور عدم تقدير الذات وقد يؤدي الى اكتئاب شديد قد يتطلب التدخل العلاجي.

من جهته رأى الباحث القانوني سمير زقوت ان ارتفاع معدلات الزواج يعني ارتفاع حالات الطلاق مستقبلا اذا بقيت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على ما هي عليه اليوم.

وأرجع زقوت لـ"رايــة"، زيادة الاقبال على الزواج خلال عام 2015 يعود لأسباب متعددة منها المساعدات التي تم توزيعها بعد الحرب، وتزويج زوجات الشهداء على أشقاء الشهداء في كثير من الحالات، وكذلك تزويج بنات الشهداء بشكل سريع.

وقال أن من بين الحالات الغربية التي عرضت عليه سؤال أسرة الفتاة عن عمل والد العريس، وكذلك التقرب للزواج من أجل وظيفة الفتاة واذا تبين أن عملها غير دائم ينسحب الشاب من الزواج.

وأكد زقوت أن السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الطلاق يعود بشكل اساسي للأوضاع الاقتصادية المتردية وزيادة الفقر، مؤكدا أن 9 حالات طلاق يوميا امر مخيف خاصة مع زيادة الظاهرة، خاصة أن أغلب حالات الطلاق بين الأزواج الجدد جراء الوضع الاقتصادي.

ودعا زقوت صانعي القرار تأمل الوضع وتحليله ووضع خطط من أجل انهاء الوضع القائم وحماية الشباب ومستقبلهم، والمسارعة بخطوات حقيقية للحد من افقار قطاع غزة، مضيفا أن الحكومات المتعاقبة لم تشكل حاضنة لاستقرار وتنمية المجتمع واهتمت بالجباية دون مردود على المجتمع.

وأضاف ان زيادة الفقر تعود لعدم تشغيل السلطة الفلسطينية موظفين جدد في القطاع منذ 8 سنوات، وتراجع التوظيف في الأونروا، و تدمير الاحتلال القطاع الخاص خلال الحصار والحروب.

وأرجع سبب التراجع عن الزواج قبل الدخول واتخاذ قرار الطلاق يعود لبحث الشباب عن زوجات موظفات وحينما يتضح فيما بعد أن الزوجة المستقبلية تعمل بشكل مؤقت يتراجع العريس، أو بسبب حالات زواج الشباب في العام الاخير من الجامعة والذي يصطدم بعدم التوظيف في كثير من الاحيان.