الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نسرين تبكِي الأمير وأم القاسم تقود مسيرة تشييع الشهيدين

 

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين-

في مسجد الحسين بن علي، كانت نسرين شقيقة الشهيد قاسم جابر، الأكثر كرماً بالدمع، وهناك من يربت على كتفيها، كانت قوية بالبكاء ضعيفة الجسد. وهناك أيضا تجلس أنوار الشقيقة الصغرى والمدللة لقاسم التي تنكر رحيل حبيبها كما تسميه. وفي الجلسة ذاتها تجلس والدة الشهيد أمير الجنيدي، تبكي بسكون مبتسم، جمعت كل المتناقضات ومن حولها، ثم قالت " فقدت قطعة من قلبي باستشهاد أمير".

أمير الجنيدي "22 عاماً"، بائع خضار وفواكه، له أخت واحدة وأربع أخوة، ابتسامته مفتاح الدخول الذي يقتحم من خلاله قلوب الآخرين، لها سحر خاص كما تقول والدته :" أمير طيب ومحبوب من الجميع، دائما يضحك، حتى وهو زعلان تحسه يضحك، أمير كل حياتي، هو الحركة والنشاط، وكل ما أريده أطلبه من أمير، والآن أمير رحل".

والدة أمير صاحبة الوجه المستدير، وصاحبة تلك الدمعات الساكنة الدافئة التي ارتسمت على محياها، قالت "كان متميزا بنشاطه وبكل شيء، مثل (الدينامو) في البيت، عندما يفصل الانترنت نتصل على أمير، دفع الفواتير يدفعها أمير، هو محرك البيت، وبشهادته فقدت قطعة من قلبي، وان شاء الله يقبل شهيداً".

أنس الشقيق الأكبر لأمير الجنيدي يقول أن بينهما عامين فقط، وهو بمثابة الرفيق والصديق الذي لا يمكن له العيش دونه، يقول :" أخي كان محبوباً، لا أحد يعرف أمير إلا ويحبه، دائما مبتسم، ضحوك، البيت دونه لا يسوى".

وقف أنس فوق رأس شقيقه الشهيد، تأمله وكأنه يحاكيه لدقيقتين أو ما يزيد، ثم انحنى فوقه، فقبله وهو يبكي، وبينما كان كذلك سقطت دمعة من عينيه على وجه أخيه الذي غادره بلا عودة " أخي كان كل شيء لي، لم أكن أحب دخول البيت إلا بوجوده، جلسته حلوة، وذكرياته أجمل".

أمير وقاسم، كانا يعملان معاً في تجارة الخضار والفواكه، وكان لهما محلاً سمي باسم محلات الشهيد، نسبة للشهيد " فريد طالب جابر" ابن شقيق الشهيد قاسم جابر، الذي أستشهد قبل حوالي أربع سنوات بينما كان عمره 8 أعوام.

قاسم جابر " 31 عاماً"، متزوج وله ثلاثة أطفال ( سندس، كتائب، مؤمن) كما أنه زوجته حامل بآخر، والتي شعرت أن هناك خطراً يحدق بزوجها " كنت حاسة من الصباح، خرج وترك أغراضه، نزلت لأبحث عنه، لم أسكت، سمعت الناس يصيحون لكن لم أكن أعلم على ماذا بداية، والحمد لله على شهادته".

والدة الشهيد قاسم اتسمت بالقوة الظاهرة ولا أحد يدري حجم تلك الأوجاع التي تتدفق في عمقها، وآثرت إلا أن تكون على مقدمة جنازة تشييع نجلها، فقادت الرجال ثم سارت من مسجد الحسين مروراً بشوارع المدينة وصولاً لمقبرة الشهداء "قاسم أحسن إنسان عرفته، كان متميزا بكل ما هو حسن، والناس يعرفونه جيداً، اعتقل لمدة خمس سنوات ونصف، وبعدها استقر ببيته، أنجب أولاد وبنات، ولم نتوقع هذا الأمر، وها هو يرتقي شهيداً، وأتمنى أن يصبرني الله على فراقه".

أنوار الشقيقة الصغرى والمدللة لقاسم، لا تصدق حتى اللحظة خبر استشهاد شقيقها " أنا أخته الصغيرة، كان يحبني كثيراً، ولما حملت قبل زوجته، كان يدللني وكان فرحا أكثر من زوجي بحملي، كما لو أن الولد له".

"في ليلة استشهاده جاءني، ونظر إليّ عدة مرات وكانت عيناه حزينتان، وأنا فقدت حنانه باستشهاده" قالت أنوار.

أما نسرين شقيقة الشهيد قاسم، بداية القصة ونهايتها، تلك التي جادت بالدمع دون حساب، قالت" لما عرف أنني أحتاج دما، جاءني يركض، وبقي بجانبي في المستشفى، ولما نزلت جاء لبيتي، وبقي يسأل ويطمئن عليّ، فأنا أحبه كثيراً".

ختمت نسرين :" ليلة استشهاده طلب مني سجادة الصلاة، صلّى، ثم أعددت له القهوة، شربها عندي، وصباحاً سمعت خبر استشهاده الذي قتلني بعد المرض".

الجدير بالذكر أن قاسم جابر وأمير الجنيدي ويوسف طرايرة الذي ووري الثرى في بلدة بني نعيم في يوم استشهاده، استشهدوا صباح الاثنين، قرب مستوطنة كريات أربع على الشارع الالتفافي شرق الخليل، حيث أطلقت النيران عليهم بحجة محاولة تنفيذ عملية إطلاق نار ودهس.

Loading...