الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأردن و"داعش" على صفيحٍ ساخن.. فَهل ستكون الأولى مسرحا لجرائمه

رام الله- رايــة:

فراس أبو عيشة الوزني-

أعلنت المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة على لسان رئيس وزراءها عبد الله النسور، مطلع شهر آذار من العام الجاري، عن مقتل سبعة مسلحين، ورجل أمن أردنيّ في محافظة إربد شمال المملكة، إثر اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر يُشتبه أنَّهم من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" حسب قول المملكة، واعتقال 13 عنصراً، إضافة إلى إحباط مخطط لضرب مواقع عسكريَّة ومدنيَّة في الأردن، واصفاً أنَّه "إجراميّ تخريبيّ".

وشاركت شرطة مكافحة الشغب والمخابرات والقوات الأمنيَّة والخاصة الأردنيَّة بالعملية واسعة النطاق، وفرضت طوقاً أمنيَّاً على مدينة إربد، وحققت أهدافاً بِضبط أسلحة ومُتفجرات بِحوزة المسلحين، حيث تُعتبر على حد قول مسؤولين أمنيين أردنيين أنَّها واحدة من أكبر عمليات التفتيش عن عناصر لخلايا نائمة تضم متعاطفين مع الجماعات الإسلاميَّة خلال الأعوام القليلة الماضيَّة، وضمَّت العملية مئات من رجال الأمن وطائرات الهيليكوبتر.

إمارةٌ طالبانيَّةٌ في الأردن
يقول المحلل السياسي الأردني نهاد إسماعيل في مقالٍ له نُشر عبر صحيفة "إيلاف" اللندنيَّة، أن "داعش ستفشل حتماً في العثور على متواطئين ومُتقاعسين في الأردن، وستُضرب بِقسوة من قبل جيشٍ مِهنيّ مُحترف، وإن فكرت مُجرد تفكير بارتكاب حماقةٍ تحرشيَّةٍ لها في الأردن، ستتفاجأ بِصفعةٍ يدٍ من حديد بِرد فعل عسكريّ قويّ".

ومن الجدير بالذكر، أن الأردن من الدول الأولى التي واجهت ووقفت ضد تنظيم "داعش"، الذي تأسس في 29 حزيران/ يونيو من عام 2014، ونُصب أبو بكر البغداديّ خليفةً لها، وانضمت الأردن إلى التحالف الدولي، الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكيَّة، للوقوف في وجه التنظيم، حيث كانت أُولى ضربات التحالف في شهر (أيلول من العام 2014) على مواقع له في سوريا، ويبلغ عدد الدول المُتحالفة الآن قُرابة 20 دولة.

ولأن الأردن تمتلك جيشاً وطنيَّاً ليس طائفيَّاً هشَّاً، ويخدم الأردنيون من شتى الأصول والمنابت، كما يرى إسماعيل، فمن غير المُتوقع أن تتقدم وتقترب "داعش" من المملكة الأردنيَّة، لأنَّها تُدرك تماماً العواقب الوخيمة إن ارتكبت أيَّة حماقة.

وفي الوقت نفسه، يُوضح أنَّه لا يُمكن الإنكار بِوجود مخاوف في الأردن من محاولة اقتحام داعش للحدود، ظناً منها أنَّها ستكون قادرة على محاولة احتلال والسيطرة على بعض القرى والمواقع، وتأسيس إمارة طالبانيَّة تحكُم بالشريعة، وتعدم الناس وتقطع رؤوسهم، وتنكيل المواطنين كما فعلت في الرَقة السوريَّة، ومناطق أُخرى، بتواطؤ إيرانيّ سوريّ.

الأردن في مُحيطٍ مُلتهب

يُبيِّن المحلل والخبير في الجماعات الإسلاميَّة الدكتور محمد أبو رمان في حديثٍ  لـِ "Sky News"، أنَّه على الرغم من وجود الأردن في مُحيطٍ مُلتهب، إلا أن التحدي الكبير الذي يُواجه البلاد هو تحدٍ داخلي، مُتمثل بِمراقبة التشدد والسيطرة على نموِّه.

ويُتابع في حديثه "لا خوف وقلق من المقاربة الأمنيَّة التي تنتهجها الحكومة الأردنيَّة تجاه المخاطر التي تُواجهها، خاصة المواجهات المُسلحة التي حصلت مُؤخراً في مدينة إربد الأردنيَّة، التي يجب أن نفصلها عن ملف الحدود السوريَّة، حيث أنَّ هؤلاء المسلحين يتبعون لجماعة سلفيَّة أردنيَّة، ولا علاقة لها بِداعش، وهي لا تملك أيَّ اتصالٍ خارجيّ".

ولم تقتصر المخاوف الأمنيَّة الأردنيَّة على احتدام معارك تنظيم "داعش" في العراق، وامتدادها نحو الحدود السوريَّة المُحاذية للأردن، لتتفشى مع خروج أول مسيرة تأييد ونُصرةً للتنظيم في حزيران/ يونيو من عام 2014 في معان الأردنيَّة، رفرفت خلالها أعلام "داعش"، وصدحت هتافات طالبت بإزالة حدود اتفاقية "سايكس بيكو".
ويُعتبر ما حصل نقطة تحول كبيرة جداً سواء على مستوى الأردن أو من يُعاديها على حد قول أبو رُمان، خاصة بعد أن تغيَّرت الفتوى التي تحكم التيار السلفيّ، الذي أصبح مؤيداً لِـ"داعش"، وأصبح أكثر عدائيَّة، ما قد يصل إلى حد التسلح والقيام بِعملياتٍ إرهابيَّةٍ.

"داعش" في تراجعٍ وخُمول
يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المجيد سويلم في حديثه لـ "رايـــة"، أن الأردن شأنه كشأن جُل البلدان المُحيطة في منطقة الصراع الساخنة، كونه يتمتع بدرجة عالية من الأمن والاستقرار، فالتنظيمات الإرهابية تسعى لضربها، خصوصاً "داعش"، لأن الأردن جزءاً لا يتجزأ من التحالف الدولي ضد "داعش"، ويُشكل خطراً كبيراً عليها.

ويُردف "داعش التي وصلت لمرحلة يصعُب عليها استكمال مُخططها التخريبي الإرهابي، تسعى بشكلٍ واضح إلى عدم استقرار كل الدول المُحيطة بأماكن ونقاط تواجدها، خاصة في سوريا، ولأن الأردن تملك موقفاً قوياً على المستوى الإقليمي، وهي دولة فاعلة ويُحسب حسابها، ولديها جيش مُحترف، يُعرف بأنَّه من أفضل الجيوش العربيَّة القتاليَّة البريَّة".

واشار سويلم الى  أن "داعش" لن تغوص غمار المعركة مع الأردن، لأنَّها وصلت تحديداً إلى مرحلة خمول، وهي تتراجع بصورة كبيرة، وباتت تنحسر وتنحصر أكثر فأكثر في العراق، وهي بِصدد خسارات كُبرى مُجحفة في سوريا، كونها ليست في موقع المُبادر والهجوم، بل أصبحت في موقع دفاعٍ سلبي، مضيفا" ان الجميع يعلم أن الأردن تُتابع التنظيمات الإرهابيَّة بصورة حثيثة من الزاوية الاستخباراتية، ولديه إمكانيات أمنيَّة استخباريَّة عاليَّة، وكثيراً ما كان يُحقق نجاحاً في لجم وإحباط العديد من المُخططات الإرهابيَّة".

وبِحسب موقع "سي إن إن" الأمريكي المُتخصص في الإحصائيات "انفوغرافيك"، نقلاً عن مصادره من المركز الدولي لدراسة التطرف، ومعهد بروكينغز، والاتحاد الأوربي، يُقدر عدد أفراد وعناصر "داعش" في العالم بحوالي 20,000 عُنصراً، وفي الشرق الأوسط يبلغ 5200 عنصراً، أما في المملكة الأردنية لِوحدها، فيقترب من الـ2000 عنصراً، ومثيل ذلك في السعودية، بينما الجيش الأردني يتجاوز عدده الـ110 ألف عنصراً.

Loading...