الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:28 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:23 PM
العشاء 8:45 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خمس سنوات دراسية ضاعت في ثنايا غرفة التحقيق

القدس- رايــة:

فداء الرويضي-

غرفة تحقيق مظلمة، باردة، الضوء الخافت يتأرجح، صوت دقات قلب "مراد" تكاد تكون أعلى من صوت المحقق الذي لا يتوقف، نظراته المليئة بالشر تتجه صوب عيون مراد المليئة بالخوف، هدوء يعم الغرفة للحظات، حتى تعود أسئلة المحقق المتكررة، وجسد مراد منهك من شدة الضرب، "هو يسأل وأنا أنكر كل ما يقول، وبعد الضرب الذي كان يأتيني من كل صوب، اعترفت على نفسي بكل التهم التي وجهها لي، لم أستطع تحمل استفزازه أكثر من ذلك" هذا ما قاله مراد علقم "16 عاما" من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.

"المستعربين" والضرب المبرح

بدأت حكاية مراد في شهر رمضان العام الماضي، حين اعتقلته وحدة المستعربين من القدس مع المواطن محمد جابر، يقول مراد بصوت يرتجف :" انهال علي المستعربين بالضرب المبرح، وأكثر الضربات كانت صوب عيوني، شعرت لحظتها أني فقدت الرؤية، أصابني بعدها نزيف داخلي بالعين، حاولت جاهدا تخليص نفسي منه قبل أن يضع لي "الكلبشات" إلا أنه قام بضرب رأسي بالأرض، فقدت الوعي ومع ذلك استمر في ضربي".

بعد ذلك اقتادتهما شرطة الاحتلال الى الجيب العسكري، ليتم نقلهما الى مركز تحقيق "النبي يعقوب"، "حين وصلت الى مركز التحقيق كان وجهي ينزف دما، بدأت أنظر بالمتواجدين، وكلما نظرت الى أحدهم يضربني الشرطي المتواجد هناك"، وصل المحامي، فقال للمحقق:"اصطحبه ليغسل وجهه من الدماء"، يقول مراد:" اصطحبني لكنه لم يسمح لي بغسل وجهي بل أخذ كل ما كان في جيبي وانهال علي بالضرب ثم أعادني الى المحامي الذي طلب منه مرة أخرى أن يسمح لي بأن أغسل وجهي، تركني أذهب، فجاء أحدهم فتح الباب في وجهي وضربني مرة أخرى".

"اعترفت على نفسي"
في اليوم التالي جلس مراد مع تسعة أطفال أخرين على الأرض لمدة 13 ساعة، "لم أحتمل، بقيت قدمي منفوخة لأيام بعد هذا اليوم، إصطحبونا الى تحقيق أخر، في البداية لم أعترف بكل ما قاله المحقق، صمدت طويلا في وجه أسئلته واستفزازه، وبات يهددني:"إن لم تعترف سنجبر أهلك على أن يتبروا منك بعد خروجك من هنا".

بعدها ذهبنا الى المحكمة، ثم الى سجن المسكوبية، وبعد ثلاثة أيام من دخوله السجن استدعي للتحقيق، وأول ما قاله مراد لنا عن هذا التحقيق بعد أن دمعت عيناه "اعترفت على نفسي من شدة الضرب".

"كنا في شهر رمضان، أذن العشاء ونحن ما زلنا بلا إفطار أو ماء، طلبت ماءا فأحضر المحقق لي ماء المكيف الكهربائي لأشربه، كانت يداي مربطتان الى خلف منذ 13 ساعة، ومن شدة عطشي حاولت أن أشرب، لم أستطيع، فضحكوا علي".

مدرسة داخلية
مكث مراد في سجن المسكوبية لمدة أسبوعين، ثم حولته المحكمة الى الحبس المنزلي المفتوح، وبقي فيه حتى تاريخ 10-04-2016، أي أنه بقي رهن الحبس المنزلي لمدة 9 أشهر، "ذهبت الى "ضابطة السلوك" بشأن المدرسة، فأوصت أن أذهب الى مدرسة داخلية لمدة ثلاث سنوات، رفضت ذلك، فحاولت إجباري مرارا وبكافة الطرق لدرجة أنها أعطتني رقم هاتفها لأتحدث معها، وهددتني إن لم أذهب الى المدرسة الداخلية ستحرمني من التعليم، قلت لها أفعلي ما تشائي لكني لن أدخلها، لأنني أعلم أنهم سيجروا لي هناك "غسيل مخ"، وسيغروني بالمال لكي أعمل معهم، لي صديق ذهب الى هناك وتغير كليا، لا أريد أن أصبح هكذا، فضلت السجن الفعلي والمنزلي على المدرسة الداخلية".

حبس منزلي
"في فترة الحبس المنزلي أصبحت أدخن، وأبقى غاضب طوال الوقت، أضرب أخوتي وأكسر أثاث المنزل، دائما كنت أشعر أن أهلي هم السجانين، والمنزل سجني، لا أستطيع أن أخطي خطوة واحدة منه، كنت أتعلم السباحة، حصلت على ثلاث شهادات، كانت هوايتي، الا أنهم حرموني منها، حرموني من كل شيء".

سكرتير طبي

حرموا مراد من أبسط حقوقه، ألا وهو حق التعلم، كان اسمه مدرجا في المدرسة مع الطلبة الذين سيترفعون الى الصف التاسع، قدمت عائلة مراد العديد من الطلبات للمحكمة ليكمل مدرسته لكنهم كانوا يرفضون في كل مرة، " خسرت الصف التاسع بعد التحقيق والسجن في المسكوبية، ثم خسرت الصف العاشر بسبب الحبس المنزلي، والآن سأخسر الصف الحادي عشر والثاني عشر والسنة الدراسية الأولى في الجامعة، بعد أن حكموني بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات"."

"كان كل ما أحلم به أن أحصل على شهادة الثانوية العامة وأكمل دراستي، لطالما حلمت أن أصبح سكرتيرا طبيا في عيادة أو مستشفى، لكن بعد قرار المحكمة بالسجن لا أستطيع أن أكمل حلمي، لكني سأدرس في السجن كي لا يضيع علي أي شيء من أحلامي".

سلم مراد نفسه الى المعتقل في العاشر من هذا الشهر بعد قرار المحكمة عليه بالسجن الفعلي لمدة ٣ سنوات، مع تسعة أطفال أخرين تراوحت أحكامهم بين عام وثلاثة أعوام، بتهمة إلقاء الحجارة باتجاه مركبات المستوطنين وإصابة اثنين منهم.

Loading...