الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الفدرالية أم الكونفدرالية.. طريق الخلاص للقضية؟

رام الله-رايــة:

(متابعة ادهم مناصرة، تحرير داليا اللبدي)

مع وصول العملية السلمية إلى طريق مسدودة، وتبادل للزيارات المكثفة لمسؤولين وشخصيات بين عمان ورام الله، ودعم مشاريع اقتصادية وأمنية مشتركة، يتعاظم الحديث في الفترة الأخيرة عن توجهنا إلى الكونفدرالية مع الأردن... فهل اقتربنا فعلاً منها؟

تعني الكونفدرالية، التي تم المناداة بها أكثر من مرة في العقود الماضية، إقامة مجلس تشريعي مشترك وحكومة مشتركة بالمناصفة، وتكون للسلطة العليا ثلاث مهمات، وهي الأمن والاقتصاد والخارجية، على أن تكون باقي السلطات من صلاحيات الحكومة المشتركة.

ويعني هذا أن الاتحاد الكونفدرالي بمثابة رابطة أعضاؤها دول مستقلة ذات سيادة والتي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيانا وإلا أصبح شكلا آخرا يسمى بالفدرالية.

ونعود، لنسأل السؤال المركزي ارتباطاً بالتعريف سالف الذكر، هل تشكل الحالة الفلسطينية الآن أساسا لهذا الإتحاد مع الأردن؟


عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير غسان الشكعة قال لبرنامج "ستون دقيقة في السياسة" على أثير "رايــة" إنه من السابق لأوانه الحديث عن الكونفدرالية مع الأردن، لأن هذا يشترط إقامة الدولة الفلسطينية في بداية الأمر، ومن ثم طرح المسألة لاستفتاء شعبي، موضحاً أن المرحلة الأولى تكمن في إنهاء الاحتلال.

لكن الشكعة لم يُخْفِ توجهه في حال طُرح الأمر للاستفتاء، حيث أكد لـ"رايــة" أنه سيصوت مع الكونفدرالية حينئذ نظرا لطبيعة القواسم الثقافية والاجتماعية والإقتصادية والسياسية المشتركة بين الفلسطينيين والأردنيين.

وفي الوقت ذاته، يُقر أن هذا طرح بنيامين نيتانياهو الآن، والمبني على بحث الحل مع الأردن ودول عربية وليس مع منظمة التحرير التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد عدم رغبته بالوصول إلى حل سياسي للصراع.

وحول ما إذا كان الشكل الفدرالي (المبني على أقاليم تحكم نفسها وتتبع السلطة المركزية) أو الكونفدرالي (وهو اتحاد بين دولتين مستقلتين) ينتظر حل الصراع في الفترة القادمة في ظل تعزيز كيان غزة وكيان جزء من الضفة الخاضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وكيان المستوطنات المقامة في الأراضي المصنفة "ج"، يرى الشكعة أنه "إذا لم يَسْتَعِدْ الشعب الفلسطيني الدور الحقيقي لمواجهة الاحتلال فإنه لا حدود لحجم الخسائر التي ستلحق بالقضية الفلسطينية بما فيها الحلول التي ستُفرض على الأرض، وعندها سنكون نحن من نتحمل المسؤولية، وهذه دعوة لإعادة النظر  بأخطائنا".

وإذا ما كانت الفدرالية بديلاً للكونفدرالية مع الأردن، أوضح الشكعة أنه إذا أجبرنا الاحتلال على التبعية إلى تل ابيب كعاصمة مركزية في المستقبل في ظل العقبات الإسرائيلية أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فإنها ستكون مفروضة علينا كأمر واقع حينئذ، مشيراً إلى أن كل الاحتمالات واردة "لأننا لم نقم بواجبنا اتجاه قضيتنا وشعبنا".

وكان رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي حسم الجدل حول «الخيار الأردني»، الذي زاد الحديث حوله في الشهور القليلة الماضية مع وصول السلطة الفلسطينية إلى طريق مسدودة فيما يخص الحل السياسي مع إسرائيل، قائلا إنه «يؤمن شخصيا بالكونفدرالية الأردنية - الفلسطينية، ولكن ليس في هذا الوقت، بل بعد قيام الدولة الفلسطينية».

وكشف المجالي خلال زيارته الى نابلس مؤخراً عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد تطبيق الكونفدرالية في هذا الوقت، واليوم قبل الغد، وأنه طرحها مرات عدة بطرق مختلفة، لكن جواب العاصمة عمان كان واضحا وقاطعا بالرفض.

وفي هذا السياق، رأى النائب الأردني محمد حجوج في حديث لـ"رايــة"، أن هذا الطرح قبل أن يكون صادر من رئيس الوزراء الأردني الأسبق، فإنه طُرح في مانشيتات إعلامية ومداخلات لكثير من القيادات الفلسطينية فيما يخص الخيار الأردني في المرحلة القادمة في سياق العلاقة الفلسطينية الأردنية الخاصة، ولكن النائب حجوج يقول إنه من السابق لأوانه، لأنه لا يوجد إمكانية لتطبيق الكونفدرالية الآن في ظل الوضع الفلسطيني المعقد، وحالة الانقسام بين غزة والضفة، علاوة على أن الدولة الفلسطينية المستقلة لم تتحقق حتى الآن.

كما ونوه إلى أن الكونفدرالية يتم طرحها من قبل نيتانياهو الآن على المملكة الأردنية، بل ويُصر عليها.

وبخصوص فرض الكونفدرالية أو الفيدرالية مع الأردن من قبل جهات دولية في إطار الحل المستقبلي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بيّن أنها إذا كانت مفروضة على عمّان فإنها ستكون مرفوضة بشكل حاسم وكامل من قبل الأردن حكومة وشعباً، مُعرباً في الوقت نفسه أنه كنائب أردني وكلاجئ فلسطيني مع الكونفدرالية بشرط إقامة الدولة الفلسطينية أولاً.

في المقابل، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ناجي شراب أنه على ضوء الانقسام الحاصل، فإن هناك خيارات أخرى باتت على ارض الواقع، وذلك بعد حسم أمر غزة ككيان منفصل، فيما سيكون ما تبقى من الضفة ضمن الكونفدرالية مع الأردن.

ويستدرك في حديثه لـ"رايــة"، قائلاً: "هذا بدأ فعلا بمستوى التنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله، ومنح مزيد من التسهيلات لأهل الضفة الذي يسافرون إلى الأردن، فهي مرحلة تسوية القضية الفلسطينية عربيا ودوليا مهما كان الثمن ونحن عامل مساعد بانقسامنا".

ويتوقع شُراب أنه إذا بقي الحال الفلسطيني على ما هو عليه، فإننا ذاهبون نحو خيار الفدرالية أو الكونفدرالية مع الأردن في ظل سيطرة الاحتلال على مناطق "ج"، مضيفاً أن حكومة عمّان لن تستطيع أن تقول "لا" للدول العُظمى في حال فرضت هكذا حل في المستقبل.

وبَيْنَ فكرتي الفدرالية والكونفدرالية، يبرز التساؤل الأكبر في هذا الوقت الحساس، هل هما الحلان الواقعيان لتسوية القضية في هذا الوقت، وخاصة بعد فرض الاحتلال لوقائع جيو_سياسية خلال السنوات الأخيرة، حالت دون إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة؟.. لعلنا نحتاج إلى بضع سنوات لنكون قادرين على الإجابة على ذلك في ظل حالة الأقاليم والكيانات التي تقوم الدول العظمى بصياغتها بالنسبة للشكل القادم للدول العربية في المنطقة وخاصة سوريا والعراق، ولربما لبنان.

 

Loading...