صور.. "منارة غزة" صرح فني يمتلكه العامة

 

غزة- رايــة: 

سامح أبو دية-

من ركام وبقايا المنازل المُدمرة بكافة مناطق قطاع غزة وبطريقة فنية جميلة، انشأ الفنان التشكيلي شريف سرحان "منارة غزة"، عبر مشروع يعتمد على إعادة تدوير مخلفات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتركيبها بشكل فني بصري معاصر، لكي يُمثل عمل فني في الفضاء العام أمام الجمهور بغزة.

أرض ميناء غزة البحري غرب مدينة غزة، احتضنت المنارة كصرح فني جديد مميز، لاقى استحسان واعجاب الغزيين قبيل شهر رمضان، لتحمل رسائل أمل وسلام وحرية للغزيين بعد 3 حروب شُنت عليه خلال 8 سنوات فقط.

فكرة إنشاء منارة غزة بدأت منذ 9 أشهر واستغرق العمل على انجازها 7 أشهر؛ بعد توفر التمويل اللازم من مؤسسة القطان، حيث مرت بعدة مراحل بدءً بالتخطيط والتصميم واختيار المكان المناسب والبحث عن المخلفات التي تناسب أجواء الميناء، وصولاً لعمليات التنفيذ وتركيب العمل الذي استمر 5 أشهر كاملة.

وينقسم تكوين المنارة المُلونة إلى جزئين، الأول يتكون من قاعدة إحدى العمارات السكنية في أبراج الندى شمال قطاع غزة والتي تم تدميرها خلال الحرب الأخيرة صيف عام 2014، اضافة لأحجار البيوت المهدمة في جباليا.

كما تم استخدام عامود سكة حديدية قذفه البحر على شاطئ غزة قبل 5 أعوام، فيما يتكون الجزء الثاني من أحجار وبقايا البيوت المُدمرة في حي الشجاعية والتي استخدم منها "طناجر المنازل المهدمة" وأغطية حديدية وأدوات ألمنيوم منزلية وبقايا من ورش الألمنيوم وغيرها.

ويبلغ طول المنارة قرابة 14 متراً،  بينما يبلغ قطرها 2.5 متر ووزنها 10 طن.

وحسب الفنان شريف سرحان صاحب الفكرة؛ فان من أهم أهداف انشاء "منارة غزة" كعمل فني، نقل الفن للشارع وبشكل جديد بحيث يُصبح ملك للعامة في الشارع وعدم اقتصاره على نخبة الفنانين والمثقفين في المعارض وصالات العرض فقط، فضلاً عن دفع الشباب والفنانين لإنتاج أعمال من هذا النوع باستخدام مخلفات البيئة والحرب والتي يفيض بها قطاع غزة.

"منارة غزة" تُعتبر نتاج عمل مشترك لمجموعة من الفنانين التشكيلين، واجهوا خلال انتاج عملهم المميز عدة صعوبات اهمها الكهرباء، والبحث عن المخلفات المناسبة خاصة وأن البحر هو مكان العمل وبالتالي يحتاج الى مواد خاصة.

يقول الفنان سرحان 39 عاماً : "المنارة تضيئ حب وسلام وتحمل رسائل الأمل والحياة للناس خارج غزة، ويمكن تحويل مخلفات الحروب إلى فن وثقافة ويمكننا أن نصنع من الشظايا والركام منارة لمستقبل أجمل للأطفال والشباب".