"خطة بديلة" فيلم سينمائي يصنع الضفة في غزة

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

قبل أيام وفي شوارع قطاع غزة المكتظة كان المواطنين على موعد مع مشاهدة غير تقليدية غريبة عليهم قليلاً، هي مشاهد تصويرية من فيلم سينمائي من صنع المخرج الفلسطيني "علاء العالول" وطاقمه البسيط؛ الفيلم أُنتج ليحاكي ما يحدث في الضفة الغربية وشوارعها وحواجزها وكأن المشاهد صورت فعلياً في الضفة.

أيام شاقة في العمل تمكن خلالها فريق غزي نخبوي من صنع ما يراه الكثيرون شبه مستحيل في ظل اختلاف البيئة واللهجة، والحاجة المُلحة للإقناع، وفي ظل ضعف العمل السينمائي في القطاع.

فيلم "خطة بديلة" فيلم سينمائي قصير يُناقش ممارسات جيش الاحتلال وانتهاكاته للفلسطينيين، ويهدف لتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني في الضفة الغربية، باعتبار أن وظيفة السينما هي نقل الواقع بقالب قصصي سينمائي لتشويق المشاهد وامتاعه.

الفيلم ينتجه مكتب السلام الاعلامي بغزة، ويمتد على مدار نصف ساعة أو أقل، وتدور أحداثه حول حياة المطاردين في جبال الضفة حيث يعيش البطل "صالح" بعيداً عن عائلته؛ بسبب ملاحقة الجيش الاسرائيلي له حيث يعمل قناصاً، ويهدف الفيلم لإظهار حياة المطاردين كقضية انسانية.

ووفق حديث المخرج العالول والذي أعدّ القصة والسيناريو أيضاً، أن الفيلم السينمائي القصير تم تصويره خلال 30 يوماً في بيئة تطابق واقع الضفة من حيث المغارات في جبالها؛ لخلق مكان يساعد في إسقاط الصدق، والإثارة على القصة، هذا وقد عملوا على بناء موقع تصوير يشبه الحواجز وغرفة التحقيق الاسرائيلية.

يقول العالول: "صنعنا جبل يشبه جبال الضفة عبر الاستعانة برافعات وشاحنات ومعدات ثقيلة لتأسيس وصناعة الجبل، بحيث نكون قادرين على محاكاة الواقع، حتى يشعر أو يقول المشاهد أن الفيلم مصور فعلا في الضفة أو على الأقل يُشبه لحد كبير مناطق الضفة".

ومن أهم العقبات التي واجهت الفريق، صعوبة ايجاد بيئة في غزة تُشبه بيئة الضفة الغربية حتى يكون المشهد صادقا الى أكبر حد، مما دفع لإضافة ديكور للمكان الذي يتم اختياره، فضلاً عن عدم قدرة تصوير بعض المشاهد الا بتواجد شرطي لتأمين المكان مرورياً وأمنياً ومهنياً، نظرا لتكسد الناس في مكان التصوير.

فريق الانتاج صنع حاجز اسرائيلي مطابق تماماً لحواجز الضفة وحتى جيبات الجيش الاسرائيلي وأسلحته وجنوده والكتل الاسمنتية والجدار العازل، مروراً بالسيارات الفلسطينية، مما لفت أنظار المواطنين الغزيين لندرة ما شاهدوه، وعدد كبير منهم تهافت لالتقاط الصور التذكارية مع الممثلين الجنود اعجاباً بالعمل.

"خطة بديلة" فيلم تم اختيار أفضل الطاقات المهنية الموجودة في قطاع غزة لتصويره بعناية، من الإضاءة، والتمثيل، والصوت والمونتاج وفريق الانتاج، وضم الممثلين أحمد شحادة وأحمد فياض، والفنان غسان سالم.

ولا يغيب عن المخرج ذكر موقف الجمهور الذي شاهد تصوير بعض المشاهد حيث أنهم كانوا يصمتون عندما يشير للطاقم ببدء التصوير بقول "أكشن" وعندما ينتهي المشهد يصفقون، متوقعا أن ينال إعجاب الجمهور الفلسطيني عند عرضه قريباً، دون الكشف عن موعد أو مكان عرضه.

ومن الجدير بالذكر، أن المخرجين في غزة يشتكون من ضعف الانتاج السينمائي في ظل غياب الدعم اللازم في ظل التكلفة الباهظة للإنتاج السينمائي، والسبب يعود لميل الكثيرون لإنتاج الوثائقي لسهولته وتوفر كل ما يلزم الوثائقي وخاصة في غزة.

ويشار إلى أن هذه ليست التجربة الأولى له، فمن خلال شركته الخاصة "Continue Production FILMS" أنتج ونفذ العديد من الأفلام لصالح قناة الجزيرة الإخبارية والوثائقية آخرها فيلم "غزة الصورة الأخيرة".