الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

قلق الزوجة نجّا أسرة محمد دوابشة

"لا صحة لفرضية التماس الكهربائي" واصابع الاتهام تتجه لعصابات المستوطنين

رام الله - رايـــة:

إيهاب حجاج-

لم يغمض لزوجة محمد دوابشة جفن الليلة الماضية، شعرت بالقلق لما سمعت أصواتاً غير معتادة في محيط المنزل.

أيقظت محمد وأخبرته، فهاتف شقيقه الذي يقطن شقة أخرى في ذات المبنى، ليسأله إن كان هو مصدر ذلك الصوت، إلا أن الأخير كان يغط في النوم، صعد محمد حاملاً عصاً إلى السطح ومن ثم هبط إلى محيط المنزل ليتأكد من مصدر الصوت فلم يجد شيئاً ولا أحداً حتى طرقات البلدة كانت خالية تماماً من حركة المركبات أو المارة.

عاد ليطمئن زوجته، وكانت الساعة قد اقتربت من الثالثة، وطلب منها النوم قبل حلول الفجر موعد توجهه إلى عمله، إلا أنها رفضت وقالت إن هناك أمرا ما يقلقها حتى لو كان الصوت قد زال.

http://www.raya.ps/data/gallery/949048/gal-full/13754384_814143855351731_385241238812233861_n.jpg

نهضت من السرير وغادرت الغرفة باتجاه حجرة الأطفال المجاورة، طلب منها محمد أن تطفئ الإنارة وما أن فعلت وسارت خطوتين حتى دوى انفجار هائل في الغرفة بفعل جسم اخترق زجاج النافذة ثم بدأت النيران تأكل المكان، حينها كانت الساعة تشير إلى الثالثة والربع فجراً.

لم يصب أحد بأذى، ولم تقع مجزرة جديدة في قرية دوما، إلا أن أصابع الاتهام في محاولة القتل هذه توجه لعصابات المستوطنين، فالأدوات هي ذاتها التي استخدمت قبل نحو عام حين قُتل الرضيع علي (4 شهور) ولحقه والده سعد ووالدته ريهام فيما نجا أحمد بعد إحراق منزلهم في دوما بذات الطريقة وفي التوقيت ذاته.

وتسقط العائلة من حساباتها أية فرضيات أخرى حول أهداف الاعتداء ومن يقف وراءه، بمجرد التفكير بما يملكون من أشياء في محيط المنزل لم يمسسها أحد، كالسيارات مثلاً، أو معدات العمل أو مصادر الرزق.

http://www.raya.ps/data/gallery/949048/gal-full/13781889_814144238685026_5664657883205412904_n.jpg

يقول محمد دوابشة: "إذا لم تكن النية القتل، فلماذا لم يعمدوا إلى تخريب الممتلكات؟ ولماذا لم يسرقوا؟ لماذا لم يحرقوا الحقول التي في محيط المنزل؟ الإجابة عن ذلك بسيطة، هم جاؤوا بهدف القتل أو إلحاق الأذى بنا".

أديب دوابشة، نائب رئيس مجلس قروي دوما الواقعة إلى الجنوب من نابلس، يؤكد صعوبة اتهام أي من أبناء البلدة بالوقوف وراء الاعتداء على عائلة محمد، لأن الحادثة ليست فريدة فهي تكرار لحوادث مشابهة تقدم عليها عصابات المستوطنين، وأبرزها الحادثة التي وقعت واستشهد فيها سعد دوابشة وزوجته ورضيعه.

تكرار الاعتداء من حيث الشكل والتوقيت، لا يدع مكانا للشك بأن الجناة هم من ذات العصابة، إن لم يكونوا هم أنفسهم الذين أحرقوا منزل سعد قبل عام.

أديب التقى بقوة من جيش الاحتلال حضرت إلى القرية للاطلاع عن كثب على ما جرى، لاحظ إصرار أفرادها على حرف مسار التحقيقات، سألوا مراراً عن الدوافع، وراحوا يرجحون احتماليات أن تكون الحادثة جنائية وليست "قومية"، أو قام بها مجهولون، وحين لم يجدوا ما يبرر فعلتهم قالوا ربما تماس كهربائي هو ما كاد يودي بحياة عائلة محمد دوابشة.

http://www.raya.ps/data/gallery/949048/gal-full/13669050_814146285351488_9219164142732905591_n.jpg

إلا أن تحقيقات فريق من الدفاع المدني الفلسطيني قاده الرائد موسى حسونة توجه إلى القرية؛ أسقطت الفرضية الأخيرة، حيث وبعد فحص بسيط للأسلاك الداخلية وشبكة الكهرباء وعلبة تجميع مفاتيح الكهرباء داخل الشقة، اتضح أن الشبكة سليمة وأن مفتاح حماية التسريب "التأريض" بقي على حاله.

الخلاصة النهائية للتحقيات أشارت إلى أن الحريق نشب في منزل محمد دوابشة بفعل فاعل واستخدمت فيه مواد مسرعة للاشتعال ألقيت بعبوات قد تكون بلاستيكية أو مصنعة لكي لا تترك أثراً بفعل شدة الانفجار والحريق الذي تبعه.

http://www.raya.ps/data/gallery/949048/gal-full/13754131_814143582018425_881935199768541273_n.jpg

الدفاع المدني الفلسطيني يفتقد لمختبر خاص بفحص المواد المسرّعة، إلا أن فريق التحقيق الذي استند إلى خبرات سابقة اتضح لديه أن المادة المشتعلة كانت تحوي على مواد قابلة للانفجار، استناداُ إلى دلالة أن جدارن الغرفة التي ألقيت فيها العبوة وسقفها اشتعلت لدرجة أن "القصارة" قد تشققت بفعل قوة الانفجار والنيران.

المشاهدات العامة التي لاحظها فريق التحقيق الفلسطيني، أن هذا هو المنزل الثالث الذي يحرق خلال عام بذات الطريقة في قرية دوما، كما أن الاعتداءات الثلاثة وقعت في جنح الظلام وفي هذا مؤشر على نية الاعتداء والانتقام، كما أنه المنزل الثالث الذي يقع في أطراف البلدة بعيداً عن مركزها وعلى مقربة من الشوارع الالتفافية.

Loading...