الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

قرى القدس في حكاية الدوّاج

 

القدس - رايـــة:

فداء رويضي-

يحكى أن دواجا "البائع المتجول" جاء من مدينة نابلس يحمل بضائعه على دابته الصغيرة ويتنقل بها بين قرى القدس، وفي كل قرية يأتي الى العين حيث تتجمع النسوة لغسل أثوابهن أو لملئ ماء لبيوتهن، وهناك يبيعهن الدواج إبرة البابور، أو السراكوج "المكياج"، أو لفة بيضاء كالحجاب كل حسب طلبه.

لفتا وعين كارم

بدأ الدواج جولته من قرية لفتا وكعادته ذهب الى العين "عين لفتا"، التي كانت تتوسط البلدة وتصب في بركتين، الاولى كانت للإستحمام والثانية للغسيل، وكانت تستظل بشجرة توت كبيرة، اشترت نساء لفتا حوائجهن، بعدها انتقل الدواج الى قرية عين كارم، في هذه القرية كانت تكثر ينابيع وعيون المياه، لكن أهم عين فيها كان "عين كارم" التي أطلق اسمها على القرية، فجاء الدواج الى هذه العين والتقى النسوة.

الجورة

بعدها انتقل مع دابته الى رأس الجبل حيث توجد قرية "الجورة" هذه القرية التي سميت باسم عكس موقعها، فالجورة حفرة في الأرض لكن هذه القرية تقع على رأس جبل، في قرية الجورة نبع غرب القرية، باع الدواج النسوة حاجياتهم أثناء تجمعهن حول هذا النبع، وعدن الى منازلهن التي لم يتبقى منها اليوم سوى بيتان، حيث أقام الإحتلال على أراضيها مستوطنة "أورا" بعد هدم منازلها.

الولجة وصطاف

مشى الدواج  لمسافة ليست ببعيدة حتى وصل لقرية "الولجة" حيث كان هناك طريق فرعية تصل القرية بطريق عام يؤدي الى القدس، ويقال أن اسمها مشتق من "الولوج" الذي يشير الى المدخل الطبيعي بين الجبال وكانت تلجه المواصلات، بعدها انتقل الدواج الى قرية صطاف التي كانت قرية متوسطة الحجم مبنية من الحجارة على جانب شديد الإنحدار لأحد الأودية.

خربة اللوز

حل المساء وأن الآوان أن ينهى الدواج جولته، فوصل الى  قرية "خربة اللوز" التي كان كل بيت فيها محاطا بقطعة أرض يعتاش منها أهل المنزل يزرعون فيها الخضار والفاكهة، ويحفرون بئرا لتخزين المياه، وحال القرية اليوم يرويه كتيب "ذاكرات خربة اللوز":"عندما تقف على قمة الجبل ينكشف أمامك منظر خلاب، جبال مليئة بالأحراش، ولكنها منطقة فارغة من السكان، هكذا ترى المكان اليوم، لكنه منظر خدّاع، يخفي في طياته أسراراً، هكذا يريد من يريد أن نراه، إن نمعن النظر نرَ أن الحقيقة موجودة بين الأشجار وبين الأحجار، تقول الحقيقة أن هذه المنطقة أفرغت بشكل متعمـّد، عاش فيها آلاف الفلسطينيين بعدة قرى حتى 1948 وطردوا منها، كانت عامرة بمئات المنازل وهدم المحتل أغلبها، شملت دور عبادة ومدارس محى المحتل قسماً منها واستولى على قسم آخر،  إذن فالمنظر الذي نراه من قمة الجبل ليس منظراً طبيعياً".

"كلب مقطش من صطاف.. بيسوى كل اللوزية"

لنعود الى الدواج الذي لم يعد ليلتها الى مدينته نابلس وأبى أهل قرية خربة اللوز أن يستضيفوه في بيوتهم، فاستلقى تحت شجرة خروب كبيرة في خربة اللوز، جاء لينام واذ بكلب قادم من قرية صطاف المجاورة  يحمل دجاجة في فمه ويعطيها للدواج ليأكلها، حينها قال الدواج:" كلب مقطش من صطاف، بيسوى كل اللوزية"، ومن هنا جاء هذا المثل الذي تردد لاحقا على ألسنة قرى القدس.

الخروب والذهب

حكاية الدواج هذه هي حكاية من نسج الخيال لا تمت للواقع بصلة، يرويها المرشد السياحي محمد عويسات للأطفال القادمين للتعرف على القرى الفلسطينية، فبهذه الحكاية نتعرف على لمحة بسيطة على القرى الواقعة غربي القدس، وترتيبها الجغرافي.

بعد أن روى عويسات هذه الحكاية لأطفال مركز مدى أثناء تواجدهم في قرية صطاف، مشوا حتى وصلوا الى شجرة خروب كبيرة تحيط بها أشجار الصنوبر والقريش والتوت والنيص، توقف مع الأطفال تحت شجرة الخروب والتقط حبة منها، وقال أنهم كانوا قديما يستخدمون بذرة الخروب ليزنوا الذهب، لأن بذرة  الخروب عند اكتمالها تكون متساوية في الحجم والوزن، حيث كانت كل 63 بذرة تساوي قيراطا من الذهب. 

بقعة من الجنة

وفي قرية صطاف أيضا مغارة كبيرة كانت سكنا لبعض الناس في القرية أو سكنا لحيواناتهم أو مقرا لحاجياتهم، وحين تزور صطاف اليوم تشاهد الكثير من الحيطان الشبه مهدمة، وما زال في بعضها أبوابا، ويعود اسم صطاف أو سطاف الى كلمة "اسطاف" التي تعني بقعة من الجنة على الأرض.

Loading...