"جوقة غزة" مُنعت من العبور وحُرمت من الغناء على ارضها

غزة- رايـة:

سامح أبو دية-

30 طفلا من الكورال والفرق الموسيقية بغزة، تجهزوا تماماً للعبور الى مهرجان الجوقة الفلسطيني في مدينة بيت لحم، بعد اسابيع من التدريب والاستعداد، ليصدموا بظلم المحتل، وتمنعهم حدوده وسدوده التي يُشيدها؛ من العبور والاجتماع بالجوقات والفرق الغنائية الفلسطينية من أنحاء العالم.

الأطفال وجميع المدربين والموسيقيين الغزيين أصروا على اقامة المهرجان بشكل منفرد ونظموا احتفالاً بغزة تزامناً مع الضفة، بينما قرروا ايصال معاناتهم بالصوت والغناء من معبر بيت حانون "ايرز" ردا على منع الاسرائيليين منح الاطفال تصاريح للمشاركة في مهرجان الجوقات في بيت لحم، غير أن الأمن بغزة منعهم من ايصال صوتهم للعالم، بسبب ما أسماه "أسباب أمنية".

السيدة عرب محمد مديرة مؤسسة السنونو للثقافة والفنون راعية الأطفال والموسيقيين، اعتبرت منع الاحتلال الأطفال من العبور لمشاركة اخوتهم في مدن الضفة، دون ابداء أي أسباب، هو "إجراء تعسفي".

وانتقدت عرب الاجراء الذي اتخذه الأمن بغزة والذي تسيطر عليه حركة حماس بمنع وصول الفرق الموسيقية لإقامة حفل "كورال فلسطين تغني" علی الجزء الفلسطيني من معبر "ايرز" وهو الحاجز المعروف بـ 5.5 .

تقول: "رسالتنا ليست موجهة لقادة حماس أو فتح أو أي فصيل بغزة، بل موجهة للمحتل وللعالم، لماذا يُمنع أطفال بعمر 8 أو 10 سنوات من الدخول الى الأراضي المحتلة"، مشيرة الى أنهم يحملون رسالة سلام عبر الموسيقى والغناء الوطني.

كما استغربت السيدة عرب رفض الأمن بغزة اقامة فعالية احتجاجية سلمية عبر حفل غنائي ثقافي للأطفال الممنوعين من السفر.

الموسيقيون الأطفال كان يبدو عليهم مظاهر اليأس والإحباط الشديد وهم بانتظار عبور الحاجز، بعد أن غمرهم الأمل بمشاركة أطفال فلسطين والالتقاء بـ 50 جوقة فلسطينية من الداخل والخارج، لتقديم فنهم وثقافتهم الموجودة بغزة لكل العالم.

الطفلة صفاء عبد العال تقف مكتوفة الأيدي ويبدو عليها الإحباط، كانت تحلم دوماً بالغناء للسلام والأمان وحب الوطن رفقة أقرانها الفلسطينيين من داخل وخارج فلسطين.

سلطات الاحتلال منعت الطفلة عبد العال من تقديم موهبتها وتطويرها، "منعني الاحتلال من توصيل رسالتي السلمية بالموسيقى والغناء وإلقاء الأناشيد للوطن"، متسائلة عن سبب حرمان أطفال في عمر الزهور من التحرك داخل وطنهم.

أما عن الطفل محمد العشي، فقد استغرب منع مشاركة فريق أطفال غزة للموسيقى والغناء، رغم تمكنه من السفر والمشاركة في برنامج المواهب العربيArabs Got" Talent" مع فرقة التخت الشرقي المعروفة.

يقول العشي وعلامة الاحباط واضحة: "رسالتنا هي طفولية مليئة بالمحبة والسلام فقط، نوصلها عبر الغناء والموسيقى، وعبر الدخول الى مدننا الفلسطينية ولسنا مسافرين للخارج"، معتبراً اجراءات الاحتلال التعسفية (قتل للمواهب الصاعدة).

الموسيقار والمدرب كرم داوود، يؤكد أن الاجراء الاسرائيلي بحق أطفال جوقة غزة أثر سلباً عليهم وعلى المدربين والموسيقيين وشكّل خيبة أمل كبيرة لدى الفريق بالكامل، بعد أن استعد منذ عدة أسابيع للحدث المركزي في بيت لحم.

يقول داوود: "ان لم نصل للمهرجان بالجسد والعين سنوصل لهم صوتنا، وسنشعر أننا معهم بالصوت إما من خلال الغناء داخل غزة أو عبر وسائل الاعلام لكشف اجراءات الاحتلال التعسفية، لنثبت أن الحدود والسدود لن تمنعنا من التواجد الروحي"، متمنياً أن تكون معاناتهم قد وصلت الى العالم.