يوم النخيل.. أرباح كبيرة ومخاوف أكبر

 

رام الله- رايــة:

فارس كعابنة-

من استيراد التمور الى اكتفاء ذاتي منها فتصديرها لـ26 دولة، هكذا كانت قصة التحول في قطاع زراعة النخيل بالاغوار الفلسطينية من عام 1987 حتى يومنا هذا.

في يوم النخيل الفلسطيني السابع، الذي يصادف 29 اب كل عام، يتوقع ان تصل كمية المنتجات الفلسطينية من التمور هذا العام الى 5 الاف طن، وضعفها في عام 2020، ان لم تعصف بها الازمة التي تلوح في الافق ويتخوف منها رواد هذا القطاع.

يقول رئيس اتحاد النخيل ابراهيم دعيق، انه لو لدى الفلسطينيين ضعف الكمية سيتمكنوا من تسويقها في السوق الداخلي او الخارجي، للجودة العالية التي يتمتع بها التمر الفلسطيني. يضفي ذلك سعادة كبيرة لدى مزارعي النخيل، لكن حجم التخوفات يكبر عاما بعد عام.

وقال دعيق لـ"رايـة"، إن عدد اشجار النخيل بلغت في اخر احصائية 220 الف شتلة على مساحة ارض تقدر من 13- 14 الف دونم في كافة اراضي الاغوار.

تبدو الارقام جيدة وهذا ما يؤكد عليه دعيق، لكن ثمة مخاوف من تراجع هذا الانتاج وانحساره، جراء نقص المياه الحاد، إذ تسيطر سلطات الاحتلال على معظم ابار المياه وتمنع الفلسطينيين من ترميم او حفر ابار في المناطق المصنفة "ج" الامر الذي ادى الى نقص حاد في المياه يرتقي الى درجة الخطر الشديد على حد وصف دعيق، مشيرا الى ان المزارعين الفلسطينيين لم يتمكنوا من زرع اشتال نخيل خلال السنتين الاخيرتين، بسبب نقص المياه.

وتقيم سلطات الاحتلال 15 بئر مياه ارتوازية في سلسلة جبال الاغوار، يقول دعيق انها توفر 55 مليون كوب مياه للمستوطنات في الاغوار وهذا يزيد عن كمية المياه التي تستهلكها الضفة.

أما مدير زراعة اريحا احمد الفارس، فأشار الى مشكلة أخرى تتعلق بنقص آبار قديمة كثير بحاجة لترميم.

واعطى مثالا بأن 24 الف دونم زراعية في منطقة العوجا، لا تستغل منها سوى 4 الاف دونم بسبب نقص ابار المياه.

تطور قطاع النخيل يحتاج لأرض ومياه، "لكن لم يبق مياه ولا ارض، لدينا 40 الف دونم زراعية في الاغوار من اصل 400 الف تسيطر عليها اسرائيل"، يقول دعيق الذي يتخوف من استمرار نقص المياه.

ويدعو الى البحث عن بدائل من قبل سلطة المياه الفلسطينية باستخراج المياه من المناطق المصنفة "أ" لري النخيل في مناطق "ج".

مزرعة ناجحة

العاملون في زراعة النخيل والمستثمرون ايضا اعتبروا ان القطاع ناجح الى حد كبير.

نعيم العيساوي بدأ زراعة النخيل عام 2007 مع خبرة 45 عاما من العمل، يقول إن تجربته ناجحة تماما وتحقق ارباحا جيدة.

انتج العيساوي 160 طن في السنوات الاولى، ويتوقع ان يصل انتاجه هذا العام الى 250 طن.

عمالة

ويشغل قطاع النخيل 7 الاف عامل ومزارع، فيما تستثمر فيه 26 شركة تعمل على انتاج التمور.

يقول العيساوي الذي يعمل يوميا في مزرعته بالغور، ان العمال لا يأتون فقط من الغور، بل باتت زراعة النخل تستقدم العمالة من نابلس والخليل ومناطق اخرى.

لكن خطر المياه هو التهديد الابرز على قطاع النخيل وفق اجماع العاملين والخبراء فيه.