الرجبي ومليونية اليوتيوب

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

كيف لنا أن نطرق البوابة العالمية، وكيف لأحدنا أن يصبح عالمياً..؟! لربما كان هذا الأمر صعباً بالماضي بالنسبة للكثيرين، غير أن الثورة التكنولوجية غيّرت قواعد اللعبة، وأتاحت الفرصة لكل إنسان أن يكون عالمياً إن أراد ذلك، وبإمكانك أن تفعل ذلك وأنت جالس مكانك دون أن تكلّف نفسك عناء المشي خطوة واحدة، فكلّ ما يتوجّب عليك فعله، أن تضغط على زرّ تشغيل العقل الذي يتمركز في رأسك وأنت أمام شاشة الشبكة العنكبوتية، وتخضع لتوجيهاته بالدخول عبر النوافذ المختلفة، لتغذيه وتغذي "جيبك" إن كان لك بالمال صالح.

لم تمنع الحواجز والقيود المفروضة على جبل جوهر في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، مهند الرجبي من وصول مئات آلاف الأشخاص، فمهند ومن مكانه، وعبر شاشته الصغيرة فتح لنفسه نافذة على موقع "اليوتيوب" وبدأ يبني بها شيئا فشيئا بالفيديوهات المتنوعة حتى وجد نفسه يتابع من أكثر من مليون إنسان من دول عربية وغيرها، وبدوره موقع يوتيوب فاجأ مهند بهدية "الدرع الذهبي" ليكون أول فلسطيني تكرمه يوتيوب بهذه الجائزة.

مهند الرجبي، 22 عاما، طالب هندسة مدنية في جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل، بدأت قصته حينما كان في احدى الندوات التي عقدتها جامعته تتحدث عن كيفية العمل من المنزل وتحقيق أرباح وكلّ ذلك فترة الدراسة "تحدثوا في الندوة عن كيفية العمل على مواقع الانترنت، ولما غادرت للمنزل، بحثت على الانترنت، وتوسعت، ووجدت أن هناك إمكانية العمل وتحقيق مرابح من خلال اليوتيوب. فتحت القناة الخاصة بي (M.A TUBE)، وكانت تلك البداية " قال الرجبي.

قناة اليوتيوب الخاصة بمهند؛ قناة معرفية ثقافية، وأحيانا يستخدمها لمواضيع ترفيهية، مثل الألغاز، اختبارات الشخصية والتحليل النفسي وغيرها من المجالات التي تستهدف الجمهور من كل مكان، والتي كانت سبباً بوصوله لأكثر من مليون مشترك، ثم حصوله على الدرع الذهبي.

العمل بالباطون ليس وحده المتعب، فالعمل أيضا لحصد أكبر متابعين على قناة اليوتيوب يحتاج جهداً مضاعفا "حصلت على مليون مشترك بالعمل المتواصل والصعب، فالموضوع ليس سهلاً، فأنا عملت حوالي سنتين حتى أحصل على المليون، فأول ما بدأت، عملت ستة أشهر أنتجت بها حوالي 100 إلى 150 فيديو وكنت أشاهدها وحدي".

وتابع الرجبي "الفيديوهات التي حظيت بالشهرة وبسبب خاصية نظام الاقتراح باليوتيوب ساهمت باقتراح فيديوهاتي، اشتهرت، فأصبح الفيديو يعلن لفيديو آخر، وصارت الفيديوهات جميعا تقترح بعضها، وكثرت هذه الفيديوهات، والتي وصل عددها 541 فيديو، وعددها الكبير هو الذي سبب هذا النجاح، فكلما زاد العدد زاد الربح والنجاح".

اليوتيوب يقدم لصانعي المحتوى في نوافذه درعاً فضيا إن وصلوا لمائة ألف مشترك، بينما يقدم درعاً ذهبياً لمن وصل مليون مشترك حسب الرجبي. مبينا "أكثر المشتركين من السعودية في اليوتيوب، بالإضافة لمصر والمغرب، وبشكل عام دول الخليج أكثر المواقع شهرة".

بخصوص العائد المادي من اليوتيوب، يعتبر الرجبي أنه جيد جدا "القنوات التي تحصل على مشاهدات واشتراكات عالية، وتحتوي على فائدة تستفيد مالياً، فهناك معلنين يدفعون لشركة جوجل، حتى يضعوا الإعلانات على الفيديوهات التي ينشئها منشئي المحتوى على الموقع، وجوجل تدفع نسبة 55% من الأرباح كلما شاهد وتفاعل شخص مع الإعلان".

أما عن سرّ نجاح ووصل قناة الرجبي لشريحة واسعة كانت تعتمد على صناعة الفيديوهات التي ينتجها "العملية تبدأ بالبحث في مواقع الانترنت المختلفة، خاصة المحتويات الأجنبية، لأن المحتوي الأجنبي كبير جدا وواسع، ولساعات طويلة كنت أبحث عن موضوع، وعندما أجد موضوعا يروق لي، أترجمه، وبعدها آخذ النص، وأرسله للمعلق الصوتي، يسجله، فأجري عملية المونتاج وأرفع الفيديو على اليوتيوب".

بعد حصول مهند على الدرع الذهبي يؤكد مواصلته تقديم الفيديوهات المتنوعة كما هو الحال عليه حالياً، غير أنه يتوقع أن يعمل على مواقع الانترنت والتطبيقات المختلفة مستقبلا لتكون رافداً ونافذة جديدة له، لا سيّما بعد إكمال دراسته الجامعية.