الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

فن التجميل..لكن بالمقلوب!

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

تحمل المشاكسة الطفولية بين طياتها لوناً سيئاً لمن لا ينظر أبعد من قدميه، غير أنها تحمل ألوان الطيف والحياة لمن تمعن في تفاصيلها وأبعادها، وأدرك تلك الإشارات التي تحملها بأن إبداعا سيولد بعد مخاض تلك المشاكسات، وتلك الطفلة، رغد القواسمي من مدينة الخليل، بدأت مشاكساتها مبكراً، فأغضبت والدتها كونها تركت الصبغات والألوان شاهدة على جرائمها الإبداعية لا سيّما على أواني الطهي، ثم باتت أمها راعية لما أنجبته رغد من تلك المشاكسات لتكون أول فلسطينية في الضفة الغربية تضع بصمة فنية في مجال "المكياج السينمائي".

بمحض الصدفة، وبينما كانت رغد القواسمي تحرك عجلة البحث على موقع الانستجرام، شاهدت صورة إصبع يد مقطوع بتأثيرات المكياج السينمائي، كانت قد نشرته إحدى الفنانات، وهذا الإصبع لم يخلق الخوف في قلبها، على العكس تماماً؛ أثار فضولها لتبدأ رحلة تعلم المكياج السينمائي الذي لا أثر له في فلسطين قبل أن ترسم معالمه الأولى بأناملها الصغيرة.

رغد القواسمي "17 عاما"، طالبة ثانوية عامة، الفرع العلمي، من مدينة الخليل، فنانة تشكيلية، تجيد فن المكياج السينمائي الذي تعلمته بمجهود فردي " تعلمته من خلال اليوتيوب وجوجل، وجربت الفكرة ونجحت بها منذ ما يزيد عن العام الواحد".

"أنا فضولية جداً، وأحب تجربة كل شيء، إلى جانب أنني فنانة تشكيلية، وأعتبر أن الفنان عليه أن يجرب كل ما له علاقة بالفن. جربت المكياج السينمائي وأحببته، وأحببت التخصص فيه". قالت القواسمي.

فتّشت رغد عن كلّ ما يدخلها عالم المكياج السينمائي، واليوتيوب كان قاعدتها التي استندت إليها، فمنحها سرّ المهنة، غير أن التنفيذ الواقعي يحتمل المفاجآت " بدأت بتصنيع المواد بنفسي، وبعضها اشتريتها، فأنا صنعت عجينة، وهناك مواد مثل الدم، أستخدم الفازلين والنشا و(فاونديشن) كريم الأساس المتحكم بدرجات المكياج، للحصول على لون الجسم المطلوب، وأستخدم للدم زيت جوز الهند، وأحيانا (الغرا) أو أي مادة لزجة وأضع صبغة حمراء وأحيانا زرقاء حسب ما أريده، كما أني أستخدم للحروق موادا مختلفة أشتريها من أمريكا".

"وسخت لامي كل أدوات البيت، والصبغة لا تزول عن الأدوات، أمي كانت تغضب، وكنت أقول لها عندما أنجح سأعوضك عنها، وستفرحي وتقولي معلش خليها توسّخ" قالت رغد ضاحكة. أما ردّ أمها فكان حاضراً بالابتسامة أيضا "اعتراضي بأن لا تخرج من زاوية معينة في البيت، وهي كانت تعمل في مناطق أخرى من البيت وهذا سبب غضبي، أما على ممارسة موهبتها فلم أعارضها يوماً. وعندما كنت أعمل معجنات، كانت تسرق عجينة وتضع (كاتش أب)، فأنا كنت أحب فضولها رغم أنها توسخ لي البيت".

أم رغد تؤمن بابنتها وقدراتها، فمنذ صغرها كانت تشع بالإبداع، وتعلم نفسها بنفسها،" تعلمت الرسم، تعلمت التشكيل بالخرز، وغيرها من الأمور، وكل ذلك لوحدها، فهي منظمة للوقت جدا، مثابرة، متعاونة، لها قدرات عالية وبالمقابل مميزة بدراستها".

رغد تطمح دراسة تصميم أزياء، كونها تجد إمكانية المزج بين هذا التخصص وهوايتها في المكياج السينمائي، ثم ترى نفسها متخصصة للعمل في مجال الإنتاج الدرامي والسينمائي.

هناك أكثر من جهة طلبت من رغد العمل معها، لكن كونها طالبة ثانوية عامة ترددت بالموافقة أو الرفض خوفا على دراستها من التأثر، مبينة " هناك فلم معروض عليّ عمله في القدس، وآخر في بيت لحم، وثالث في إحدى الكليات وغيرها من العروض، لكني لم أخرج بقرار، فدراستي أولوية كوني طالبة توجيهي بالفرع العلمي ومعدلي ممتاز".

تقول رغد :"المكياج السينمائي شيء جديد على البلد، وأنا أدخلت هذا النوع من الفن على مكان الناس لا يعرفونه، فهو غير موجود بالضفة، وغزة هناك شخص واحد، وسبقني فقط بستة أشهر".

الخليل ولّادة الإبداع، ورغد ترسم طريقاً إبداعيا جديداً في فلسطين لتهزّ به شباك التميز، والمستقبل ليس بالبعيد " أحب  أن أعمل في الأفلام العالمية بمجال المكياج السينمائي، وهذا طموحي".

Loading...