حكايا: عمار وحلم لا يموت!

 

رام الله - راية:

مجدولين زكارنة- 

بدأ فصل جديد في حياة الفتى عمار عندما قرر والده فتح بسطة لبيع الفواكة المجففة في مدينة رام الله.

والد عمار يعمل في وظيفة حكومية ولكن ما يجنيه منها لا يكفي في تلبية احتياجات الحياة المتزايدة، فقرر ان يخلق مصدر دخل ثاني للعائلة.

عمار الآن يتناوب مع والده في العمل على بسطة، يسد كل منهما غياب الآخر.

وعلى الرغم من ان عمار يرغب في اكمال  دراسته الا انه يضطر احيانا ليست بالكثيرة الى التغيب عن مدرسته للعمل على بسطة تجلب لهم من 100 – 200 شيكل يوميا.

ومع ان بسطة عمار لا يتجاوز عمرها الـ9 شهور الا انها تنفرد ببيع الفواكة المجففة كالزبيب والقطين والمشمش، ويقول عمار ان منتجاته تلقى استحسانا لدى الزبائن خاصة في فصل الشتاء لما لها من مزايا صحية تبعث الدفئ والطاقة خاصة في الايام الباردة.

ساعات العمل الطويلة التي تتصف بالتقطع تشعر الفتى النحيل بالملل الشديد ويقول:" ازا صحلي اترك الشغل بترك لاني بمل وانا واقف هون طول النهار".

عمار اكبر أشقاءه الذكور لذا وقع اختيار الاب عليه لمساعدته في العمل. ولا يتلقى عمار اجرا منتظما من والده انما يأخذ مصروف جيبه فقط والباقي يسلمه لوالده ليكون داعما لمصدر دخلهم الاساسي.

في الايام التي تسوء فيها الاحوال الجوية يحاول الأب اغلاق البسطة و البقاء في المنزل ولكن عمار يراها فرصة ملائمة للاجتماع بأصدقاءه الذين لا يراهم بسبب انشغاله في الدوام المدرسي والعمل مع والده، فتراه ذاهبا الى ملعب الحارة يجري وراء لعبته المفضلة "كرة القدم".

لا يرى الصبي الأسمر عمار ان هذا الفصل من حياته عقبة انما مرحلة ستوصله الى خطوة مهمة وهي انهاء "الثانوية العامة" والدخول الى الحياة الجامعية.

وعلى الرغم من ان عمار لم يفكر بعد في التخصص الذي سيدرسه بعد حصوله على شهادة "التوجيهي" الا انه قرر ان يسير على خطى شقيقته الأكبر سنا التي تحمل شهادة جامعية وتستعد لدخول سوق العمل.

ما زالت حسبة رام الله ممتلئة بالكثير من الحكايا التي  تختبئ في قلوب وعقول العاملين فيها من أطفال ونساء و شباب وجدوا في هذا المكان الضيّق متسعا لطريق توصلهم الى حلم نراه بعيدا ويرونه قريبا.