كيف ستختار حماس أسرى صفقة التبادل المقبلة؟

 

غزة- رايــة:

سامح ابو دية-

لا تزال مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة بين حركة حماس والسلطات الاسرائيلية متعثرة، رغم بعض التحركات غير العلنية من قبل بعض الاطراف الدولية.

إلا ان هذا التعثر، الذي يبدو انه مرهون بمرحلة زمنية، لا يمنع مسؤولي ملف الصفقة في كتائب القسام ،الذراع العسكري لحركة حماس، من إعداد الخطط وقوائم الاسرى التي تنوي المطالبة بالافراج عنهم، لقاء اطلاق سراح الجنود الاسرى لديها. 

مصدر مطلع من حركة حماس، قال لـ"رايـة"، إن الحركة كلفت جهات أمنية وعسكرية وسياسية لوضع معايير للأسرى المراد الافراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى.

وأوضح المصدر أن الجهة المكلفة انتهت من وضع قوائم وكشوف بأسماء وأعداد الأسرى، وهي الآن جاهزة.

وكشف المصدر أن الأسيرات الفلسطينيات يتصدرن كشوفات الأسرى في صفقة التبادل المقبلة والأسرى الأطفال في المرتبة الثانية، ثم الأسرى أصحاب الأحكام العالية، ومن ثم يتم تكملة العدد من الأكثر حكما الى الأقل، مشيرا الى أن هذه الطريقة التي يتم التدرج بها في اختيار الأسرى المُفرج عنهم.

وفي صفقة الجندي الاسرائيلي "شاليط" 2011، افرج عن 1027 اسيرا فلسطينيا، سبق ذلك الافراج عن 20 أسيرة "19 من الضفة وواحدة من غزة"، لقاء مقطع فيديو للجندي وهو في الاسر.

وأشار الى أن الحديث يدور عن وجود أكثر من أسير اسرائيلي لدى كتائب القسام، ما يعني أن الصفقة المقبلة ستتضاعف عما أفرزته صفقة "شاليط".

ولا تزال كتائب القسام تشترط الافراج عن جميع محرري صفقة شاليط الذين اعاد الاحتلال اعتقالهم ويبلغ عددهم حوالي 70 أسيرا، غالبيتهم تم اعادة حكمه السابق عليه. 

وأكد المصدر على عدم وجود أي نوع من أنواع التفاوض بين حماس والقسام والاحتلال الاسرائيلي حتى هذه اللحظة.

وطلب رئيس المعارضة الاسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ من وزير خارجية بريطانيا أمس الاربعاء، التدخل وممارسة نفوذ دولته لإعادة الجنديين الاسيرين لدى حركة حماس "هدار جلودن" و"أورن شاؤول".

 وبحسب المصدر فإن يحيى السنوار القائد الجديد لحماس بغزة، سيكون جزء ممن يعدون للصفقة المقبلة.

الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون، قال أن حركة حماس لديها أوراق قوية قادرة على إلزام الاحتلال الاسرائيلي بصفقة لا تقل عن صفقة "شاليط"، وهي ليست متعجلة لإتمام صفقة.

ويرى المدهون أن حركة حماس تهتم بأن يكون هناك عدد كبير في صفقة تبادل الأسرى القادمة، اضافة لاهتمامها بتحقيق التنوع في المناطق ولن تركز على اخراج أسرى غزة دون غيرهم.

وقال إن الأسرى قادة الفصائل في سجون الاحتلال هم الأوفر حظا بأن تشملهم صفقة التبادل القادمة، مضيفا: "حماس معنية بشكل كبير بخروجهم".

وبعد انتخاب الأسير المحرر يحيى السنوار قائدا لحركة حماس في غزة، يرى المدهون أن السنوار اضافة نوعية لقيادة حركة حماس وقادرا أن يكون ذو تأثير، ولديه مساحة كبيرة في ادارة ملف صفقة تبادل أسرى.

وأضاف: "يبدو أن هناك جنود أحياء لدى حماس في غزة، وهو أمر يعطي قدرة لدى حماس أن تسير في مساحة أوسع وأن تستخدم هذه الأوراق بشكل أكبر للضغط على الاحتلال الاسرائيلي للسير الى صفقة".

كما يعتقد المدهون أن وجود السنوار على رأس قيادة حماس بغزة يحتاج الى وقت لإتمام الصفقة، والى توفر بيئة اقليمية وتحرك بعض القوى الاقليمية من ضمنهم مصر لتبني مثل هذه المشاريع.