الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ونحن صابرين

الكاتب: رامي مهداوي

بقلم: رامي مهداوي

ولدي العزيز..

يوم أمس قتلت إمرأة "صابرين عياد" بيد زوجها، وكما الجرائم السابقة التي حدثت للعديد من النساء آخرها ما حدث في بلدة السموع، نبدأ بالصياح وتفريغ غضبنا عبر وسائل الإعلام المجتمعية، فنكتفي بالعويل من خلال التعليق ببضع كمات أو نشر صورة الضحية_ وهذا ما أقوم به أنا أيضاً_ يوم.. يومين... ندخل حالة توهان وانتظار مأساة أخرى بأن تحدث حتى نفرغ ما قمنا بتجميعه من غضب وإحتقان لينفجر مع هذه الضحية أو تلك القادمة من المجهول.

نعم نحن أيضاً صابرين، ننتظر ضحية ما حتى نشبع رغباتنا بالشتم والضراخ وتكرار القول فقط القول، فنتسابق على من ينشر خبر الجريمة القادمة وكأننا نتسابق على إعلان من انتصر القاتل أم الضحية، ثم نصيح بأعلى أصواتنا يجب أن يقتل القاتل أيضاً حتى يكون عبرة لغيره. ثم نكتفي وهذا ما قمت به أنا أيضاً بتفريغ غضبي بالتساؤلات: أين القضاء؟ أين الدين؟ أين المؤسسات النسوية؟ أين المشاريع والتمويل والممولين؟ أين الأحزاب؟ أين أنا الكاتب وأنت القارئ من الضحية؟ أين "الكوتة" الإنتخابية؟! أين عضوات المجلس البلدي والقروي؟ أين أين عضوات المجلس التشريعي؟ أين الوزيرات؟ أين الشكليات من المضمون والمضمون هنا هو المرأة وليس المنصب والكرسي الخاص بالمرأة؟

عزيزي خطاب..
أسئلة كثيرة عصفت بي هذه الليلة وأنا أشاهد صورة الضحية صابرين وهي تحتضن إبنتاها، الصغيرة كانت تحمل كرت معايدة ربما بمناسبة عيد الأم .. أو يوم المرأة العالمي كتب عليه " كل عام وأنت بخير يا أمي"... صابرين هي الآن بخير... ونحن كمجتمع بإنتظار الضحية التالية.. تبقى الضحية هم أبناء وبنات صابرين فقط لا غير لا غير.

نحن كمجتمع مثل إسم الضحية صابرين، وهذا هو الخلل الأول الذي يجب أن يعالج كل حسب اختصاصه ومسؤلياته بإتجاه ظاهرة قتل النساء، الصبر وحده لا يؤدي الى تغيير واقع ازدياد جرائم قتل النساء. بمعنى بأن هذه الظاهرة ليست فقط هنا في فلسطين وإنما في كل العالم العربي والأجنبي على سبيل المثال لا الحصر: في اسبانيا سجلت الثمانية الاشهر الاولى من السنة الماضية مقتل 40 امرأة، في فرنسا كشفت دراسة في هذا الشأن أن سيدة تموت كل 4 أيام على يد زوجها أو صديقها.. أو زوجها أو صديقها السابقين، في حين يموت رجل كل 16 يوما على يد زوجته أو صديقته أو زوجته أو صديقته السابقتين. لكن الفرق بين العالم سواء الدول العربية أو الأجنبية أيضاً بأن هناك برامج ومراكز متخصصة لمتابعة هذه الظاهرة ومحاربة هذه الآفة بكل قوة قانونية ومجتمعية.

علينا الخروج من حالة الصبر التي تقتلنا كل يوم كمجتمع كامل، لأن هذا الخطر يداهم كل بيت فلسطيني، فمن يعتقد بأن بيته بخير فهو مخطئ ... نحن فقط صابرين رجالاً ونساءً.

• هذه الرسالة رثاء ليس فقط للمعلمة صابرين وإنما لك أيضاً عزيزي/عزيزتي القارئ/ة

Loading...