الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:16 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:30 PM
العشاء 8:55 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا..

حكايا: خمسون عاما من العتمة

حكايا: خمسون عاما من العتمة

خاص-راية:

مجدولين زكارنة

ثلاثة وخمسون عاما هو عدد ما عاشته من سنين، ومقدار الوقت الذي بقبت فيه لوحاتها بعيدة عن النور.

مشهد الاوراق المكدسة المرسومة بيدها في بيتها السابق في ليبيا مازال حاضرا في مخيلة الفنانة التشكيلية تهاني سويدان وصوت أمها العذب طالبة منها لملمة رسوماتها التي ملأت البيت يتردد بعد كل هذا العمر على مسامعها .

"كنت أجلس على درج بنايتنا اقضي هناك ساعات طويلة في الرسم رسوماتي كانت تملئ البيت لذلك كنت ارسم على درج بنايتنا وبقيت حتى الان رفيقة القلم والالوان والاوراق". تقول سويدان

قبل 17 عاما عادت السيدة الخمسينية من ليبيا الى وطنها فلسطين برفقة زوجها واولادها ونزفت لوحاتها حزنا على ليبيا التي تربت بها وعاشت فيها وتعلمت في جامعاتها ابان ما يسمى بـ "الربيع العربي".

 

يسكن المرأة وجعان  إحداهما فلسطيني والاخر ليبي وهذا ما  انعكس لفترة طويلة على رسوماتها  وما ظهر جليا في لوحاتها التي اقتصر عرضها على عائلتها الصغيرة.

بعد ان عادت الفنانة سويدان الى فلسطين عملت في أول مشروع للمناهج الفلسطينية  ولكن كانت رسامة بقيود وشروط  تقول :" عملت في اول مشروع للمناهج المدرسية عند مجيء السلطة الفلسطينية خضعت لإملاءات كبيرة كانوا يقولون انتي فنانة في البيت بلوحاتك هنا ارسمي ما يملى عليك، لم استطع التحمل كثيرا الان انا عاطلة عن العمل ".

كانت الوان  السيدة - وهي من سكان مدينة  رام الله-  تقتصر على الأسود والأبيض في رسوماتها وكانت تحب رسم "سكتشات" ولم تدخل الألوان في رسوماتها الا في الكتب المدرسية ولكنها قررت بعد ترك عملها ان تدخل الالوان في لوحاتها فصارت ترسم كلما جاءها الالهام وفي اي ركن من اركان بيتها تقول:" ارسم بينما أطبخ او اعمل في بيتي واينما كنت".

 

أكون سيئة المزاج اذا قاطعني اولادي خلال انسجامي في رسم لوحة هذه احدى سلبيات الرسم في البيت. تقول الرسامة الخمسينية

خمسون عاما ونيف ولم يرى العالم رسومات تهاني سويدان ولكن تشجيع زوجها الذي توفى قبل أشهر ودعم أولادها الذين يحملون جزءا من موهبتها جعلها تخطي الخطوة الاولى باتجاه عرض لوحاتها في أول معرض تأخر عشرات السنين تقول الفنانة  سويدان:" قررت عرض 51 لوحة في مركز البيرة الثقافي تأخرت ولكنه لن يكون المعرض الاخير لي فبجعبتي الكثير من ما يمكن عرضه".

لم تدع السيدة أي شخصية ثقافية او حكومية الى المعرض اقتصر الأمر على اصحابها و معارفها و عائلتها ولم تتلقى اي دعم من اي جهة :" هناك الالاف من الموهوبين الشباب في فلسطين  دون دعم لذلك اختصرت الطريق على نفسي في ظل واقع فني سيء لا يقتصر على العامة انما على الجامعيين الذين يفتقدون الثقافة الفنية".

"لوحاتي حملت حالة التوهان العربي والاحباط في الواقع المعاش بعض النقاد انتقدوا عدم توحيد اسلوب اللوحات التي عرضتها في معرضي الاخير ولكني سأبقى كما يقودني احساسي". تقول الرسامة.

رسمت سويدان ما  شعرت به بشكل فطري ولم تراعي اي نمط اعتاد عليه الرسامون  في الرسم او العرض وأضاءت نجمة جديدة في سماء الفن الفلسطيني القديم الحديث .

صوتها الخفيض منعها من ان تكون معلمة تربية فنية في المدارس الفلسطينية  ولكن صوت لوحاتها وفنها لا زال مدوياً.

Loading...