"عنب غزة" يغزو بيوت القطاع

خاص-راية:

سامح أبو دية-

بدأ موسم العنب في قطاع غزة هذا العام بشكل مبكر وغير متوقع، ولأول مرة منذ سنوات طويلة؛ يغزو العنب بأنواعه المختلفة أسواق غزة في وقت مبكر وبكميات كبيرة، في واحد من أنجح المواسم على الاطلاق.

ويعود نجاح موسم العنب الى عدة أسباب، أهمها الظروف المناخية المناسبة، وعدم تعرض المحصول لأي أمراض كما حدث العام الماضي، حيث أصاب أشجار العنب مرض البياض الدقيقي والزغبي الذي قضى على كمية كبيرة من المحصول، اضافة إلى زراعة مساحات جديدة من العنب، واستخدام المبيدات الحشرية بطريقة صحيحة.

في منطقة "الشيخ عجلين" قرب شاطئ مدينة غزة، كان المزارع الحاج محمد بدوي يستظل تحت شجرة في أرضه؛ مراقبا عملية جني المحصول تمهيدا لإحصائه ومن ثم بيعه للأسواق المحلية، ويبدو على وجهه الرضى والسعادة لنجاح زراعته التي كلفته جهدا ومالاً لا بأس به.

الحاج بدوي (67 عاما) يزرع أشجار العنب في أرضه ذات مساحة 30 دونما، محققا نجاحا لم يسبق له مثيل منذ سنوات طويلة، ويعود ذلك بالنسبة للمزارع بدوي الى الاهتمام الكبير في زراعته ورعايته طيلة العام اضافة لتوفر المناخ والبيئة المناسبة.

ويتوقع انتاج كمية تُقدر بين 30 – 40 طنا، من كافة أنواع العنب من مساحة أرضه، مشيرا الى أن النوع المعروف بـ "القريشي" ينال نصيب الأسد من محصوله، ثم يليه "الدابوقي"، ثم باقي الأصناف مثل الشامي والخضاري والخليلي، اضافة الأصناف اللابذرية المبكرة.

ويشيد المزارع أبو وائل بجودة العنب الغزي وخاصة "القريشي" منه، والذي يغزو أسواق غزة حاليا وبأسعار مناسبة جدا مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل سعر كيلو العنب للمواطن الي أقل من 3 شواكل، في حين تشير توقعات وزارة الزراعة الى مزيدا من الانخفاض على الاسعار.

شاطئ بحر مدينة غزة، اكتظ ببائعي العنب الى جانبه فاكهة التين، وما أن يمر أحد المارة حتى يبدأ البائعون بالمناداة ومغازلة العنب بجودته ومذاقه وألوانه الجذابة، مقدمين الاغراء لشرائه خاصة بأسعاره المنخفضة والمناسبة والتي تأتي هذا الموسم على غير العادة.

الشاب جمال شملخ (18 عاما)، انتهز فرصة نضوج فاكهة العنب مبكرا، ليجد له مكانا مناسبا على شاطئ البحر، وعينه على غزارة الانتاج وتدني الاسعار ليحقق ربحا موسميا يساعده على تغطية مصروفاته السنوية.

يقول شملخ: "غزارة انتاج العنب هذا الموسم وانخفاض أسعاره، يحقق فائدة مزدوجة بين البائع والمشتري والمزارع"، مؤكدا أن جودة العنب هذا العام فاقت التوقعات وحققت نجاحا ملحوظا خاصة لدى المواطنين المستهلكين.

وعن الأسعار، لفت شمخ الى أن اسعاره مناسبة مقارنة بالعام الماضي، وجعلت المنافسة بين التجار كبيرة، حيث وصل سعر كيلو العنب الأفضل في بداية الموسم الى 5 شواكل واستمر في الانخفاض تدريجيا ووصل الى اقل من 3 شواكل للكيلو الواحد، مما يهدد بخيبة أمل للمزارع فقط.

وزارة الزراعة بغزة توقعت انتاج أكثر من 7000 طن من العنب حتى نهاية الموسم، بزيادة 30% عن انتاج الأعوام الماضية، موضحة أن المساحة المزروعة تقدر بـ 6000 دونم موزعة على كافة محافظات قطاع غزة.

ويُقدر استهلاك قطاع غزة من العنب خلال الموسم بـ 10 آلاف طن، فيما يبقى فجوة صغيرة تحتاج أسواق غزة لاستكمالها عبر الاستيراد من الضفة والخراج.

مدير عام الارشاد والتنمية في وزارة الزراعة بغزة المهندس نزار الوحيدي، أكد أن موسم العنب هذا العام يعتبر متميز جدا، خاصة العنب القريشي، مشيرا الى وجود عشرات الاصناف الاوروبية والعربية والعالمية الا ان كمياتها تعتبر غير اقتصادية.

وطالب الوحيدي بفتح الباب الآن أمام تصدير عنب غزة الى الضفة الغربية، حتى يتحقق مكاسب للمزارعين، مضيفا: "لا زال السعر دون طموح المزارعين، وخلال اسبوعين قادمين سينخفض السعر مجددا، فيما سنكون مجبرين على استيراد العنب من الضفة الغربية بعد انتهاء المحصول المحلي".

ووجه رسالة الى التجار الفلسطينيين بالضفة، أوضح فيها أن العنب الغزي ذو جودة عالية، وهناك قطف وتعبئة له بشكل يليق  بالتصدير، ومن شأنه أن يُحسن وضع التسويق في مدن الضفة أو في اسرائيل.