هل تعيد المصالحة "ابو العبد" الى غزة؟

رايــة: احمد يوسف- تجددت آمال الغزيين المقيمين في الضفة بالعودة الى قطاع غزة بعد خروجهم منه هرباً من الواقع الذي أنشأه الانقسام أو بحثاً عن العمل المفقود في القطاع المحاصر من 10 سنوات. 

فتحي ابو شراب "52 عاماً" خرج من غزة عام 2008، تاركا خلفه زوجته وابنائه السبعة، بعد اغلاقه مطبعته الورقية، وبيع ما فيها من معدات وآلات، لقلة الزبائن وانعدام سبل العيش. 

ومنذ 9 أعوام لم يقابل ابو شراب زوجته وأبنائه، ومع مرور الوقت تلاشت آماله بالعودة على ضوء استمرار الإنقسام من جهة والقيود الاسرائيلية المشددة على دخول القطاع من جهة أخرى. إلا أن الأمل الذي كاد يندثر عاد بقوة في الأيام الأخيرة على ضوء تطورات المصالحة الفلسطينية وتوقيع اتفاق القاهرة بين حركتي فتح وحماس. 

كان ابو شراب توجه الى مدينة رام الله بحثا عن العمل مستغلا تصريحه التجاري الذي اصدرته له سلطات الاحتلال عندما كان يمتلك المطبعة الورقية.

وفي رام الله استطاع الحصول على عمل في عدة مطابع مستفيداً من خبرته السابقة في القطاع، الا ان الأجر الذي  كان يتقاضاه كان أقل من التكلفة المعيشية في المدينة.

لكن لا خيار آخر أمامه واضطر للعمل بهذا الاجر المنخفض على مدار ثلاثة اعوام، حتى قرر عام 2011  العمل في "حسبة" البيرة بائعاً للخضار أملاً في الحصول على أجر أفضل مقارنة بعمله السابق.

ويقطن الخمسيني فتحي ابوشراب، وكنيته "ابو العبد"، وحيدا بلا عائلة نظرا لمنعها من قبل الاحتلال من الإنتقال للعيش معه حيث يقيم في مخيم الامعري شمال مدينة رام الله.

 تحاصر مخيلة ابو العبد في كل ليلة الذكريات الآتية من شطر الوطن الآخر، شوقاً وحنيناً لعائلته ومدينته وبحرها كما يقول. وللهرب من هذه الوحدة التي تغزوه في منزله الصغير الذي يستأجره.

بالنسبة لأبو العبد المتلهف للعودة إلى عائلته قبل كل شيء، فإن الأنباء التي وردت حول توقيع الاتفاق في القاهرة كانت الأكثر إسعاداً له. فالأمل يتعاظم ولقاء عائلته بعد 9 سنوات من الغياب، قد لا يطول انتظاره.