الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:05 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:16 PM
المغرب 7:38 PM
العشاء 9:06 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

محمد زيادة..جريمة في الذاكرة المفقودة

 

رام الله- رايــة:

فارس كعابنة -

لا يتذكر الشاب محمد زيادة "19" عاما أغلب ابناء قريته وعدد من اصدقائه، وتعرف فقط على اهله وبعض الاصدقاء المقربين منه، الذين تجمعوا حوله في غرفته بمشفى رام الله الحكومي، محاولين تسليته وطمأنته بأنه سيشفى من حالة الشلل النصفي الذي اصابه بمشفى هداسا الاسرائيلي عقب عملية دامية نفذها مستعربون بحق متظاهرين قرب حاجز "بيت ايل"، شمالي رام الله اطلقوا خلالها رصاصة على رأس محمد اخترقته جبينه وخرجت من الخلف، واعتقلوا شابين اخرين بعد اصابة احدهما بالرصاص.

كان زيادة يحب متابعة ولعب كرة القدم، لكنه يصارع في هذه الايام، للوقوف على قدميه، ينطق بصعوبة في المشفى "اريد فقط علاج".

تقول أم الجريح زيادة الذي فقد جزءا من ذاكرته، ان ابنها خرج الى رام الله لشراء معدات كهربائية لمحله الذي يملكه في بلدة بيتللو، ومع ساعات الظهيرة جاءها اصدقاؤه وسألوا عنه اكثر من مرة، لتخبرهم انه في رام الله.

كثرت الاسئلة وشعرت الام بالقلق الى ان عاد والده من عمله في رام الله، لتخبره الام ان محمد لم يعد بعد.

وصلت الانباء غير السارة الى الام من قبل جيرانها الذين قالوا لها انهم رأوا صورة لابنها جريحا، على موقع التواصل "فيسبوك".

تقول: "ذهبت مسرعة انا ووالده الى بيت الجيران"، تصمت قليلا، تجلس على على درجات قريبة من غرفة ابنها في مشفى رام الله الحكومي، "شاهدت صورة ابني والدم ينزف من رأسه، صرخت وقلت: جلدة رأسه متدلية.

خلال نصف ساعة كان اهالي البلدة متجمعين حول بيت العائلة، تقول الام، التي تحول انتظار ابنها الى حزن عارم.

على سرير المشفى جلس زيادة، وبجانبه شقيقه حسين وحول السرير وقف 4 من اصدقائه، وامه على كرسي بجانب السرير، قال بصعوبة في النطق: "لا اذكر شيئا من الذي حدث معي..صحوت على ضربات بمسدس على رأسي، ووجدت نفسي على سرير مشفى لا اعلم مكانه وحولي اربعة اشخاص".

"كانوا يضربونني ويسألونني عن الاشخاص الذين كانوا معي في المواجهات..كنت احاول الرد عليهم بأنني لا اعرف احدا منهم، لكنني لم استطع النطق، استمروا بضربي"، يصف زيادة التحقيق معه من قبل اجهزة الاحتلال في مشفى هداسا بمدينة القدس المحتلة.

على اثر الضربات التي تلقاها زيادة على رأسه اصيب بشلل نصفي ونزيف في الرأس استدعى اجراء عملية جراحية اخرى له بعد عملية سبقتها لاخراج الرصاصة.

تكمل الام سرد حكاية 14 يوما من مسلسل الوقوف على الاعصاب، "حاولنا معرفة مصيره بعد اعتقاله، لكننا لم نصل الى اي معلومة لمدة 8 ايام الى ان جاءنا الخبر بانه يرقد في مشفى هداسا".

توجهت الام والاب الى "هداسا"، وهناك منعوا من رؤية ابنهم الجريح محمد.

تقول: "لاربعة ايام متواصلة كان باب غرفة ابني يفصلني عن رؤيته، وكلما طلبنا فتح الباب ابعدنا الحراس الى خارج المشفى".

حاولت اخيرا الام رؤية ابنها خلسة، من تحت ستارة احاطت بسريره، في لحظات فتح الباب لدخول الاطباء.

"كنت اسمع صراخه لم احتمل، خفضت رأسي ونظرت من تحت الستارة لأشاهد ارجل اشخاص بلباس جنود"، لم تحتمل الام المشهد وهاتفت رئيس هيئة شؤون الاسرى عيسى قراقع: "اريد رؤية ابني".

بعدما ايقن الاحتلال ان زيادة لن يعد زيادة الذي كان، قرر اطلاق سراحه ونقله الى مشفى فلسطيني، الى ان وصل الى مشفى رام الله الحكومي.

ونقل زيادة ظهر امس الاثنين من مشفى رام الله، الى مشفى الجمعية العربية في بيت جالا لاستكمال علاجه، إذ لا يزال يعاني من عدم القدرة على الوقوف اضافة الى صعوبة في النطق.

تجمعت عائلته حول سيارة الاسعاف التي حضرت لنقله الى بيت جالا، نادت امه: "مع السلامة..مع السلامة"، ومشى بجانب سريره شقيقه حسين مرددا: سترجع مثلما كنت وأحسن".

Loading...