الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأوج، الحضيض.. والركمجة !

الكاتب: حسن البطل

أولاً، شرح مفردات العنوان. الأوج (عُرف الموجة بالذات) تعني علاقة أميركا الترامبية بإسرائيل نتنياهو. الحضيض تعني علاقة الإدارة الترامبية بفلسطين السلطوية. الركمجة هي رياضة ركوب الموجة العالية، ومرور الراكب البارع في نفق مائي دون أن يهصره انكسار ماء الموجة العالية.

إدارة أوباما ركبت موجة الأوج في علاقتها بتعزيز أمن إسرائيل، حيث ستدفع لها ما ينوف على 37 مليار دولار خلال عشرية السنوات المقبلة، وكذا وافقت على زيادة تفوق سلاح الجو الإسرائيلي بتزويد إسرائيل كأول دولة بطائرات F35. لكنها سياسياً، امتنعت عن التصويت ضد قرار وافقت عليه 14 دولة، وصدر القرار 2334 في نهاية ولاية أوباما 2016، ضد الاستيطان وتوسعه المتمادي.

إدارة ترامب أوصلت العلاقة الخاصة الاستراتيجية بدولة إسرائيل ذروة سياسية، باعترافه في 6 كانون الأول المنصرم، بالقدس عاصمة لإسرائيل، طباقاً لقرارات الكونغرس العام 1994، التي جمّدتها الإدارات المتلاحقة.. حتى فوز ترامب بالرئاسة الـ45.

إسرائيل الأولى التي تزودت بأحدث الطائرات، كانت الأولى في استخدامها عملانياً، حيث أعلن ذلك قائد سلاح الجو الإسرائيلي، قبل سلاح الجو الأميركي، واستخدمتها عملانياً في إغارة أخرى على سورية.

ستسمّى F35 بالعبرية «أدير» أي «العظيمة» وربما هي «قدير» لأن الأبجدية العبرية الإسرائيلية لا تلفظ حرف (القاف) علماً أن «القدير» هو اسم من أسماء المولى في الصلوات المسيحية.

من بعد علاقة خاصة أميركية ـ إسرائيلية، نشأت علاقة بالغة الخصوصية بين ترامب ونتنياهو، يمكن وصفها بمثال عربي قديم هو «وافق شنٌ طبقة»، أو توافقت إدارة المسيحيين التبشيريين الأميركية الحالية، مع حكومة اليمين الجديد الديني في حكومة نتنياهو الحالية.

أعادت «الأيام» في 24 أيار نشر مقالة جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية الرصينة وذائعة الانتشار عن قصة التحالف القوي بين الحكومتين الحاليتين الأميركية والإسرائيلية.

يستحسن أن تعودوا إليها، لأنها تفسر لكم لماذا انحاز نتنياهو إلى التبشيريين الأميركان الأفنجيليين على حساب اليهودية الأميركية ذات الميول الإصلاحية لا الأرثوذكسية المحافظة العلابة حالياً في اليهودية الإسرائيلية، في مسائل التهويد والنساء، كما في تصويت غالبيتهم للحزب الديمقراطي الأميركي تقليدياً وانتخابات 2016 لصالح هيلاري.

التبشيريون عشرة أضعاف أو عشرون ضعفاً (حوالى 600 مليون في العالم) يفوقون عديد اليهودية العالمية، ولذا فإن حكومة اليمين الجديد الديني الأرثوذكسي الإسرائيلية لم تعد تراهن على «إيباك» ولا بالطبع على «جي ـ ستريت» الإصلاحية أو بيرني ساندرز المؤيد لحل الدولتين.

يفسر هذه الحال أن لا عجب في غياب نائب ديمقراطي عن كرنفال افتتاح السفارة الأميركية في القدس، كذا غض نظر حكومة نتنياهو عن «لا سامية» مبطّنة في نظرة التبشيريين الأميركيين لليهودية، حيث يتمتع نتنياهو بتأييد أوساطهم كما لم يسبق أن تمتع به رئيس وزراء إسرائيلي آخر.

تقول معلومات أميركية المصدر، إن زهاء نصف أعضاء الحزب الديمقراطي نقلوا تعاطفهم من جانب إسرائيل إلى الفلسطينيين. 

وتتساءل مقالات صحافية إسرائيلية عن ماذا لو عاد الحزب الديمقراطي إلى الحكم، سواء بعد ولاية ترامب الأولى أو الثانية؟ وماذا لو خسر الجمهوريون التبشيريون انتخابات الكونغرس النصفية في تشرين الثاني المقبل.
فور إعلانه نقل السفارة إلى القدس، اختار رئيس السلطة موقفاً حديّاً معارضاً، أو «مناطحة» الإدارة الترامبية، ورفض مشروع «صفقة القرن» رفضاً باتاً شكلاً ومضموناً.

يخيّل إليّ أنّ على الرئيس الفلسطيني، بعد أوج وذروة موجة المدّ الأميركية المحابية لإسرائيل إطلاقاً، أن يجد السبيل للمرور في نفق مائي أسفل الموجة، دون أن يتحطم تحت ضغط ثقل ماء الموجة في انكسارها، ليصل شاطئ السلامة، كما قال المغني المصري الشيخ إمام بعد هزيمة حزيران 1967: «عقدتين والتالتة تابتة، وتركبي الموجة العفيّة.. يا بهية»!

يقول أوري سافير الأوسلوي في «معاريف» 21 أيار: إسرائيل قوية بما يكفي للانتصار (عسكرياً) على كل الدول العربية، وعلى إيران، ولكن ليس على الشعب الفلسطيني. نحن يمكننا، فقط، أن نحتله، ونحوّل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية من البحر إلى النهر.

نصر الله يتحدث من مخبئه متحدياً إسرائيل، وحكومة إسرائيل صارت تعقد اجتماعاتها في نفق سرّي محصّن حتى آخر تموز.. ولكن شبّاناً فلسطينيين يتسلقون الجدار للصلاة في الأقصى، بينما ينتظرهم جنود شاهري السلاح!
تريكم الصور مئات الألوف في باحة الأقصى. أمّا السفير المستوطن دافيد فريدمان فلا يفهم كيف صوّروه في «بني براك» اليهودية الأرثوذكسية مع صورة مجسّم للقدس عن الهيكل مكان الأقصى. غبي أو متغابي!
سؤال: لماذا عدد اليهود الإسرائيليين المهاجرين إلى أميركا يفوق بمرات عدد اليهود الأميركيين المهاجرين إلى «أرض الميعاد».. واللبن والعسل.. والمستوطنات!
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...