الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:23 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:26 PM
العشاء 8:49 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الطب والصحافة

الكاتب: د. موسى عليان

اتذكر وقتها انني كنت طالبا في في المرحلة الجامعية الثالثة (الدكتوراه) عندما اخبرني زميل بان هناك طالب فلسطيني سجل في كليتنا لدراسة الصحافة والاعلام، طرت من الفرح حيث كنت الفلسطيني الوحيد في كلية علوم الاعلام بجامعة كومبلتنسي بمدريد.

لم يكن سهلا العثور عليه ابدا، فاتذكر ان رقم تسجيلي فاق ال 12 الف وكذا.... الا انني وطدت العزم على التعرف عليه، فكل غريب للغريب نسيب، كما يقولون.... وبعد حملة استقصاءات استطعت ان اعرف مواعيد محاضراته والقاعات التي يدرس فيها. وهكذا كنت انتظر على مدخل القاعة، وعندما يخرج الطلاب اتفرس في وجوههم لعلي ارى سحنة ذات ملامح عربية. وبعد عدة محاولات من الفشل قررت ان اغير اسلوبي في البحث. فسٲلت احد الطلاب اذا كان هناك طالب اجنبي من فلسطين في محاضراتكم. وفي الاخير حالفني الحظ، فاشار الى احدهم الى رجل ينتحي جانبا وكان يتصفح جريدة...

لم اصدق ما رٲته عيناي! فذلك لم يكن شابا بل ان الشيب غزا رٲسه ويزيد عمره عن الخمسين عاما ولا تدل سحنته انه مشرقي. اتجهت نحوه وانا اقدم رجلا وٲوخر الثانية تحسبا ان الشاب الذي دلني عليه قد اخطٲ.

- عفوا الاخ عربي؟ سٲلته وانا احبس انفاسي

طوى الجريدة الاسبانية التي بين يديه وقال لي نعم.

- من اي بلد؟ وتنفست الصعداء عندما اجابني من فلسطين.

وعندما تعارفنا عل بعضنا ودخلنا في الحديث وكسرنا المسافات النفسية الفاصلة بيننا، سٲلته:

-الا تعتقد اخ ابراهيم ( وهذا اسمه الحقيقي) انك تٲخرت في بدء دراستك الجامعية؟

ابتسم وقال لي انه طبيب ومتخصص بالامراض النسائية... وبما انه عندي فراغ ما بعد الظهر، فقد قرر ان يستغله في تعلم احد هواياته المفضلة وهي الصحافة والاعلام.

اكبرت فيه هذه الروح، واصبحنا صديقين، وعندما نلتقي في اروقة الجامعة نحتسي فنجان من القهوة ونتبادل وجهات النظر في القضية الفلسطينية والوضع العربي واحوال الجالية في اسبانيا.

ودارت الايام ومرت الاعوام... تخرجت انا بعد ان قدمت رسالة الدكتوراه وانتقلت الى الشرق الاوسط لٲعمل كمراسل صحفي للمنطقة. هو الاخر انهى البكالوريوس في الصحافة. ولكن ما ان ان تخرج حتى انهالت عليه العروض من كل حدب وصوب، وجميعها عروض مغرية للعمل كصحفي متخصص في الامور الطبية والصحية والتجميل. وفي الاخير لم يصمد امام اغراء العقود التي تسيل لعاب اكبر ناسك وعازف عن الدنيا، وهكذا زاوج بين مهنة الطب ليعمل كصحفي متخصص.

هناك سببان جعلاني اسرد هذه الحادثة، الاول اهمية التخصص في مجال الاعلام، فلا يستطيع الصحفي ان يكتب بدقة ويحلل بعمق في مختلف المواضيع، وانه لا بد من احترام القاريء من خلال تقديم معلومات صحيحة سواء اكانت في السياسة او الاقتصاد او غيره. والسبب الثاني هو انني اقرٲ في وسائل الاعلام والفسيبوك وغيرها عن وصفات طبية وعن علاجات وعن طرق لتخسيس الوزن وعن مساحيق تجميل....الخ لم ينزل الله بها من سلطان، وكلها غير دقيقة وليست علمية، حتى انها قد تسبب اضرارا لمستعمليها .

والاسوٲ انه اصبح بامكان اي صحفي ان يؤلف من عنده وينزل ما يعتقده صالحا، علما انه لا يملك ادنى فكرة علمية وطبية وتخصصية عن الموضوع. حتى ان ما ينزله قد يلحق الاذى بصحة من يحاول تطبيق تلك الوصفات. مدريد 2008.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...