الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الانتخابات الاسرائيلية القادمة والهروب إلى الأمام

الكاتب: زياد أبو زياد

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية نشاطا ً ملحوظا ً في أوج الاستعدادات للإنتخابات البرلمانية في التاسع من نيسان القادم أي بعد حوالي شهرين من الآن. ويتمثل هذا النشاط في تغيير وتجديد وتفتت التحالفات بين الأحزاب والأشخاص والتوجهات السياسية.

ويلاحظ المراقب أن الحديث عن السلام أو الحل السياسي أو رفع شعار الدولتين أصبح أمرا ً محرجا ً بل ومبررا ً للتحريض ضد من يتبناه لأن كل من ينطق برفع هذه الشعارات يتم وصمه بتهمة اليساري وهذه التهمة كفيلة في إفشاله بعد أن أصبحت هذه التهمة إحدى الوسائل الفتاكة التي يستخدمها اليمين ضد خصومه السياسيين في هذه الانتخابات لأنها تلقى هوى في نفوس المجتمع الإسرائيلي الذي تحول في غالبيته العظمى نحو اليمين والتطرف. وفي هذه الأجواء التخويفية لا نجد سوى القوائم العربية وحزب ميرتس تتحدث عن الإحتلال والحل السياسي وخيار الدولتين لأنهما في جميع الأحوال لا يشكلان جزءا من المؤسسة الإسرائيلية وفرصهما محدودة وتأثيرهما محدود والمقاعد المتوقعة لهما في الانتخابات القادمة تكاد تكون معروفة بشكل أو بآخر وهي لا تقدم ولا تؤثر في نوع الحكم الذي سيتم اختياره.

فالمحور الرئيسي الذي تدور حوله الانتخابات هو اليمين والأكثر يمينية. والملاحظ في هذا الصدد أن بعض الوجوه اليمينية المعروفة بتطرفها أصبحت تُرى اليوم نسبيا ً غير متطرفة بما فيه الكفاية وبدأ بعضها يشعر بتضاؤل فرصه في النجاح أمام رفاقه الأكثر تطرفا ً فبادر للإنسحاب من السباق مفسحا ً المجال للوجوه والقيادات الأكثر تطرفا ً وعنصرية ضد العرب. وقد شاهدنا مثالا على ذلك في خروج لأحد قادة اليمين من الحياة السياسية مثل أوري أرئيل الذي تخلى عن موقعه بعد فوز بتساليل سموتريتش ( من أتباع مئير كهانا ) بزعامة الإتحاد القومي وانسحاب نيسان سلومينسكي رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست الحالية هو الآخر من الحياة السياسية انه لم يعد يمينيا ً بما فيه الكفاية في نظر حركته. وكذلك خروج نفتالي بينيت وأييليت شكيد من حزب البيت اليهودي المتدين وتشكيل حزب يميني علماني أكثر تطرفا أسمياه اليمين الجديد.

هذا على صعيد الأشخاص أما على صعيد الأحزاب فإن من الممكن القول بشكل عام بأن كل المؤشرات حتى الآن تفيد بأن الكنيست والحكومة الإسرائيلية القادمين لن يكونا أقل يمينية من الكنيست والحكومة الحالية ، وأن أية حكومة قادمة سيكون العنصر الأساسي والقيادي فيها هو حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو اللهم إلا اذا حدثت المعجزة وتمت إدانته بتهم الفساد وصدور حكم ضده سواء بالسجن أو إدانة بالإخلال بالأمانة والشرف.

وتتمثل الأحزاب والمحاور الرئيسية المتصارعة في هذه الانتخابات بحزب الليكود والحزب الجديد "حوسن ليسرائيل " بقيادة رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس ، ويش عتيد بقيادة يئير لبيد وكولانو بقيادة موشه كحلون ويسرائيل بيتينو بقيادة ليبرمان وحزب العمل بقيادة آفي جباي واليمين الجديد بقيادة نفتالي بينيت والبيت اليهودي والأحزاب الدينية والعربية.

ويلاحظ أن حزب العمل يمر في مرحلة خلخلة كبيرة من داخله بعد أن قام رئيسه الجديد آفي جباي بفسخ الشراكة مع تسيبي ليفني وحل كتلة المعسكر الصهيوني لاعتقاده بأن ليفني مدموغة بطابع اليسار !!..وتبنى الإمتناع عن الحديث عن الحل السياسي أو حل الدولتين مما جعل عددا من القيادات البارزة في الحزب مثل حيليك بار تعلن بأنها لن تشارك في الانتخابات الأولية داخل الحزب لاختيار مرشحيه لأنها تعتقد بأنها لم تعد قادرة على أن تتماهى مع سياسة الحزب الذي أصبح يتنكر لحل الدولتين ويأخذ مواقف يمينية ظاهرة تحت طائلة الإدعاء بأنه حزب مركز وليس يسار.

وتجدر الإشارة الى أن الأنظار تتجه الى رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس الصاعد في استطلاعات الرأي والمتوقع أن ينضم أو يضم إليه رئيس الأركان السابق جابي أشكنازي الذي إن انضم الى جانتس فإنه سيرفع عدد المقاعد التي سيفوز بها الى رقم من خانتين ربما يجعله الحزب الثاني من حيث العدد والذي ربما يحاول أن يضم إليه أورلي ليفي- أبقسيس ابنة السياسي الليكودي المخضرم دافيد ليفي والتي تشير استطلاعات الرأي العام الى امكانية فوزها بخمسة مقاعد اذا ما شاركت في الانتخابات بقائمة مستقلة. كما يسعى جانتس الى ضم جنرال ثالث الى قائمته هو موشيه يعلون وبذلك يأمل أن ترتفع فرص حزبه في استطلاعات الرأي العام الى 25 مقعدا ً مما يجعله في موقع متقدم على يئير لبيد وعندها يضم لبيد الى قائمته ليشكل كتلة من الممكن أن تنافس الليكود بقيادة نتنياهو مع أن المراقبين يستبعدون أن يقبل لبيد أن يكون رقم اثنين في قائمة جانتس ولكنه سيدخل في تحالف معه بعد الانتخابات.

ومن المؤكد أن حالة المخاض التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل ستستمر الى حين استحقاق قيام الأحزاب بتقديم قوائم مرشحيها للانتخابات بعد أقل من خمسة أسابيع بثلاثة أيام وكذلك توقيع اتفاقات توزيع الأصوات الفائضة ومن ثم الى تشكيل تحالفات ما بعد ظهور نتائج الانتخابات.

وكما أسلفت فإن أية حكومة قادمة ستكون حكومة يمين أو يمين مركز ومثل هذه الحكومة لن تستطيع الدخول في أية عملية سياسية تتطلب إخلاء مستوطنات أو التنازل عن أراض أو تقسيم القدس وستحاول تماما كما تفعل حكومة نتنياهو الحالية استمرار تحريك اللوبي اليهودي والمسيحي الانجيلي اليميني في أمريكا لعرقلة ومنع قيام الإدارة الأمريكية متابعة ما تقوله عن صفقة القرن. فقد حصلت إسرائيل على ما تريد من أمريكا وهو الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وتمييع قضية اللاجئين وإعطاء الضوء الأخضر لاستمرار الاستيطان ، ولم يعد لاسرائيل أية رغبة أو مصلحة في أي حل سياسي.

وأمام هذا السيناريو الأكثر احتمالا ً فإن المطلوب من القيادة الفلسطينية عدم الانتظار لحين ظهور نتائج الانتخابات القادمة بل البدء فورا بوضع خطة العمل التي ستتبناها والتي ستكون لها نتائج عملية ملموسة على الأرض بعيدا ً عن استمرار التعلق بالأوهام الدبلوماسية وما يسمى بالشرعية الدولية. وهذه الخطة يجب أن تكون ذات أبعاد عربية وإقليمية ودولية وآلية عمل ومتابعة لترجمة الأقوال الى أفعال . ولا شك بأن أي خطة أو تحرك مستقبلي يتطلب أن يكون له غطاء شرعي فلسطيني وهذا الغطاء لا يمكن أن يتحقق من خلال الوضع الحالي المنقسم على نفسه والغارق في المهاترات والصراعات بين الأفراد والحركات ولا بد من تغيير المشهد الفلسطيني تغييرا جذريا ً وهذا يتطلب إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فورا ً والسعي بشكل موضوعي وعملي الى إعادة بناء المنظمة دون ارتهان ذلك بأي إجراء داخلي كالانتخابات التشريعية.

وعندها يمكن التوافق على استراتيجية وطنية واحدة سواء كانت هجومية أو هروبا الى الأمام بالتخلي التكتيكي علنا ً عن خيار الدولتين ومطالبة إسرائيل بالدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين حول أسس الضم الذي سيؤسس على المدى البعيد للدولة الواحدة باعتبارها الخيار الذي لا مفر منه. ومن المؤكد أن إسرائيل لن تقبل الضم على أساس إعطاء مساواة كاملة للعرب واليهود على حد سواء مما سيؤدي الى تعرية السياسة العنصرية الإسرائيلية ووضع العالم أمام الحقيقة العارية لوجه إسرائيل وتدفع باتجاه تدخل دولي حقيقي فاعل لفرض تسوية عادلة للصراع.

abuzayyadz@gmail.com

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...