الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:07 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:16 PM
المغرب 7:36 PM
العشاء 9:04 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"نتنياهو" من فلسطين الى بكين!

الكاتب: بكر أبوبكر

من الواضح والجلي أن السعي الصهيوني في هذه الكارثة التي وقعت على رأس الفلسطينيين ومن ورائهم الأمة في غزة وكل فلسطين هو القضاء على القضية الفلسطينية عبر العدوان والحرب والتضليل، وبناء كل السدود التي تمنع استقلال دولة فلسطين القائمة  لكنها المحتلة.

من الواضح ان الطبقات الثلاثة لأهداف نتنياهو منها ما تحقق ومنها ما لم يتحقق. فهو بالطبفة الأولى من الأهداف الخاصة أي بالحفاظ على رأسه وتحالفاته واستمرار حكمه قد نجح حتى الآن، لكنه يواجه صدًا عنيفا في الداخل الإسرائيلي، كما يواجه الألغام التي يراها أمامه من الحصار الذي يعانيه نظامه العدواني سواء من المؤسسات الدولية، أوشبيبة الجامعات بالعالم أومن دول أمريكا اللاتينية، وقريبا من عدد من الدول الأوربية التي ملّت السردية الإسرائيلية غير المتوافقة مع واقع القتل والتطهير العرقي والإبادة.

في الطبقة الثانية من الأهداف (العلنية الموجهة للجمهور الإسرائيلي أساسًا) فهو يريد التخلص من فصيل "حماس" عسكريا وسلطويًا وإعادة أسراه أو مختطفيه. وهو الهدف الذي يتناقض كليًا مع هدف وواقع الإبادة الفاشية القائمة على قدم وساق ضد الشعب الفلسطيني كلّه، ومنع تحرير دولة فلسطين-الواقعة تحت الاحتلال، لكنه الهدف المعلن والذي يتم التعاطي معه حتى من الطرف الآخر بزهو وكِبر وربما عدم وعي، وانفصال عن واقع حياة الناس المكروبة، التي من أخلاق الثوار والمقاومين والفدائيين لها وللوطن الأولوية على الحزب أو الشخوص.

أما في الطبقة الثالثة من الأهداف العميقة فهو قد حقق انتصاره بلا شك بحجم المجازر والقتل والتهجير بمنطق هجوم المغول أي إبادة البشر والحجر والأخضر واليابس لإعادة غزة الى "العصر الحجري" بما أن الفلسطينيين عبارة عن "وحوش آدمية" كما قال نظام نتنياهو العدواني الفاشي مضيفًا أنه يجب "إلقاء قنبلة نووية" على القطاع وهو ما حصل بدون قنبلة نووية على الأقل بمحق البلد وقتل وجرح أكثر من 100 ألف فلسطيني غزي.

في الطبقة الثالثة من أهداف نتنياهو أيضًا أي الى جوار الإبادة للبشر والثقافة والروح فهو يحقق أو سيحقق منع تحرير دولة فلسطين القائمة لكنها المحتلة، وعليه يشدد كما سبق وقال وتم التكرار أن "لا حماسستان ولا فتحستان"، وعليه يجب الحفاظ على الإطار الوسيط-قبل الدولة (السلطة الوطنية الفلسطينية) بحالة ضعف وحاجة دائمة للإسرائيلي ليتحكم بها كما كانت تتحكم "بالهدوء" وبحجم الأموال الداخلة لسلطة "حماس" في غزة. بمعنى أن السلطتين المنتميتين للحضن الإسرائيلي هو الهدف هنا، كي لا يكون هناك لا مكان لحركة "فتح" أو "حماس" كقوة أو غيرهما، ولا لسلطة وطنية واحدة. وكل هذا العبث والتجريف الصهيوني لتحويل الأنظار كليًا عن استقلال دولة فلسطين.

سلطة فصيل "حماس" التي هي بوزاراتها ومؤسساتها جزء من السلطة الوطنية الفلسطينية، رغم الانفصال الحزبي كانت تقوم بدور السلطة في القطاع تكامليًا في بعض الوزارات بالضفة (مثل الصحة والتعليم...الخ) وكانت تقوم بعمل منفصل في مؤسسات أخرى، وتلقت سلطة "حماس" الاموال المقررة من رام الله. كما تلقت الأموال من دولة قطر الى يد "نتنياهو" ومنه للعمادي فسلطة "حماس". 

بمعنى أن نتنياهو أراد ويريد الحفاظ على السلطتين في كل من غزة والضفة منفصلتين وخانعتين لإرادته ماليًا وعسكريًا وجغرافيًا،ومعاشًا وتنفسًا وهو ما نقضته "حماس" بما حصل في المباغته يوم 7/10/2023م. وما نقضته السلطة الوطنية الفلسطينية برفعها القضايا ضد الإسرائيلي في الجنائية الدولية. وفي حرب الدبلوماسية الفلسطينية لتحقيق استقلال دولة فلسطين عبر العضوية الكاملة في الامم المتحدة، وبالدعم العربي السعودي أساسًا. إضافة لدعم القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا متهمة الإسرائيلي بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.

الواضح لدى النظام الإسرائيلي الذي يقوده "نتنياهو" أنه رغم انتصاره الوحشي بالإبادة لغزة، ورغم انتصاره السابق بالاحتفاظ بسلطة غزة وسلطة الضفة منفصلتان بإباء! وتحت مظلة الاحتلال الإسرائيلي ومتطلباته فإن هاتين السلطتين مازالتا تمثلان العدو ويجب سحقهما معًا، حتى تلينا وتتقبلا القواعد السابقة. 

وفي إطار العدوان والحرب البشعة على القطاع يتم توجيه رسائل القتل والإبادة للشعب بوجه"حماس"، وبها يتم التعامل مع هذا الطرف الفلسطيني. أما الطرف الفلسطيني الثاني أي السلطة الوطنية الفلسطينية فإن الإرهاب الدبلوماسي الذي طالما حذر منه "نتنياهو" قد تحقق بالقضية المرفوعة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية للجنائية الدولية التي غدت قاب قوسين اوأدنى أن تدين قيادات إسرائيلية بجرائم حرب ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يستشيط غضبًا ويهدد بتدمير وسحق هذه السلطة إن تم ملاحقة وزرائه.

نقل موقع أكسيوس الأربعاء 1/5/2023 أنه (عن المسؤولين الإسرائيلي والأميركي أن "إسرائيل" أبلغت إدارة بايدن بأنها ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة إذا صدرت مذكرات اعتقال-من الجنائية الدولية-، وستنتقم عبر اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى انهيارها. وأشار إلى أنّ أحد الإجراءات المحتملة في هذه الحالة سيكون تجميد تحويل الإيرادات الضريبية التي تحصّلها "إسرائيل" لصالح السلطة الفلسطينية، والتي من دونها ستفلس السلطة.)

في لقاء ضمن اللقاءات الماراثونية بين فصيلي "حماس" و"فتح" مؤخرًا في بكين أكدوا على الوحدة الوطنية! وأن ذلك سيكون في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وبانضمام كافة القوى والفصائل الفلسطينية لها، وتم التوصل إلى اتفاق حول أفكار للحوار المستقبلي!؟ وأن الجانبين عبّرا عن رغبة سياسية في تحقيق مصالحة من خلال الحوار ومواصلته لتحقيق وحدة فلسطينية في أقرب وقت!؟

لعلك تقارن بين طبقات أهداف نتنياهو الثلاث الواضحة سواء أكانت علنية، ام مخفية ولكنها مرئية من تصرفاته الوحشية، وبين عمومية الأهداف في لقاء بكين الاخير وكأننا في بحبوحة، وسِعة من الوقت!؟ بينما معدلات القتل اليومي على مدار 7 شهور تقول كفى عبثًا!؟ فنحن شعبٌ يحب الحياة شئتم أم أبيتم!؟ وواجبكم حماية البلاد والعباد! وتبًا لأضاليل الإعلام.

هل كان نتنياهو حاضرًا في مفاوضات بكين أم أن رسائله وصلت منفصلة، ما منع كل من الفصيلين من الاتفاق الواضح على إدارة الكارثة العظمى! معًا وسويًا ويدًا بيد!؟ كما كان يردد الخالد ياسر عرفات، أم أن كل الدمار والمذابح والأهداف الصهيونية التي تحققت لم تجد لها مساحة في بكين!؟ حتى تعلن الإدارة الامريكية ل"نتنياهو" ببجاحة أن التطبيع مع السعودية سيتم ليس مقابل استقلال دولة فلسطين بل مقابل عدم اجتياح رفح!؟

إذا كان الإسرائيلي بأهدافه العميقة الواضحة لا يقبل بفصيل "فتح" ولا فصيل "حماس"، ويقول ذلك علنًا، ولا يقبل بأي من السلطتين المشتبكتين، بدعمه للاشتباك. ولا بالسلطة الفلسطينية الواحدة! ويخاف منهما منفصلتين! ألم يكن الأجدر اغتنام الفرصة وإبهار الشعب الفلسطيني بتماسك الأيدي!؟

إن الخوف الأكبر لدى نظام "نتنياهو" بل والأعظم هو أن يحسب الحساب جيدًا عندما تكون السلطة الوطنية واحدة موحدة (الإطار الوسيط ما قبل الدولة)، أوعبر المنظمة أوالدولة. لا سيما في ظل التنقل الفتحوي الحمساوي الماراثوني غير المجدي لسنوات طوال بحثًا عن الوحدة الوطنية بين عواصم العالم وخاصة مؤخرًا من موسكو الى بكين!

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...