قرائن إضافية على جنون إسرائيل
الكاتب: رأي مسار
لنتجاوز جنون العظمة الذي رافق قادة إسرائيل منذ وجودها، وآخر تعبيراته الآن، الثنائي الرسمي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه كاتس، وخلفهما سموتريتش وبن غفير.
أمامنا حالة جنونٍ إضافي، بطلها وزير الدفاع كاتس الذي أعاد مصطلح الحرب الصليبية للتداول، واستخدمه للتشهير بالرئيس الفرنسي ماكرون، الذي يتصدر الجهد الأوروبي في العمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومشاركة السعودية في قيادة المؤتمر الدولي، الذي سيعقد قريباً بهدف إقامتها.
وجنونٌ إضافي آخر، هو ما قررته الحكومة الإسرائيلية – حتى الآن – بمنع الوفد الوزاري العربي الإسلامي من الوصول إلى رام الله، وهو وفدٌ يمثل جميع العرب والمسلمين، الذين تدّعي إسرائيل حرصها على التطبيع معهم.
وجنونٌ إضافيٌ آخر وهو الانتقام من فرنسا ومبادرات رئيسها بإقامة " الدولة الإسرائيلية " على أراضي الضفة الغربية ليس فقط بضمها أو ضم أجزاءٍ منها بل بإلغاء وجود الملايين الفلسطينية المتجذرة فيها والمتشبثة بالبقاء الأزلي على أرضها، وهذا الجنون كان سبقه جنونٌ أفدح، حين قدّم بنيامين نتنياهو نفسه كبطلٍ أسطوري، يحقق تغيير الخرائط والمصائر في الشرق الأوسط وإخضاعه لسيطرته بينما هو لم يقدر على حسم أمر غزة عسكرياً بعد مرور عشرين شهراً على حربه الجنونية عليها.
المأزق الإسرائيلي المتفاقم وخصوصاً على الصعيد الدولي، لم ينتج في إسرائيل أي قدرٍ من العقلانية والحسابات الواقعية للخروج منه، بل أنتج جنوناً متمادياُ جعل الدولة التي تباهت كثيراً بخصائصها الحضارية المميزة، دولةً منبوذة وهذا ما لا نقوله نحن بل يقوله كتّابها ومثقفوها وقادة أحزابها.
