غزة: كوابيس الاحتلال التي لن تنتهي

الكاتب: رئبال العرب حرز
1. الجثة التي لم تُدفن: إسرائيل تعود إلى غزة
في دهاليز القرار السياسي الإسرائيلي، تعود "الخطة القديمة" إلى الحياة.
يصيح أحد الجنرالات في غرفة عمليات محصنة تحت الأرض:
"لقد جرّبنا هذا من قبل... وخرجنا نحمل جثثنا!"
لكن أحدًا لا يسمع. أو لا يريد أن يسمع.
إسرائيل تحاول احتلال غزة من جديد.
وكأن التاريخ عندها مجرد ملهاة عبثية:
• 1967: دخلوا غزة كجيش لا يُهزم.
• 2005: انسحبوا كمن يفرّ من لعنةٍ أبدية.
• 2025: يعودون؟ الجنون بعينه.
"الجنون هو أن تكرر الفعل ذاته وتتوقع نتيجة مختلفة."
هكذا قال آينشتاين، لكن يبدو أن تل أبيب لم تقرأه.
2. غزة بالأرقام: حين يتحوّل الاحتلال إلى انتحار بطيء
2.3 مليون فلسطيني
• نصفهم أطفال، لا يعرفون الخوف، بل تربّوا على صوت القصف.
• كل واحدٍ منهم مشروع مقاوم، مشروع صمود، مشروع استشهاد.
500 كيلومتر من الأنفاق
• ليس مجرد شبكة.. إنها دولة موازية تحت الأرض.
• أشباح مسلحة تتحرّك في صمت، وتختفي في العدم.
300 مليار شيكل سنويًا
• تكلفة احتلال غزة المتوقعة.
• أرقام تنزف. ميزانية ستنهار. دولة ستُستنزف.
الأرقام لا تكذب.
هذه ليست "حربًا على الإرهاب".. هذه محرقة سياسية واقتصادية لإسرائيل نفسها.
3. يوميات الجندي الإسرائيلي في غزة: مسرح الجنون
اليوم الأول: "سننظف هذه الحظيرة من الإرهابيين!"
اليوم العاشر: "لماذا يظهرون من كل زاوية؟"
اليوم الخمسون: "أين نحن؟ من نحارب؟ لماذا لا ينتهي هذا؟"
اليوم المائة: "أريد العودة.. حتى لو كنت في تابوت."
الجندي الإسرائيلي لن يخرج سليمًا:
• جسديًا؟ ربما.
• نفسيًا؟ مستحيل.
الجيش الإسرائيلي لن يكون سوى:
• عيادة متنقلة للأمراض النفسية.
• جهاز إحصاء لجثث جنوده.
• ناقلًا رسميًا للكوابيس إلى قلب تل أبيب.
4. المقاومة: عقيدة لا تموت
في كل بيتٍ تهدمه إسرائيل، تولد فكرة مقاومة.
في كل طفلٍ يتيم، يُزرع حلم الانتقام.
في كل أم ثكلى، قصيدة كراهية تُكتَب في رحمها.
المقاومة في غزة ليست تنظيمًا.
ليست كتائب تحمل أرقامًا.
ليست أسماءً مدرجة على قوائم الإرهاب.
إنها ثقافة، دين، جينات، ذاكرة، وأناشيد أطفال.
إسرائيل لا تواجه حركة حماس فقط.
هي تقاتل وعيًا جمعيًا يرى الاحتلال خرافة لا بد أن تنتهي.
5. عزلة إسرائيل: حين يسخر منك العالم
• واشنطن: "نحن لا نغطي الجنون السياسي."
• القاهرة: "لن تكونوا جيرانًا مرغوبًا بهم مجددًا."
• أنقرة: "من يحرق غزة، يحرق شرعيته."
• الأمم المتحدة: تصدر القرار رقم 1001: إدانة إسرائيل للمرة الألف... بلا تنفيذ.
إسرائيل ليست فقط في حرب ضد غزة...
إنها في مواجهة مع الضمير العالمي،
ومع التآكل الداخلي،
ومع سؤالٍ أخلاقي لا يختفي:
"إلى متى؟ ولماذا؟ وبأي ثمن؟"
6. عندما تستيقظ غزة
ليس الأمر "إن" بل "متى".
حين تستيقظ غزة حقًا:
• ستنفجر الأرض تحت أقدام الجنود.
• ستمطر السماء صواريخ بدائية لكنها موجعة.
• سيصرخ الأطفال في الشوارع: "هذه أرضنا.. فلتخرجوا منها أحياء أو موتى!"
الاحتلال مجرد كابوس مؤقت.
وغزة؟ هي اليد التي توقظ النائمين.
7. لماذا هذه المقالة مختلفة؟
لأنها ليست مجرد تحليل سياسي.
بل:
• خطاب مقاومة.
• تأريخ للمستقبل.
• قصيدة نزيف كتبها الحجر والسكين والطفل.
• مرآة يطلّ منها القارئ على نهايات الاحتلال، لا بداياته.
هذه ليست كلمات على ورق.
بل نبوءة مكتوبة بدم غزة.