الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:23 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:41 PM
العشاء 9:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| ذكرى خراب الهيكل: تصعيد استيطاني في الأقصى ومساعٍ لفرض وقائع تهويدية

تشهد مدينة القدس المحتلة وأروقة المسجد الأقصى المبارك منذ أيام توترًا متصاعدًا، مع بدء جماعات المستوطنين تنفيذ اقتحامات واسعة لساحات الأقصى فيما يُعرف بـ"ذكرى خراب الهيكل". وترافقت هذه الاقتحامات مع طقوس دينية وتوراتية، بدعم ومشاركة وزراء وحاخامات من الحكومة الإسرائيلية، ما يثير مخاوف من محاولات إسرائيلية متسارعة لفرض واقع تهويدي داخل الحرم الشريف.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، حذر الكاتب والباحث السياسي راسم عبيدات من أبعاد هذه الطقوس على مستقبل المسجد الأقصى والقدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لفرض سيادة كاملة على المسجد وتحويله إلى مركز عبادة يهودي، مستغلًا المناسبات الدينية لفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة.

قال الكاتب والباحث السياسي راسم عبيدات، في حديث خاص لراية، إن ما يُعرف بـ"ذكرى خراب الهيكل" تُعد من المناسبات الدينية اليهودية المهمة، والتي تصادف التاسع من آب وفق التقويم العبري. وتُحيي الجماعات اليهودية هذه الذكرى لخراب الهيكل الأول على يد الملك البابلي نبوخذ نصر عام 576 قبل الميلاد، وخراب الهيكل الثاني على يد الإمبراطور الروماني تيطس عام 70 ميلادي، وكلا الحدثين وقعا في اليوم ذاته من الشهر العبري.

وأوضح عبيدات أن المستوطنين يعتقدون أن المسجد الأقصى بُني على أنقاض الهيكل، ولذا يسعون إلى اقتحامه في هذه الذكرى بشكل واسع، كمقدمة لما يسمونه "بناء الهيكل الثالث". ويعتبرون هذه الاقتحامات بمثابة طقس روحي وتكفير عن "خطيئة عبادة الأصنام"، ويتزامن معها الصوم والحداد وطقوس مثل الامتناع عن قص الشعر واللحية.

وأشار إلى أنه في العام الماضي، اقتحم نحو 3000 مستوطن المسجد الأقصى في يوم واحد، وأدوا طقوسًا تلمودية شملت قراءات دينية، وسجودًا ملحميًا، بالإضافة إلى الرقص والغناء داخل الساحات، وصولًا إلى إقامة صلوات علنية فردية وجماعية.

وبيّن عبيدات أن هذه الطقوس تستمر عادة لأسبوع كامل، وتشهد تصاعدًا في بدايات شهر آب العبري. ولفت إلى أن الجماعات المتطرفة تحاول إدخال "ذبيحة" للمكان، كطقس تعبيري عن "يوم الغفران"، في محاولة لتكريس وجودهم داخل الأقصى.

وأكد أن عمليات الاقتحام لا تقتصر على أفراد متطرفين، بل تشارك فيها شخصيات رسمية من بينهم وزراء وأعضاء كنيست، وبرعاية مباشرة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير. كما طالب هؤلاء بفتح بوابات متعددة للأقصى أمام المستوطنين بدلًا من الاكتفاء بباب المغاربة، في خطوة نحو فرض سيادة دينية يهودية كاملة على الحرم.

وأشار عبيدات إلى أن حكومة الاحتلال صعّدت من إجراءاتها مؤخرًا، بإصدار قرارات بمصادرة 15 إلى 20 محلًا تجاريًا في منطقة باب السلسلة، في محاولة لإفراغ المنطقة من الفلسطينيين الذين يتصدون للاقتحامات، وسط نية إسرائيلية واضحة لتهيئة مصلى باب الرحمة ليصبح كنيسًا يهوديًا تمهيدًا لبناء الهيكل المزعوم.

وحول توقعاته لمجريات الأسبوع، قال عبيدات إن هناك دعوات شبابية وفصائلية فلسطينية للتصدي لاقتحامات هذا الأسبوع، إلا أن الاحتلال يعمد إلى تفريغ المسجد الأقصى عبر نشر حواجز ثابتة ومتحركة، وفرض الإقامة الجبرية والاعتقال على من يتواجد داخله.

وأضاف أن المدينة القديمة في القدس تتحول خلال هذه المناسبات إلى ثكنة عسكرية، وتُفرض قيود غير مسبوقة على حركة المقدسيين، من خلال التدقيق بالهويات، ومنع حتى الصحفيين من التغطية، في محاولة لتمرير اقتحامات جماعية دون تغطية إعلامية أو مواجهة شعبية.

Loading...