في الغباء السياسي وأخبار الحمقى والمغفلين!

الكاتب: بكر أبوبكر
في ظل زمن أغبر أصبح الغباء فيه مستقرًا الى الدرجة التي يتباهى فيها الأغبياء بغبائهم! أو حُمقهم.
بل ويجادلونك في ذلك؟ وبلا أي مرجع! ويتفاخرون!
وقد يحيلونك لمَن لا ثقة بكلامه أو مصدره، حتى لو كان "منقولًا"، أو مستنسخًا أو مزيفًا (مفبركًا) بوضوح المستريح.
وإن لم تجد أمثال من سبق، تجد مَن يحيلونك لما يريحون به أنفسهم أي الى الخرافات والأساطير المشهورة، ويشدّون رحالهم وراء الأكاذيب المرتبطة بالتوراة (لم تعد كتاب تاريخ مقبول من العلماء الآثاريين وكثير من علماء التاريخ) وشاذ التفاسير القرآنية الممتلئة بالإسرائيليات.
وتجد المستغلين لجهل الناس بالدين، فيمزجونه بلُعابهم النجس، ويصورون للناس أن لا إسلام لهم الا إن مزجوه بلعابهم الحزبيّ النجس!؟ فيحارُ الانسان العادي المذنب، ظانًا أنه بتأجير عقله وتأييد أصحاب اللعاب (المقدس/النجس) يصبح مسلمًا أو يُغفَر له ويدخل الجنة! فينافح ويدافع عن خطاياهم، واستغفالهم له، وعن واضح أكاذيبهم والخداع وكأنه يضرب بسيف عمر وعلي والمهلب بن أبي صفرة!
إنهم يُذهبون عقولهم بلا خمر ولا مخدرات، وإنما بتحشيش عاطفي جياش ذاهل عن العقل والحقيقة والصواب.
تلعب الفضائيات العربية والصهيونية معًا، وكذا الغربية دورًا عظيما في تقليص دور العقل! كما أحزاب اللعاب الاسلاموي المقيت.
والى ذلك أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته التي غزتها حسابات بمئات الآلاف تابعة إما لأمة الصهاينة المجتهدة بتسطيح العقول وتخريبها، أو الغرب الاستهلاكي اللاأخلاقي منعدم قيم حضارتك المتميزة
أو للامّعات من أمة محمد أو عيسى العرب المفتونين بالغرب، الذاهلين عند أقدامه يقبلونها ذات اليمين وذات الشمال، وهم الى ذلك المقلّدون لهذا الغرب بالقشور والمظاهر وليس للعلم قط، ولو عَبَد الغربيون الدجاجة لفعلوا، فهم من سقط المتاع.
نقرأ في كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لأبي الفرج ابن الجوزي بعض النماذج كالتالي
• قال ابن خلف: واختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يحسن أن يقضي بينهما، فضربهما وقال الحمد لله الذي لم يفتني الظالم منهما.
• حدثنا المدائني قال: كان عبد الله بن أبي ثور والي المدينة فخطبهم فقال: أيها الناس اتقوا الله وارجوا التوبة، فإنه أهلك قوم صالح في ناقة قيمتها خمسمائة درهم. فسموه مقوم (مُثمّن)الناقة وعزله الزبير.
• قال: وكتب حيان عامل مصر إلى عمر بن عبد العزيز: إن الناس قد أسلموا، فليس جزية. فكتب إليه عمر: أبعدَ اللهُ الجزيةَ؛ إن الله بعث محمدًا هاديًا ولم يبعثه جابيًا للجزية.
• حكى عبد الله النوفلي قال: قال مدني: إني أحب رسول الله ﷺ حبًّا لم يحبه أحد مثله قط، قيل: وما بلغ مِن حبِّك له؟ قال: وددتُ أن عمه أبا طالب أسلم ويُسرُّ النبي بذلك، وأموت كافرًا بدله.
• قيل لكثير: إن الناس محدثون إنك الدجال، فقال: والله لئن قلتم هذا إني لأجد في عيني ضعفًا منذ أيام.
• ماتت جارية لرجل فلما دفنها قال: لقد كنت تقومين بحقوقي فلأكافئنك؛ اشهدوا عليَّ أنها حرة.
• وعن محمد بن خلف قال: مَرَّ رجل بإمام يصلي بقوم فقرأ: «الم غلبت الترك.»، فلما فرغ قلت: يا هذا إنما هو غُلِبَتِ الرُّومُ، فقال: كلهم أعداء لا نبالي من ذكر منهم.
وفي حماقات الغرب الأمريكي نقرأ التالي: بي. جي. أورورك يتحدث عن الديمقراطيين مقابل الجمهوريين (الحزبين الأمريكيين): "الديمقراطيون هم حزب النشاط الحكومي، الحزب الذي يقول إن الحكومة قادرة على جعلك أغنى وأذكى وأطول قامة، وتزيل العوائق من حديقتك. أما الجمهوريون فهم الحزب الذي يقول إن الحكومة لا تعمل، ثم يُنتخبون ويُثبتون ذلك."
جون كينيدي عن شراء الأصوات: "تلقيتُ للتوّ البرقية التالية من والدي الكريم: "عزيزي جاك، لا تشترِ صوتًا واحدًا أكثر من اللازم. سألعن نفسي إن دفعتُ ثمن انهيارٍ انتخابيٍّ كبير."
جورج دبليو بوش يتحدث عن الحزم: "عندما أتخذ إجراءً، لن أطلق صاروخًا بقيمة مليوني دولار على خيمة فارغة ثمنها ١٠ دولارات وأصيب جملًا في مؤخرته. سيكون الأمر حاسمًا."
ويذكرون لك حديثا من صفات الحمقى والأغبياء كما يورد د.محمد بالروين
1. اللاوعي بمعنى اللاشعور وقلة الإدراك وضعف الفهم لرأي أو قضية معينة
2. اللاعقلانية (توهان بين الصح والخطأ والصديق والعدو)
3. العشوائية (لا يعي الخيارات)
4. التكرار (السلبي) أي إعادة القيام بنفس الشيء، وبنفس الشخوص، وبنفس الأساليب، وبنفس الأدوات عدة مرات والإصرار على صوابه حتى ولو كان خطأً وغير مفيد!
5. الغرور وفيه يقول الشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران (1883 – 1931): "ليس هناك من هو أسوأ من الغبي، إلا الغبي المغرور"
6. العناد (مكابرة بالواضح والمتفق عليه)
7. الحماقة (اللاعقل والتهور، وعدم التثبت)
إن كنت تريد لعقلك أن يستقر فلا تخمد حرائق التفكير فيه أبدًا
فالمولى أمرك بالنظر والبصر والتفكّر والتعقل
ولا تركن لأي وسيلة دون أن تقلبها وتمحصها وتنخّلها
ثم تعرضها على ثوابت الدين والقيم والوطنية الصحيحة فتحكم
والا فأنت تُدخل نفسك طواعية في ربقة الجهلة والمخدوعين أو الحمقى والأغبياء الموكوسين!