رسائل سياسية واضحة لزيارة رئيس الوزراء إلى مصر ومعبر رفح

الكاتب: د. دلال صائب عريقات

زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى مصر وزيارته لمعبر رفح تحمل رسائل سياسية واضحة يمكن تلخيصها بما يلي:

 1. الشراكة الرسمية: تؤكد الزيارة أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الشريك الشرعي والرسمي لجمهورية مصر العربية، وأن أي مبادرات أخرى خارج هذا الإطار ليست سوى بالونات اختبار لا تمتلك الأساس السياسي أو المؤسسي.
 
2. الدور المصري المحوري: تبرز مكانة مصر المركزية في صياغة ملامح اليوم التالي، فهي الطرف الأساسي والضامن في أي ترتيبات تخص مستقبل غزة، أو ترتيبات المرحلة المقبلة للقضية الفلسطينية بشكل عام.
 
3. إشراك منظمة التحرير: تحمل الزيارة رسالة واضحة بأن أي مفاوضات أو تصورات للحكم والإدارة لا يمكن أن تتجاهل منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
 
4. المبادرة المصرية: لدى القاهرة مبادرة واضحة تقوم على تشكيل لجنة إدارية انتقالية بالتفاهم مع السلطة الوطنية بشراكة الحكومة الفلسطينية، وهو المسار الأكثر جدية وواقعية، بينما أي محاولات أخرى تتجاوز هذا الإطار لا تعدو كونها مضيعة للجهود وتكريساً لمصالح فئوية أو شخصية.
 
5. دور حماس ضمن الإطار الأشمل: تعكس الزيارة أن حركة حماس التي تمثل طرف مهم في المفاوضات مع الوسطاء، لكنها ليست المشهد كاملاً، ما يفرض ضرورة ومشهد توسيع التمثيل الفلسطيني في أي مفاوضات لتجسيد شراكة وطنية حقيقية باسم الشعب الفلسطيني بكل مكوناته تحت مظلة تمثيل شرعية. 

6. الموقف من إسرائيل: تأتي الزيارة في ظل سعي إسرائيل لفرض عقلية يمينية إحلالية قائمة على الاحتلال والتهجير، تهدف إلى القضاء على الحق الفلسطيني في تقرير المصير. وفي المقابل، يظهر بوضوح رفض مصر لهذا التوجه، ويبرز دورها في منع تمرير هذا السيناريو وحماية الحقوق الوطنية الفلسطينية من مشاريع الإقصاء والتهجير.

 7. الدور الأميركي والعربي: في ظل الأيديولوجية الاستعمارية في الضفة والتهديد باحتلال غزة ومشروع إسرائيل الكبرى الذي يهدد دول الجوار، تاتي الضغوط الأميركية والعربية، خصوصاً من جامعة الدول العربية، التي تركز على إخراج حماس من المشهد وفرض شرط تسليم السلاح، هنا يبرز دور مصر كوسيط قادر على احتواء ملف السلاح وتنظيمه ضمن رؤية وطنية، بما يحفظ وحدة القرار الفلسطيني ويضمن وجود تمثيل واحد جامع للشعب الفلسطيني في أي مفاوضات أو ترتيبات مقبلة.