هل من الممكن ان تعلن "اسرائيل" السلطة كيان معادي!

الكاتب: المحامي صلاح موسى
بعد اعتراف دول وازنة بالدولة الفلسطينية ، اعلنت اسرائيل انها ستقوم بخطوات ملموسة ردا على هذه الخطوة.وقد تكون خطوات غير مسبوقة.
"اسرائيل" لا تستطيع ان تقرر دون موافقة امريكية على اي خطوة، قد تكون الخطوات مزيج مركب من الانتقام من السلطة. اخطر هذه القرارات واكثرها تحقيقا للاهداف الاسرائيلية جمعاء هو الاعلان عن السلطة الوطنية الفلسطينية كيان معادي، هذا القرار فقط يحتاج الى قرار حكومي كما حصل في العام 2007 عندما اعلنت حكومة اولمرت قطاع غزة كيان معادي.
اعتبار السلطة كيان معادي سيتيح امام الحكومة الاسرائيلية الانتقال في التعامل من السلطة الى المؤسسات الاهلية وشبه الرسمية من بلديات ، غرف تجارية، نقابات، شركات قطاع خاص وعدد من رجال الاعمال وغيره.
قد يبدو هذا السيناريو الاقرب للتنفيذ، لان هذا القرار يعطي مرونة كبيرة لاسرائيل للتصرف مع السلطة كجهة غير ذي صلة دون الحاجة الى الغاء اتفاق اوسلو ، بالتالي فان اسرائيل تستطيع عند ذلك،تغيير اجراءات السفر ومنع المسئولين الفلسطينين من الحصول على اي قدره على الحركة، بل وملاحقتهم امام الجهات الامنية الاسرائيلية، ويتيح ذلك السيطرة على موارد السلطة المالية وغيرها من الاملاك ، كذلك يمكن ان تطلب من جميع الجهات عدم التعامل مع اجهزة السلطة المختلفة.
ان التسويق لهذه الخطوة ستوفر على "اسرائيل" اتخاذ خطوات مباشرة قد تضر بها سياسيا، فيكفي ان تعلن السلطة كيان معادي حتى تبلور استراتجية عمل طويلة الامد، فما حصل في قطاع غزة منذ العام 2007 الى تاريخ يومنا هذا يؤشر بوضوح ان وضع التعريف الجديد اخذ وقتا طويلا لتنفيذ المشروع الاكبر بالتهجير.
فان كان اعلان قطاع غزة في ذاك الوقت هدف منع قيام دولة فلسطينة ، فان الخطوة الاسرائيلية باعلان السلطة كيان معادي يصبح ذات اولوية اكبر لانه يحقق ذات الهدف المعلن اسرائيلياً.
سواء قامت "اسرائيل" بهذه الخطوة او بخطوات اخرى موازية و/او مرادفة و/او قامت باي خطوة اخرى، فان ما يهمها هو زوال السلطة كجسم سياسي واداري وخدماتي موحد وتحويل التجمعات السكانية الى مجموعة من الادارات المتفرقة والمتنازعة الاهتمامات.
النصيحة لمن هو في موقع القرار ان يكون مستعدا الى اسوء سيناريو والذي يبدأ باعلان السلطة كيان معادي او لا يقف عند الضم الجزئي او السيطرة الفعلية على الاراضي كافة ومحاولة عزل السلطة وتفكيكها من خلال تعميق العمل مع الاجسام المحلية، ليس هذا فحسب بل ملاحقة كل جسم رسمي في السلطة والضغط عليه والذي قد يصل الى ملاحقة المسئولين وخلق فوضى غير مسبوقة داخل المدن والقرى والمخيمات على طريق تمزيق الهوية المجتمعية الفلسطينية.
قد يبدو هذا الاحتمال بعيد التحقق، الا ان ذلك ممكنا ان حصلت على دعم الولايات المتحدة خاصة ان لم يحقق ترامب ما يريده من اجتماعه المرتقب مع عدد من زعماء الدول العربية في نيويورك، حيث سيكون فكرة فك السلطة ودفعها للانهيار هو الخيار الامثل لدفن فكرة الدولة بالتوازي مع الحرب على غزة، فدعوة بن غفير لاعتقال الرئيس ابو مازن، قد يسبقها اعتقال عدد من المسئولين الفلسطينين لدفع السلطة للانهيار. وقد تمنع الحكومة من عقد جلساتها، وقد تهدد "اسرائيل" عدد من القائمين عليها في حال تم خلاف تعليماتها، والكل يذكر كيف قامت اسرائيل عند انعقاد صفقة التبادل من الاحتفال او حتى من اقامة خيم الاستقبال للاسرى، فكيف ستتصرف ان قررت ان تعلن السلطة كيان معادي؟!!
مع ذلك ليس كل ما يخطط له الاحتلال قدرا، فان كانت الخيارات المطروحة قائمة فالاحرى بصناع القرار ان يأخذوا كل ذلك بعين الاعتبار.ويستعدوا جيدا ونعتقد ان الطرق الحالية في ادارة الشأن العام ستتغير بحكم القرارات الاسرائيلية لذا اما ان تقوم هذه الجهات الرسمية بخطوات تحضيرية عميقة ومختلفة او اننا سنكون امام اختبار وجودي بحكم غياب القدرة على ادراك خطورة المرحلة وتداعيات ذلك على شعبنا. وحيث ان صناع القرار يعتقدون ان كل شئ يمكن تداركه ومجاراته فاننا لن نطرح حلول لكننا نطلق جرس انذار وطني، لعل البعض يتذكر لصياغة اقل الممكن في مواجهة الخطوات الاسرائيلية.