الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:07 AM
الظهر 12:31 PM
العصر 3:59 PM
المغرب 6:40 PM
العشاء 7:55 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مؤتمر حل الدولتين ... و القطب العربي الناهض. 

الكاتب: حمزة خضر

العام ١٩٨٠- ١٩٨٨ حرب الخليج الاولى ( الحرب العراقية الايرانية ). 
العام ١٩٩١ ، حرب الخليج الثانية ( عاصفة الصحراء / أم المعارك ). 
- العام ١٩٩١، انهيار الاتحاد السوفيتي ( سقوط النظام العالمي ثنائي القطبية ( الاشتراكي بزعامة السوفيت و الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية " نهاية الحرب الباردة ". 
- العام ١٩٩٣، تأسيس الاتحاد الاقتصادي الاوروبي و الذي سرعان ما اصبح قوة سياسية و اقتصادية ( بداية النظام العالمي متعدد الاقطاب ). 
- ١٩٩٣ توقيع اتفاق اوسلو بين ( م.ت.ف و الكيان الصهيوني ).
- ١٩٩٤، تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية و عودة قوات الثورة الفلسطينية من المنفى الى ارض الوطن .  
- العام ١٩٩٧، الازمة المالية الاسيوية . 
- العام ٢٠٠٠، انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان ( تحرير الجنوب ). 
- العام ٢٠٠٠ ، اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية .
- العام ٢٠٠١ ، احداث الـ ١١ من سبتمبر . 
- العام ٢٠٠١ الحرب الامريكية على افغانستان . 
- العام ٢٠٠٣ ، سقوط بغداد و الاحتلال الامريكي للعراق .
ـ العام ٢٠٠٦، مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية . 
- العام ٢٠٠٧، حماس تنفذ انقلابا عسكريا على الشرعية الوطنية الفلسطينية .
- ٢٠١١، اندلاع ثورات الربيع العربي ( تونس ، مصر ، ليبيا ، سوريا ، اليمن ). 

تركت الاحداث السابقة اثرا بالغا على السياسة و الاقتصاد الدوليين الامر الذي حث دول العالم على ان تخطو بخطوات متسارعة للحفاظ على وجودها وضمان بقائها و استقرارها الامر الذي منحها الدافعية للخروج من العباءة الامبريالية الى فضاءات خاصة بها مما ادى الى نهاية العالم ذو القطبية الواحدة بزعامة الولايات المتحدة الامريكية و بروز العالم متعدد الاقطاب حيث تشكلت اقطاب من القوى الاقتصادية و السياسية على امتداد خارطة العالم بدءً من قارة آسيا وصولا الى الامريكيتين فكانت لتشكل الصين و روسيا و انضمت الهند اليهما مؤخرا قطبية اقتصادية و سياسية و عسكرية فيما شكل الاتحاد الاوروبي القطب القائد للقارة الاوروبية بينما برزت البرازيل كقائد لامريكا الجنوبية و انضمت كندا حليفا للولايات المتحدة زعيما للقارة الامريكية الشمالية و بقيت استراليا سيدة نفسها و في افريقيا كانت جنوب افريقيا هي الواجهة السياسة للقرن الافريقي بينما كانت المنطقة العربية مثل ناقة هرمة وسط غابة من الضباع التي تستعد الى نهشها و وسط هذه المعادلة الدولية الجديدة لم تستطع المنطقة لملمت اوراقها و الحفاظ على وحدة صفوفها و ان تتوحد خلف موقف واحد كما الاتحاد الاوروبي بل تركت نفسها عرضة لانياب الضباع من حولها في خارطة الشرق الاوسط التي بدأ الصراع على زعامته واضحا بين كل من ( تركيا ايران و دولة الاحتلال ). 

 الصراع على الشرق . 

ادى سقوط العاصمة العراقية بغداد العام ٢٠٠٣ في يد قوات الاحتلال الامريكي الى تمهيد الطريق امام التدخل الايراني في الشأن العراقي و سرعان ما تحول هذا التدخل الى بسط نفوذ و هيمنة ايرانية على المشهد السياسي في العراق الامر الذي انذر بتحويل الدولة الى غابة من المليشيات و هدد و حدة البلاد الامر الذي وضعها على مفرزة التقسيم العرقي و الطائفي فيما سبق سقوط بغداد في يد الاحتلال الامريكي الذي مهد للهيمنة الايرانية ، انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان العام ٢٠٠٠ الامر الذي اعلى من نجم المقاومة الاسلامية ( حزب الله ) الحزب الموالي لولاية الفقيه و ذراع ايران في لبنان و بذلك حصل حزب الله على الورقة التي مكنته لاحقا من بسط سيادته المطلقة على الجنوب اللبناني و الدخول في المشهد السياسي اللبناني من فوهة البندقية . و بسقوط بغداد و انتصار الحزب في لبنان امتلكت ايران ورقتين هامتين من اوراق اللعبة في الشرق . 

العام ٢٠١١ ، الربيع العربي و صعود الاسلام السياسي.
 
العام ٢٠١١، ضربت موجة ثورات الربيع العربي الدول العربية بدء من تونس مرورا بمصر و ليبيا و سوريا و اليمن و البحرين ادت الى سقوط انظمة هذه الدول بشكل سلمي في تونس و مصر بينما فشلت الثورة في البحرين و في كل من ليبيا و سوريا و اليمن كان الخيار العسكري الاكثر حضورا و حيث عبر مسار الثورة من فوهات البنادق الى فضاء مهتز و غير مستقر و ينذر بتقسيم البلدان و تركها عرضة لمطامع القوى التي تسعى لتحقيق نفوذ اقليمي في المنطقة العربية فكان اليمن امام قسمة في المشهد السياسي بين قوى تناصر و تنحاز و توالي المد الايراني ممثلة بتيار الحوثي بينما انحازت القوة الاخرى لصالح المعسكر العربي الموالي للسعودية .و بذلك امتلكت ايران الورقة الثالثه من اوراق اللعبة في الشرق . 

وفي العامين ٢٠٠٦ - ٢٠٠٧ نجحت حركة حماس بالدخول للمشهد السياسي الفلسطيني و ذلك بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية حيث تلا فوزها بعام واحد ان نفذت انقلابا عسكريا على الشرعية الوطنية الفلسطينية مجسدة بذلك انقساما سياسيا و ديموغرافيا و جغرافيا بين شطري الدولة الفلسطينية المقترحة وفق قرارات الشرعية الدولية على حدود الرابع من حزيران مت العام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية . 

وكان فوز نجاح حماس في الانتخابات التشريعية فاتحة مشروع سايكس بيكو ٢ لاعادة تقسيم المنطقة او ما يعرف بمشروع الشرق الاوسط الجديد .

كما كان فوزها و انقلابها مؤشرا على صعود قوى الاسلام السياسي من ذات اللحاف ( الاخوان المسلمون ) في كل من الدول التي ضربتها موجة الربيع العربي ( مصر ، ليبيا ، تونس و في المغرب ايضا فازت جماعة الاخوان المسلمون ) و بذلك امتلكت جماعة الاخوان اربعة اوراق هامة من اوراق اللعبة في الشرق اضافة الى حركة حماس في قطاع غزة حيث هي الورقة الاكثر اهمية لدى الجماعة لما للقضية الفلسطينية من تأثير في الوعي العالمي و لكونها اول بقعة جغرافية تسيطر عليها الجماعة منذ تأسيسها العام ١٩٢٧ . 

جاء صعود جماعات الاسلامي السياسي في الدول العربية لاحقا لصعود جماعة الاخوان المسلمون ( حزب التنمية و العدالة ) في تركيا حيث شكل هذا الفوز و الذي تبعه اردوغان بموجة من الاصلاحات و الانجازات التي انعكست ايجابيا على صورة الجمهورية التركية في مرآة المجتمع العربي حاضنة لقوى الاسلام السياسي و عنوان عريضة مأمول ان تحقق على غراره نهضة مماثلة في الدول العربية و لكن الحقيقة ان قوى الاسلام السياسي في الدول العربية ذهبت الى حالة من الصراع مع قوى المجتمعات و كانت الاكثر انحيازا و استخداما من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ مخططها في اعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد لتكون قوى الاسلام السياسي بمثابة حصان طروادة لتنفيذ هذا المشروع . 

و لكن سرعان ما سددت الدولة العميقة ضربتها لهذه القوى
و اطاحت بها عن خشبة المسرح السياسي فكانت حركة تمرد المصرية شرارة الاطاحة بحكم الاخوان في مصر و كان فوز الرئيس التونسي قيس سعيد الصفعة التي اطاحت بحزب النهضة في تونس فيما سبقه خسارة مدوية للنهضة في الانتخابات النيابية المغربية و في ليبيا لازالت قوى الاسلام السياسي تترنح و تتصارع فيما بينها على تقسيم ليبيا . 
و بتسديد الدولة العميقة ضربتها لقوى الاسلام السياسي خسرت تركيا اوراق اللعبة الرئيسية في الشرق بينما بقيت حركة حماس الورقة الاخيرة في يد جماعات الاسلام السياسي . 

الخليج العربي ... نحن نشاهد فقط  . 

وقفت الدول العربية الاخرى و هي دول الخليج العربي بإستثناء دولة قطر التي لعبت دور العراب لثورات الربيع العربي و سخرت نفسها لخدمة مشروع الشرق الاوسط الجديد موقف المشاهد الحائر الذي يترقب الاحداث فقط و في ظل تنامي النفوذ الايراني و حالة التخادم الثلاثي بين القوى المتنافسة ( تركيا ، ايران ، دولة الاحتلال ) وجدت الدول الخليجية نفسها في موقف لا تحسد عليه بين حالة التهديد الايراني الذي رفع شعار العداء لدولة الاحتلال و تحرير فلسطين و بين من يرفع شعار المقاومة و يوجه جام سخطه على الامه العربية بدعوى الخذلان له فيما برزت دولة الاحتلال التي تتظاهر بالعداء لايران من اجل ان تقدم نفسها معتمدا امنيا للمنطقة وجدت الدول الخليجية نفسها في قلب دائرة الخطر فمنها من اختار الصمت او الانتظار و منها من ذهب باتجاه خيار بناء علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال ( التطبيع العربي ) و الذي انضمت له دولتين غير خليجيات 
و هن السودان و المغرب و اما الخليجيات فكن الامارات و البحرين و قطر المطبعة علاقاتها مع دولة الكيان منذ العام ١٩٩٦.  

التخادم الثلاثي ( ايران ، الاخوان ، دولة الاحتلال ).

بعد اعادة السيطرة للقوى القومية - الوطنية على المشهد السياسي و سقوط جماعة الاخوان المسلمون بقيت اوراق القوة الاكثر نفوذا في يد المد الايراني فكان التخادم الثلاثي بين القوى الثلاث ( تركيا ، ايران ، دولة الاحتلال ) يتبلور في مشروع ثلاثي يهدف الى قلب موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط يمكن الجميع من اعادة التموضع و التقسيم بحيث تحقق دولة الاحتلال طموحها في تجسيد فكرة ( اسرا×ائيل الكبرى ) بينما تحصل تركيا على ما يتبقى من سوريا و تنتهي بذلك من معضلة الاكراد بينما تستحوذ ايران على ما يتبقى من العراق و منطقة الخليج العربي و بذلك يعاد تقسيم المنطقة جغرافيا و ديموغرافيا بما يتلاءم و مصالح دولة الاحتلال و و رغبة الولايات المتحدة الامريكية في تمكين مستعمرتها في منطقة الشرق الاوسط. 

اما عن مسرح التخادم و ادواته فكانت غزة المسرح الذي يجري اعداده لذلك و اما الاداة فكانت حركة حماس التي يناط بها العمل على تعزيز حضور هذا التخادم تحت عنوان المقاومة و تحرير فلسطين لتشكل القوى الثلاث الحاضنة لابراز دور المحاور الاقليمية على انها محاور تسعى لتحرير فلسطين بينما تقف الامة العربية و القيادة الوطنية الفلسطينية حائلا دون تحقيق هذا الهدف حيث جاء كان دور القوى الثلاث على النحو التالي : 

- الاخوان المسلمون / تركيا و قطر الحاضنة السياسية و الاعلامية و المالية لحركة حماس.  
- ايران الدعم العسكري و الحضور السياسي و الاعلامي الداعم لحركة حماس . 
- دولة الاحتلال ، اعطاء المساحة الكاملة للحركة لتتمكن من تعظيم قوتها العسكرية بما يمنحها الظهور الاعلامي المناسب الذي يوحي للعالم كله بقدرتها على تهديد امن دولة الاحتلال كما عمدت الى تسهيل و تمرير عملية دعمها من قبل تركيا و قطر و ايران . 

احداث السابع من اكتوبر العام ٢٠٢٣. 

سبق احداث السابع من اكتوبر ان فتحت حماس ٦ حروب او معارك ضد دولة الاحتلال منذ العام ٢٠٠٨ الى العام ٢٠٢٣ الامر الذي منحها زخما اعلاميا و حضورا سياسيا اوحى للجمهور العربي و العالمي بان لدى الحركة القدرة على خوض معركة تحرير فلسطين عاقدة العزم و الرهان على المحاور الاقليمية و أوهمت ملايين البشر من العرب و المسلمين و الغرب بقدرتها على تحقيق ذلك فذهبت الى معركتها ( طوفان الاقصى ) في صبيحة السابع من اكتوبر و لكن النتائج جاءت مخيبة للامال و عكس المتوقع فلا المحاور انتفضت معها و لا استطاعت اجبار دول الطوق ( لبنان ، سوريا ، الاردن ، مصر ) على ان تدخل في معركة لا تعلم عنها شيئا في حين حشدت دولة الاحتلال كل طاقاتها و امكانياتها و استنفرت كل العالم من اجل التقاط الفرصة السانحة بجر المنطقة كلها الى حرب تفضي باحتلال العواصم الخمسه ( القاهرة ، عمان ، بيروت ، دمشق و بغداد ). 

ادت احداث السابع من اكتوبر الى نتائج كارثية لما عرف بمحور المقاومة اطاحت به و في خضم هذه المعمعة خسرت طهران وجودها العسكري على حدود دولة الاحتلال و الذي تمثل بالسيطرة على دمشق حيث نجحت فصائل من الثورة السورية من استنفار طاقاتها و خاضت معركتها الاخيرة لاسقاط نظام الاسد الامر الذي كلف طهران وجودها العسكري في سوريا . و الى هذه المحطة لم يبرز الدور العربي بعد .

الحركة الوطنية الفلسطينية و المسار العربي . 

في خضم الاحداث و زخمها رفعت الحركة الوطنية الفلسطينية المتمثلة بقيادة م.ت.ف - السلطة الوطنية الفلسطينية صوتها عاليا بضرورة الاستثمار السياسي في التضحيات الجسام التي قدمها و يقدمها شعبنا الفلسطيني و التي تستحق ان ينصف عليها و ان لا شيء يضاهي هذه التضحيات سوى ان تتوج بتجسيد حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية من خلال العمل على اعادة احياء مشروع حل الدولتين .

التقط الاشقاء العرب ذلك و جاءت المبادرة السعودية حول ضرورة عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض سبقه مؤتمر دولي عقد في القاهرة مهد الطريق لبحث افاق ايجاد حل سياسي عادل و شامل للقضية الفلسطينية . 

مؤتمر حل الدولتين و الاستفادة الفلسطينية - العربية.
   
دعت المملكة العربية السعودية و بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية الى عقد مؤتمر دولي لتنفيذ حل الدولتين و تجسيد قيام الدولة الفلسطينية حيث أثمرت الجهود الى عقده عن اعتراف عدد من الدول الاوروبية الوازنة بالدولة الفلسطينية كان اهمها اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية و لن اتي هنا على استعراض اهمية المؤتمر او النتائج المتوقعه منه و انما اقرأ ذلك على بعدين رئيسين و هما البعد العربي و الفلسطيني : 

عربيا : 

- نجحت المملكة العربية السعودية في بناء مسار عربي موحد خلف هدف موحد و ربما لم يتوحد العرب خلف قضية ما كما يتوحدون اليوم خلف القضية الفلسطينية. 

- اثبتت المملكة العربية السعودية حضورها السياسي و الدولي على المستويين العربي و الاسلامي كقوة عربية اسلامية لا يستهان بها..

- اثبتت المملكة العربية السعودية انها غير خاضعة للضغوط الامريكية و لديها من الحكمة و الارادة ما يمكنها من الخروج من دوائر الضغط دون الاضرار بعلاقاتها الاستراتيجية و في الاشارة الى ذلك رفضها التهجير و تطبيع العلاقات مع الكيان دون مقابل .

- اثبتت المملكة العربية السعودية ان القضية الفلسطينية هي جوهر القضايا لديها و انها قضية كل مواطن سعودي و انها لا تضع القضية الفلسطينية في ميزان المكاسب السياسية بل هي قضية مبدئية لا يمكن التفريط بها . 

- في مؤتمر حل الدولتين تعيد المملكة العربية السعودية تجديد طرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية و تقدم بذلك صيغة سياسية شاملة وفقا لقرارات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية . 

- في مؤتمر حل الدولتين تعيد المملكة العربية السعودية اعادة طرح القضية الفلسطينية في النادي الدولي بلسان عربي لا فارسي و لا عثماني 

- اثبتت المملكة العربية السعودية ان المنطقة العربية ذات ارادة سياسية و غير خاضعة لمنطق التجاذبات السياسية و الاقليمية بل انها الاقدر على حشد المنظومة الدولية و التأثير عليها .

و بذلك و بهذا الحشد الدولي الذي قادته السعودية في النادي الدولي تثبت السعودية ان الجمل العربي ليس متعثر و ان المنطقة العربية لها اسيادها و ان للقضية الفلسطينية اصحابها العرب الذين هم الاولى بحملها و الدفاع عنها . 

فلسطينيا : 

لا يمكن الانكار ان المشهد السياسي الفلسطيني يقوم على حالة من التنافس بين معسكرين رئيسين و هما : 

- المعسكر الوطني : الذي طرح منذ سبعينيات القرن الماضي فكرة قيام دولة فلسطينية و يرى في الدولة الوطنية المستقبل و الكيان السياسي الوظيفي الذي يحتفي برعاية وصون حقوق و مصالح الفلسطينين اينما كانوا و يرعى شؤونهم دون تمييز في الحقوق و الواجبات و يناضل هذا المعسكر منذ عقود لتجسيد هذه الفكرة واقعا حقيقيا على جزء من التراب التاريخي من ارض فلسطين التاريخية منسجما بذلك مع ما تقره به الشرعية الدولية و متوافقا مع الارادة العربية . 

المعسكر الاسلامي : لا يؤمن بقيام دولة فلسطينية و يرفض قيامها و يمانع ذلك و يؤمن ان الصراع قائم على اساس ديني و عقائدي و ليس سياسي - تاريخي كما لا يرى في فلسطين القضية المركزية و انما يرى فلسطين قضية من قضايا المسلمون حول العالم و يجب توظيفها لصالح ايجاد الدولة الاسلامية التي من واجبها العمل على تحرير فلسطين . 

و في اطار المنافسه بين المعسكرين الوطني و الاسلامي يرى المعسكر الوطني ان القضية الفلسطينية هي ام القضايا و مركزها و خلفها يجب توحيد كافة الجهود و الطاقات من اجل ايجاد حل عادل و شامل لها و ان التضحيات يجب ان تتوج بمكاسب وطنية ترتقي لها و ان النضال الفلسطيني ليس عبثي و بلا اهداف بل يجب ان يتوج بإقامة الدولة الفلسطينية و من هذا المنطلق يأتي اصرار المعسكر الوطني على بلوغ الهدف كي لا تكون تضحياتنا عبثية و بلا اثمان و مكاسب سياسية.

ردود فعل ساسة الاحتلال على الاعترافات الدولية . 

لم تكن مفاجئة تصريحات الساسة العبريون على الاعترافات الدولية و هي في غالبها مكررة و سبق ان عبروا بذات السياق عنها و تحديدا معسكر اليمين و لم أفاجئ من تصريح زعيم المعارضة يائير لابيد الذي رأي في هذه الاعترافات كارثة سياسة على دولة الاحتلال و لطالما رأيت في هذا الرجل انه السياسي الاكثر خطورة في دولة الاحتلال . و ان كل ساسة الدولة العبرية من كلا المعسكرين " اليمين و اليسار " يرفضون قيام دولة فلسطينية و ان ما يطرحون من حلول لا يتعدى فكرة انشاء اطار امني فلسطيني يتوافق مع مصالح هذه الدولة . 

و كما أن المشهد السياسي الفلسطيني يقوم على معسكرين رئيسيين فان المشهد السياسي في الدولة العبرية يقوم ايضا على معسكرين رئيسيين تبلورا بعد ان قتل احد المتطرفين اخر الاباء المؤسسين للدولة العبرية اسحاق رابين بعد توقيعه اتفاق اوسلو مع الفلسطينين حيث تشكل نتيجة لذلك معسكرين رئيسيين و هما : 

معسكر مجددي الحلم : و الذي يسعى الى تجديد الحلم الصهيوني بتجسيد فكرة ( اسرا×ئيل الكبرى ) من النيل الى الفرات و القضاء على الوجود الفلسطيني و العمل على منع اقامة اي كيانية وطنية فلسطينية على ارض فلسطين التاريخية و يتزعم هذا المعسكر قوى اليمين و اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو . 

معسكر البقاء : هذا المعسكر الذي يسعى الى الحفاظ على ما بناه و شيده أسلافهم المؤسسين للدولة العبرية الصهيونية و العمل على ضرورة ابقاء هذه الدولة ضمن الخاصرة العربية و الحفاظ على صورتها المتفوقة عن محيطها في كل المجالات و لكن دون حل نهائي للقضية الفلسطينية و انما اتفاقات امنية و بعض التسهيلات الاقتصادية و الحفاظ على حالة من الاستقرار السياسي و الامني و لهذا ينظر يائير لابيد بخطورة حول مسألة الاعترافات بالدولة الفلسطينية حيث انه يرى في سلوك معسكر المجددين للحلم انه عرض دولة الاحتلال لزلزال سياسي و قادها نحو حالة من العزلة الدولية . 

بين من يريدون البقاء و من يريدون التجديد . 

ان المعسكر المجدد للحلم قد اثبت فشله في احداث اختراق يقوده الى تنفيذ ما سعى اليه و لم يتبقى في يد هذا المعسكر سوى ورقة واحده من اوراق التي ربحها سابقا خلال سباقات التنافس مع تركيا و ايران الا و هي ورقة التطبيع .
هذه الورقة التي لا يزال زعيم معسكر المجددين بنيامين نتنياهو يتفاخر في امتلاكها رغم كل ما فعلته و تفعله دولة الاحتلال ما زالت هناك علاقات قائمة مع البعض في المحيط العربي .

التطبيع طريق مسدود .

ان التطبيع لن يصل الا الى طريق مسدود و لن يفضي الى حل او تسوية للقضية الفلسطينية لان الفكرة منه هو تجاوز القضية الفلسطينية و الوصول بدولة الاحتلال الى علاقات طبيعية مع المحيط العربي دون حقوق للشعب الفلسطيني و بين من يريد تجديد الحلم و من يريد البقاء يجب ان تسحب ورقة التطبيع من يد نتنياهو و يجب ان تسقط اتفاقيات التطبيع حيث فشل هذا المعسكر في تحقيق كافة الاهداف التي سعى مت اجل تحقيقها على مدار ١٨ عاما و لم يتبقى لديه سوى ورقة واحدة و هي التطبيع .

 الدولة الفلسطينية تجسد بارادة النضال . 

ان الدولة الفلسطينية لن تجسد بفعل اتفاقيات سياسية او تطبيعي علاقات مع الكيان بل تجسد بفعل ارادة النضال و استمرار الكفاح و مناهضة الاحتلال و بذلك تصبح الدولة الفلسطينية امرا واقعا لا مفر من القبول به . 

تدويل القضية  و عولمة النضال . 

لسنا في حاجة لان نطلق رصاصة واحدة تجاه الاحتلال بل ما نحن بحاجة له هو عولمة النضال و تدويل القضية و بناء شراكة مع كافة المجتمعات في العالم تفضي الى عزل دولة الاحتلال و تحويلها الى عبء على المنظومة الدولية.  
ان اللحظة التي تصبح بها دولة الاحتلال عبئا على المنظومة الدولية التي ترعاها هي تلك اللحظة التي ترضخ عندها دولة الاحتلال امام ارادة الشعب الفلسطيني و بين من يريد التجديد و من يريد البقاء يكون البقاء مقابل الاقرار بالحقوق الوطنية الكاملة للشعب العربي الفلسطيني بدولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة السيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية . 

مؤتمر حل الدولتين و القطبية العربية ..

ان مؤتمر حل الدولتين لا يجب ان يؤسس فقط لمسار يفضي الى تجسيد الدولة الفلسطينية فقط بل عليه ان يتجاوز ذلك الى بناء جبهة عربية موحدة تتغلب على تحديات الواقع التي افرزتها المرحلة السابقة و يقع على عاتق هذه الجبهة او القطبية العربية التي اثبتت بقدرتها على عقد المؤتمر استقلال ارادتها السياسية العمل على : 

- تعزيز مفهوم الدولة الوطنية في كافة الاقطار العربية .
- الحفاظ على وحدة الاقطار العربية سياسيا و جغرافيا . 
- استنهاض الدول و مساعدتها في العبور نحو الاستقرار و اعادة اعمار الدول العربية التي تعرضت لموجات الربيع العربي . 
- دعم القضية الفلسطينية و تمكين المنظومة الوطنية من دورها في الايفاء بالتزاماتها الوطنية.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...