سيادة الرئيس هل لك ان تقول "لا كبيرة" لتعيين توني بلير حاكما لغزة؟؟

الكاتب: المحامي صلاح علي موسى
لن يفرض العالم على شعبنا وقيادته وفصائله اي مشروع ما لم يجدوا طرفا فلسطينيا يقول نعم ، رغم ضعفنا ورغم المقتله التي يتعرض لها شعبنا ورغم الحصار المالي ورغم اعتداءات المستوطنين ومصادرة الاراضي والتضييق والتهديد والملاحقة، فكل ذلك جزء من حسم المعركة فكما يخوضون حربا ضد الوجود الفردي والجماعي في غزة، فان ما يجري في الضفة وما تتعرض له السلطة جزء من مشروع اعلان الاستسلام والتسليم بانهاء قضيتنا الوطنية برمتها .
العرب لن يبادروا الى اي خطوة مع المشروع الامريكي ما لم يجدوا طرفا فلسطينيا يوافق عليه، السلطة هي المستهدفة فان وافقت فان المشروعية السياسية تكون قد توفرت والهزيمة قد تحققت بالمفهوم السياسي.
رفض الرئيس اي تنازل في موضوع اللجنة الادارية وصمم الرئيس على ربط عملها بالحكومة حتى تكون جزء اصيل من مكونات البنية السياسية الفلسطينية، وهذا ما اكد عليه الرئيس قبل ايام امام الامم المتحدة، فان وافق الرئيس والفصائل على القبول بالخطة الامريكية المقترحة والتي تنصب توني بلير حاكما لغزة، فانها نهاية النهايات للقضية وبداية نجاح مشروع التصفية بل هو التصفية بحد ذاته.
الاعلام الاسرائيلي سرب وبشكل رسمي ان الخطة الامريكية هي من صياغة رون دريمر وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال وانه قد تم التوافق مع الادارة الامريكية عليها ومع بلير وكوشنير، اذن اللعبة مكشوفة والمواجهة الدبلوماسية والسياسية على المحك.
الضغوط الكبيرة على الرئيس برزت في مسارات خطابه الاخير، حتى الدبوس الذي كان يرتديه لم يسلم من الهجوم الاسرائيلي ،مع ذلك هناك موقف عربي واضح واسلامي اوضح وعالمي مساند لقضيتنا ومعاناة شعبنا وبالتالي فان الجميع يقول نوافق على ما يوافق عليه الفلسطينين.
المسئولية التاريخية تقع على الرئيس دون غيره وتستلزم منه رفض المشروع الامريكي بتعيين توني بلير والتوجه نحو التمسك بالتمثيل الفلسطيني والادارة الفلسطينية لقطاع غزة، التمسك بقرار القمة العربية الاسلامية على الاقل والمتمثل بلجنة ادارية تحت اشراف الحكومة الفلسطينية.
حان الوقت للتصالح مع المكونات الفلسطينية الداخلية مع تيار الاخ محمد دحلان لما يملك من تأثير على السياسة المصرية والاماراتية وكذلك اعادة اللحمة مع الاخوة من انصار مروان البرغوثي لما للاخ مروان من رمزية وطنية ومكانة رمزية واعادة توحيد الجهود مع الغاضبين او ممن اختلفوا او يختلفون مع القيادة السياسية حتى يتبلور موقف فلسطيني داخلي متين سواء الاخوة امثال مصطفى البرغوثي وناصر القدوة وغيرهم. ليس المطلوب مصالحة مع حماس لان امريكا واسرائيل لن تسمحا بذلك ولكن يمكن ان يكون لموقف الحركة دافعا لتجاوز المرحلة. المطلوب الان ان نساند الرئيس في قول "لا كبيرة" ، فلماذا لا تقوم الحكومة بتشكيل اللجنة الادارية بالتعاون مع الدول العربية والاسلامية وتبني تركيبتها والاعلان عن اسماء اعضائها بل والذهاب المجلس الامن لاتخاذ قرار بشانها.
قد تشكل الاعلان عن تشكيل اللجنة الادارية خطوة اعتراضية على الخطة الامريكية الاسرائلية . رفض تعيين بلير ليس امرا يخص جهة دون اخرى او فصيل دون اخر او شخصية دون اخرى او موقف فلسطيني رسمي دون فصائلي، هو رفض لتصفية المشروع الوطني، فان قبل اي طرف فلسطيني بذلك نكون قد وافقنا عل انهاء القضية بقرار فلسطيني، واننا على يقين ان الرئيس لن يتنازل عن هذا الامر ولن يوافق عليه.
ان مر تعيين بلير فان امريكا قد تقوم لاحقا باتخاذ قرار شبيه بالضفة وتنشا الية للوصاية كما قطاع غزة و/او ستقول طالما النموذج نجح في قطاع غزة لماذا لا نوسع صلاحيات بلير للضفة وبذلك نكون امام وصاية دولية لن تنتهي لانها انشأت بقرار من مجلس الامن.
لا يهم الاختلاف او الاتفاق مع سياسات الرئيس، ما يهمنا ان نتوحد على موقف واحد تجاه هذا المشروع بان ندعم موقف الرئيس برفض تعيين بلير وبالتالي رفض ان يتحول المشروع الامريكي الى قرار في مجلس الامن.فالمتوقع والمؤكد ان الرئيس سيقول لا كبيرة لتعيين بلير، والمبادرة بالتعاون مع العرب وتحالف اقامة الدولة باعلان اسماء اللجنة الادارية وفقا لقرارات القمة العربية والاسلامية التي عقد في الدوحة مؤخرا.وعدم منح اي طرف دولي الحق بتصفية القضية بموافقة فلسطينية.