الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:35 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:53 PM
العشاء 6:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

معيقات الاتصال الحديثة في 12 نقطة!

الكاتب: بكر أبوبكر

في عالم أصبحت به الآلة تمثل اليد الثالثة من أيدي الشخص تختلف كثير من المعطيات ومنها آليات التواصل والاتصال والعلاقات بين الناس حيث قفزت المعيقات من تلك التقليدية المتمثلة بإدارة الوجوه أو التظاهر بالانشغال أو عدم الاستماع أو السرَحان الى إضافة عوامل جديدة تراكبت لتجعل من سوء التواصل هو الأصل، وقلة الوعي هو المحبط بالتواصل حين التجاذب هذا لو حدث تواصل بين روايات وأفكار وأقاويل ودردشات (CHATS)لا دليل عليها. أو التعاطي مع مفاهيم شعبوية مردومة من زمن بعيد عادت للظهور حديثًا في ثوب وسائط (وسائل) التواصل الاجتماعي لتمثل قيمة عظمى لدى مدمني الوسائط ولتمثل مرجعية فكرية أثيرة ومعتمدة لديهم! بغض النظر عن صحتها من عدمه فهي تتلحّف برداء المغنّي الفاسق فلان أو الشيخ فلان أو القائد فلان أو المؤثر الزاني فلان... وكلهم عند الشخص بذات القيمة تلك النابعة من فوضى المشاعر وتفجر العواطف الجياشة والرغبات الاستهلاكية حتى بالفكر والثقافة والدين والذوق على حساب الفكر المستقيم والمعنى وقدرة التنخيل وثبات المرجعية.

إن استخدام وسائط التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي في عالم اليوم ضرورة ولم يعد الاستغناء عنه ممكنًا، لذلك فإن استخدامه بعلم وثقة ورويّة وبحكمة وبرغبة التعلم الدائم والتأثير بالآخرين وجذبهم وتنويرهم يمثل حقيقة المستخدِم الفعّال وليس المستخدم العابث أوالمردوم تحت ثقل تضييع وقته ووقت الآخرين (أنظر المصطلح: والله بضيّع وقتي!؟) بلا أي معنى وبما يحقق انتشار التفاهة والمرض والسقم.

في عالم ما بعد وسائط التواصل الاجتماعي وظهور الذكاء (أو الاستغباء) الالكتروني وفي ظل وسائط التواصل (التبعثر) الالكتروني يجب على الانسان المؤمن بقيمته وبجلال ما أعطاه إياه الله سبحانه وتعالى أي العقل وهِبَة التفكّر أن يجتهد كثيرًا ليخرج من ضائقة العصر اليوم بأدوات يبتكرها ليتعامل مع كل الأدوات الالكترونية من جهة، والفصل فيما تنتجه والتدقيق والتصنيف والمراجعة والتنخيل والتوثّق الدائم، فلا يركن قط لأي خبر أو فكرة إن لم تخضع لتشكّك وتثبّت والا ظلّ أسير الغباء الذي هو مَن يسقطه على نفسه لسوء تعامله مع الآلة الطبيعية الأصل التي خلقها الله فيه.

إن المعيقات قد تسبب انقطاع التواصل أو سوئه أو فشله وهي من أبرز متغيرات المستجدات في الفضاء الالكتروني على الشابكة (INTERNET ) وفيما هو يحيط برأس المرء.

عوائق التواصل هي أي شيء داخل مؤسستك أو داخل الجماعة (أوالتنظيم، المؤسسة،...) أو بين الأفراد يمنعهم من تلقي الرسائل المتبادلة والأفكار والمعلومات أو فهمها بين بعضهم البعض. ويمكن لهذه العوائق أيضًا أن تمنع إرسال الرسائل بفعالية أو تأثير، مما يُسبب انقطاعًا في التواصل بين الأشخاص وداخل أي جماعة او منظمة.

إن من أهم حواجز التواصل وسوء التواصل عامة هي الحواجز العاطفية والحواجز النفسية والحواجز المادية والحواجز اللغوية فالأولى تتعرض للإعاقة بسبب سوء الفهم حين تجييش العواطف، والثانية حين تثور الأنفس أو تتخذ موقفًا مسبقًا، والثالثة لسبب الأدوات المستخدمة بسوء استخدامها افراطًا او تفريطًا، والرابعة لاختلاف اللغات أو اللهجات أو طريقة فهم لغة الجسد.
ومع ذلك من الممكن أن نشير بشكل إضافي لبعض هذه العوائق الجديدة كالتالي:

1-ضعف الاستخدام للأدوات: إن ضعف الاستخدام لأدوات التواصل الالكترونية قد يسيء للتواصل والفهم حين يكون شخص قد قَصَد شيئًا وفهمه الآخر بشكل آخر، لسوء قدرته على فهم مدلولات أو إشارات الوسيلة الوسيطة.

2-الافراط في استخدام وسائط التواصل: قد يكون الافراط في عملية التمرير (SCROLLING) والتصفح للوسائط سببًا في نقص الانتباه وتضييع الوقت وفرار الحقيقة بين أكوام المعلومات الرثّة الكثيفة والمتواصلة التي تجتاح الدماغ فتجعله عفِنًا (BRAIN ROT)، وتقيم بذلك حائطًا بين العقل والفهم، فمتى تكرّر تصفح الوسائط لساعات طويلة وخاصة المرئيات (فديو) ضاع الوقت، وكثرت الاسقاطات وامتلأ الدماغ بالتفاهات، وسقطت المرجعيات ومنهجية التدقيق والتحقق والتنخيل، ولم يعلق بالدماغ بالختام الا الضئيل (3 من مجموعة أكثر من ألف حالة تمرير-كما تشير الدراسات) المثير للحواس لا للعقل الذي قد ترك خلف الباب.

3-ظنون العظمة: قد تعطي الوسائط الالكترونية رسائلًا مشوشة أو مشوهة، وقد تعطي انطباعًا عن الشخص لا يمثله! لاسيما متى ما كانت مواده المنشورة (POSTS) سطحية، أومفتقرة الى مصدر موثوق-وهو الغالب، أو حين يجعل الشخص من نفسه كأنه الإمام أبوحامد الغزالي أو الإمام أبوحنيفة أو الإمام محمد عبده أو الإمام ابن عاشور بالفهم الديني والفكري المستنير، أو حين يأخذ مقعد العالم البرفسور علي نايفة أومجدي يعقوب...الخ، أو حين يتحدث كأنه هو! أو حين يتنفس هواء المفكر محمد عابد الجابري أو د.محمد عمارة أود.علي شريعتي أو خالد الحسن أو إدوارد سعيد أو صائب عريقات أو صخر حبش متحدثًا كأنه المفكر الكبير. أو حين يفترض ببضعة كلمات مسجوعة أنه شاعر الأمة فلا يجاريه لا حافظ إبراهيم ولا إبراهيم طوقان أو معين بسيسو! ولا أبوسلمى ولامحمود درويش ولا نزار قباني ولا ربحي محمود، ولا الشاعر أبونجد وهكذا!

4-وسائط التواصل بديل الثقافة: البعض يحزم أمره ويجعل من الوسائط مرجعيته يقول لك: لقد شاهدت الموضوع على تطبيق "تُكتك"، او انستغرام او فيسبوك أو اكس! وكأنه يقول له بثقة لقد قرأته في الموسوعة الفلانية أو الكتاب الذهبي الفلاني! بمعنى أنه جعل الوسيلة مرجعًا، وما هي الا ناقل كما حال الجريدة سابقًا، وغالبا هي ناقل للكثير من الغث والضئيل من السمين والثمين.

5-المعلومة المجزوءة على حساب التدقيق: وهي من أصعب معيقات التواصل حين يحاجِجُك شخص بمعلومة أو بيانات أو نُقولات محددة منشورة بالمكان الفلاني لأنها كذلك فهي صادقة ولا ثقة بالحقيقة لا بالمصدر ولا بالناقل، وإن كان من ثقة فلا تدقيق بمدى حقيقة المطروح لاسيما وكثرة التزوير عبر التزييف العادي والعميق. فمتى ما انتشرت المعلومة فلا أمل أن تصحّحها بسهولة خاصة وفن التزوير والتزييف والاجتزاء الذي يملاً الشابكة بلا هوادة (كثير منه تابع لجدول أعمال خارجي خاصة بحالتنا الفلسطينية).

6-الصوت ونقل الفكرة: كلنا يعلم أهمية الصوت في العلاقات الشخصية، (رخيم، ودود، صاخب، دافئ بارد...) وهو عند انتفائه في تواصلات النصوص (TEXT) يصبح من الصعب فهم المقصد مهما استخدم الشخص تلك العلامات المضحكة المختلفة أو الرسومات المختلفة فيقع سوء الفهم.

7-لغة الجسد: وهي ما تمثل بالحقيقة الجزء الأكبر بالتواصل البشري (حيث قالت الدراسات أن الاتصال والتفاعل يكون بالمضمون بنسبة 7% و38% بالصوت و55% بلغة الجسد المصاحِبة) ، 93% فكيف ستحقق الفهم الصحيح وهي مفقودة حتى لو كان التواصل مرئيًا عبر القمرة (الكاميرا) فلا بديل عن ذاك المتمثل بالمواجهة المباشرة.

8-سوء الأدب وسوء التواصل: قد تبرز المعيقات أيضًا حين يتخفى الأشخاص خلف حائط الوسيط أو الوسيلة فيتكلمون بطرق فجّة أو خشنة تفتقد القيم ومنها الأدب والصرامة وحسن اختيار اللفظ والاحترام والنزاهة وحفظ كرامة الناس التي يجب أن تكون الأساس وهو ما يفتقده كثير من الناس على الوسائط فيتكلمون بما يسمونه عبثًا (نتكلم براحتنا!)، فيسيئون كثيرًا سواء بقصد أو بهبل.

9-المقارنات والغيرة: أثار استخدام وسائط التواصل الكوامن السلبية عند فارغي العقول والإمّعات من مستخدمي الشابكة (انترنت) فحيث تجد المنشورات الكثيفة التي تعبر بغير صدق عن طبيعة حياة شخص خاصة من المشاهير، أو الجار بالحي مثلًا أو من العائلة/القبيلة/البلد، أو المدرسة او محيط العمل فإن إثارة كوامن الغيرة والحسد والحقد، وبالمقارنات تحقق حاجزًا بين الشخص وواقعه من جهة، وبينه وبين الشخص ذاته إن كان على صلة به فيفقد الاحساس بين الافتراضي والواقعي، أو بين الحقيقة والمأمول.

10-التعصب وفقاعة المعلومات وقوقعة الأمعية: من عوائق الاتصال عامة وحديثًا عبر وسائط التواصل هو خوارزميات الوسائل هذه التي تفلتر وتصفّي لك ما تريد فتكثف مما تحبه فيما هو "فقاعة المعلومات" التي تخصك وتمنع عنك عمدًا الرأي الآخر أو المضمون المختلف فتزيد لدى الإمّعات وفارغي العقول والعابثين مستوى التحيز الأعمى، والتعصب للرأي والتشدد أو مستوى التحنط والقوقعة الذاتية فنفقد الانسان ذو العقل النقدي أو العقل الحر.

11-الانصات: نعم إن قاعدة الاستماع الفعال أو الحسن او الانصات في ظل الوسائط قد حزمت أمرها وغادرت البلاد الى غير رجعة! ؟ فكيف لك أن تتفاهم مع صديقك أو زوجك أو أمك أو ابنك او مسؤولك وكل منكما مشغول بجوّاله لا يلتفت اليك بعينيه الا قليلًا! وكيف سيكون لك أن تفعّل قاعدة الاتصالات الاولى أي رسالة بانتظار الاستجابة، ولا رسالة تخرج منك الا وتعود كما خرجت! فأصبح الانشغال الخلّبي بالآلات يشكل حاجزًا بطول عمارات نيويورك الشاهقة.

12-الحواجز الفكرية والثقافية: في ظل أن وسائط التواصل الاجتماعي أصبحت مثل المقهى قديمًا، يدخله كل الناس (كل من هبّ ودب، وركب الإردب) بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية أو المنهجية أو الملتزمة بالقيم، او مستوى الوعي عندهم ويتحدثون المهم أن يثيروا الانتباه ويصبحون مؤثرين! فلقد سقطت الحدود في ظل كميّة الاعجابات التي تتأسس على المثير والغريب والشاذ والتافه، والذي يخاطب الغرائز أو الاحلام أو الأمنيات أو مستغلًا العاطفة الدينية أو الوطنية أو القبلية أو الطائفية ...الخ. وهنا يصبح تواصل الواعي والمثقف مع المؤثر (INFLUENCER)-تسمية لا تليق بالكثيرين- لمصلحة الثاني على الأول!

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...