الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:48 AM
الظهر 11:25 AM
العصر 2:18 PM
المغرب 4:43 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إسرائيل وكابوس المخيم

الكاتب: رأي مسار

من وراء ظهر الصخب المرتفع الذي رافق حرب الإبادة على غزة، قامت إسرائيل بحربٍ موازيةٍ ومتزامنةٍ وإن كانت أقل دماراً ودماً، إلا إنها لا تختلف في الهدف ومركزها الثاني، الضفة والمخيم بوجهٍ خاص.

دمرت إسرائيل وهجرت ثلاث مخيمات في شمال الضفة، ومؤخراً قصفت مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، وقبل ذلك وعلى مدى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طويل الأمد، حاربت المخيم الفلسطيني، في كل مكانٍ تواجد فيه، حتى "المخيم" الذي أُقيم في حمام الشط في تونس لم ينج من القصف والقتل والتدمير.

إسرائيل تحارب المخيم ظنّاً منها أنها ستلغي قضية اللجوء التي تقضّ مضاجعها لعدم قدرتها على إنهاءها لصالحها، غير أن الواقع بمعطياته الصارخة يقول إن المخيم الذي دُمّر عدة مرات ظل أحد عناوين النكبة التي صنعتها إسرائيل وداعموها ضد الشعب الفلسطيني، وحقه في الوطن والحياة والحرية.

في شمال الضفة تعرضت ثلاث مخيماتٍ للتدمير وتغيير المعالم وتهجير السكان، وهذا ما اعتبرته مؤسسات ومنابر حقوق الإنسان، شكلاً من أشكال التطهير العرقي الذي يوجب محاكمة إسرائيل عليه، بل إنها حددت أسماء العسكريين والسياسيين الذين قاموا بالحرب على المخيمات رغم أنها عزلاء من السلاح.

إن تدمير مخيمٍ وتهجير أهله، يُثبت منذ أول مذبحةٍ حتى آخر مذبحة استحالة تصفية المخيم وما يعنيه وما يرمز إليه، لأن المخيم كعنوانٍ للجوء القسري الذي فُرض على الشعب الفلسطيني، ليس مجرد كوخٍ وشارعٍ ضيّق، ومستوى حياةٍ دون الحد الأدنى، بل هو مدرسةٌ أنتجت أطباء ومهندسين وعلماء في كل المجالات، دون أن يفارق سكانه اليقين بأنهم يعيشون حالةً مؤقتة، وأن العودة إلى الوطن وعودة الوطن إليهم مسألة وقتٍ ليس إلا.

إن المخيم ومهما فعلت إسرائيل به سيظل عنواناً صارخاً لجريمة العصر، ولن يزول لا هو ولا مغزاه إلا بزوال كل آثار الجريمة باستمتاع أهل المخيم من جديد بوطنهم وحريتهم واستقلال دولتهم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...