الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:49 AM
الظهر 11:26 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مبادرة ترمب.. وعامل الوقت والتسريبات

الكاتب: رأي المسار

وافق العالم بما في ذلك طرفا الحرب على غزة والوسطاء، على مبادرة الرئيس ترمب، وبفعل سريان وقف إطلاق النار في أيامها الأولى، انفتحت نافذة أمل على إنهاء الحرب، وانتظام دخول المساعدات ومضاعفة كمياتها، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية والشروع في إعادة الإعمار مع انسحابٍ إسرائيليٍ شاملٍ من قطاع غزة.

إسرائيل وافقت على مضض، نظراً لبتر أجندتها قبل أن تحقق النصر المطلق الذي تعهد به نتنياهو، وحماس وافقت بفعل احتلال إسرائيل لثلاثة أرباع القطاع، وتواصل القتل الجماعي والمجاعة، والتدمير المنهجي لما بقي من غزة.

والوسطاء من جانبهم وجدوا في مبادرة ترمب ما يشجع على إغلاق ملف غزة، على تسويةٍ تنهي الحرب، وتغلق الباب أمام خطر التهجير، وفصل قطاع غزة عن الضفة، مع إشاراتها إلى معالجة الوضع في الشرق الأوسط نحو تسويةٍ تراعي حقوق الفلسطينيين وإمكانيات فتح مسارٍ لإقامة دولتهم.

نجاح مبادرة ترمب ارتبط بالشروع الفوري في إنهاء المرحلة الأولى، والانتقال الفوري للمرحلة الثانية، غير أن ذلك لم يتحقق ليس لأسبابٍ فنية أو بفعل حكاية الجثث التي أصرّت إسرائيل مدعومةً من أمريكا على الحصول عليها جميعاً كشرطٍ للانتقال إلى المرحلة الثانية، وحتى لم تم تسليم جميع الجثث، فإن المرحلة الثانية ستكون خاضعةً لتفاوضٍ صعبٍ ومعقد.

وحسب الطريقة الإسرائيلية في التعامل مع التسويات، فإنها تتم تحت الضغط العسكري وهذا ما اتضح نموذجه في لبنان، ويما يُمارس حالياً في غزة، حيث القتل الانتقائي والتضييق على المعابر، وهذا حوّل المرحلة الأولى إلى مجرد خفضٍ لمستوى القتل والتدمير، بما يقيد إمكانيات تطبيق المرحلة الثانية وفق ما فهمها العالم والوسطاء.

لقد مرّ وقتٌ طويلٌ على توقيع وثيقة شرم الشيخ، حدث فيه تربصٌ إسرائيلي انتظاراً لذريعةٍ تستخدمها لاستئناف الحرب، وقد قتلت فيها مئات الغزيين، إضافةً إلى توسيع رقعة سيطرتها ولو على نحوٍ بطيءٍ ومحدد، واستمرار إغلاقها المنافذ وهذا كله أنذر بتآكل مبادرة ترمب وتقريب احتمالات انهيارهاـ ليس ذلك فقط بل بدأت تظهر تسريباتٌ أمريكيةٌ وأوروبية تتحدث عن تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، بحيث تصبح مناطق السيطرة الإسرائيلية مهيأة لإعادة إعمارها، أمّا مناطق سيطرة حماس فتظل على حالها مع تهيئة فرصٍ للنزوح منها لمن يرغبون في الحياة، والمنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل يقترح تسميتها بالخضراء.

ومثلما وفّر عامل الوقت من احتمالاتٍ لاستئناف الحرب، وإلغاء المراحل التالية، أو تحويلها إلى ترتيباتٍ مجتزأة توفر لإسرائيل إمكانية البقاء لأطول فترةٍ تحتاجها على أرض غزة.

الوسيط المصري وعلى لسان وزير الخارجية بدر عبد العاطي، استشعر خطراً جدياً من خلال إهدار الوقت وتأخير وصول قوة الاستقرار التي لم تتشكل أصلاً حتى الآن، وذلك يوفر مزايا تحتاجها إسرائيل لتحقيق أهدافها كما تقول سلماً أو حرباً ، وما فعلته بالعالقين في الأنفاق الواقعة تحت سيطرتها وما تفعله من قصفٍ انتقائيٍ لأهدافٍ فيما يوصف بمنطقة سيطرة حماس، وحتى في بعض مناطق سيطرتها، لهو الدليل العملي على أن النص الذي شجع العالم والعرب والفلسطينيين على النظر بإيجابيةٍ لمبادرة ترمب صار مع الوقت يتآكل على نحوٍ خطير، ما يمكن إسرائيل من استعادة زمام المبادرة متحررةً من قيود ترمب التي قيّدت حركتها ولو نسبياً في الأيام الأولى للمبادرة، وهذا ما ينبغي أن يبحثه الوسطاء بصورةٍ عاجلة مع الرئيس ترمب.

التباطؤ في الانتقال إلى المرحلة الثانية وكثافة التسريبات حول مستقبل غزة، تكفي ليس لتجويف مبادرة ترمب، بل بتحويلها إلى عكس ما أُريد منها أو ما عُلّق عليها من آمال.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...