نتنياهو يحضّر للجبهة الثامنة
الكاتب: رأي المسار
اعتاد بنيامين نتنياهو على وصف حربه التي لم تحسم بحرب الجبهات السبعة، ورغم الدخول الأمريكي المباشر بتأسيس قاعدة كريات غات، للإشراف على تنفيذ مبادرة الرئيس ترمب، ورغم موافقته عليها، إلا أنه أوجد مساحاتٍ لممارسة حربٍ انتقائية معتمداً على التفهم الأمريكي للذرائع التي يستخدمها لتبرير هذه الحرب.
على الجبهة الغزية فالذرائع متوفرة ببقاء جثث لم تسلم، وكذلك ادعاء الاقتراب من الخط الأصفر، مع استعارة الذريعة اللبنانية وسحبها على غزة، أي أن حماس مثل حزب الله تعمل على استعادة قوتها، لذا فإن غزة كلها مستهدفة تحت هذه الذريعة.
الحرب الراهنة انتقائية الأهداف لم تعد تكفي نتنياهو لتوفير مخارج من أزماته الخاصة، حيث المحاكمة اليومية والأزمات الي لا حل لها، كأزمة تجنيد الحريديم، وأزمة الموازنة، والأزمة بين وزير الحرب كاتس وقائد الجيش زامير، والتي سيعقد نتنياهو اجتماعاً ثلاثياً لحلها، وكذلك أزمة القضاء المستمرة والمتعمقة، وأزمة الاختلاف العميق حول لجنة التحقيق فيما حدث في السابع من أكتوبر 2023، إذ شكّل لجنةً يعترض عليها الجمهور وتضم وزراء من ائتلافه، كبديلٍ عن لجنةٍ رسميةٍ يريدها الجمهور ويتظاهر كل يومٍ من أجل تشكيلها.
حالة نتنياهو بقاءً في الموقع أو مغادرةً، ارتبطت بهذه الأزمات جميعاً ومن أجل إبعاد الإطاحة به جرّائها بدأ التحضير للجبهة الثامنة، حيث إشعال الوضع في النقب الذي عرف لأول مرةٍ المكعبات الاسمنتية التي تذكر بالحالة في الضفة وغزة، وكذلك تلميحه الأوضح من التصريح حول حربه على التمثيل العربي في الكنيست، من خلال تلويحه بحظر القائمة الموحدة، أي اعتبارها جهةً خارجةً عن القانون، ما يمنع مشاركتها في الانتخابات إن لم يكن هذه المرة بحكم تعقيد الإجراءات فيكفيه إشاعة التوتر والقلق على مستوى الوسط العربي كله، لعله يعزز بذلك فرصه الانتخابية.
حرب الجبهات السبعة التي لم تحسم وفق وعوده، تجعل التحضير للجبهة الثامنة ملاذه الأخير للإفلات من مقصلة الأزمات الداخلية.
في الماضي كان تصدير الأزمات يتم بتصعيد الحرب على الفلسطينيين، أمّا الآن فها هو يصدّر أزماته إلى داخل إسرائيل بما يصدق عليها تسمية الجبهة الثامنة، ووفق احتياجات نتنياهو وائتلافه، فلا ضمانات من تاسعةٍ وعاشرة.

