الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:54 AM
الظهر 12:40 PM
العصر 4:20 PM
المغرب 7:53 PM
العشاء 9:25 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تحليل سيكولوجي لخطاب الزعيم الليبي

الكاتب: حسام شحادة

رايه نيوز: بإنتهاء الحرف الأخير من خطاب العقيد مُعمر القذافي، شعرت بأنه من الضروري أن يهزني أحد ما كي أفيق من الصدمات المتتالية التي وجهها القذافي للأمة العربية قبل الليبية، فإستخدامه للألفاظ البذيئة، والتهديد، والوعيد، وأيضاً ظهور التحولات النفسية في الأنوات المتغيرة والمتضاربة كأستخدامه للفظة الأخوة، الأبوة، القائد الأممي، وأيضاً لفظة الأنا المتكررة والمتعاظمة وإستدراكه النفسي الواضح بإتباعها بضمير " نحن"، ندرك ببساطة أننا أمام نموذج نفسي فريد من نوعه، يستحق الدارسة والتحليل.

ولفهم هذا الخطاب لابد من التعرف على بعض النقاط الجوهرية التي تشكل لُب القذافية في ليبيا، حيث استطاع النظام الليبي خلال العقود المنصرمة من ممارسة الإستحواذ على عقول الجماهير وإقناعهم بأحلام وتهيؤات شخصية ودفعهم للدخول معه في خيالات وأحلام وتهيؤات محبطة على المدى الطويل. فالمراقب لممارسات القيادة الليبية يُدرك ببساطة بارانوية وسيكوباثية شخصية العقيد معمر القذافي. وإن اختلف البعض في هذا التوصيف النفسي ، فمن المؤكد أنه سيتفق كل ذي خبرة في التحليل النفسي بتلك الأنوات التي مثلها القذافي خلال مسيرته ومدى الشحنة النفسية النرجسية المتعاظمة التي تملكته، فأناه تتحرك دائماً في مسارات متناقضة ضد الواقع تبحث عن اللذة الشخصية بغض النظر عن الآخر وما يحمله من توجهات ومشاعر وأحاسيس، فأناه تصنع لها حيزاً ذاتياً خالصاً من الأحلام والتخيلات والأفكار اللاعقلانية، وتحاول هذه الأنا استخدام مجموع الأنوات الآخرى ممثله بحانبيها المادي والمعنوي في نقل تخيلاتها وأوهامها وأفكارها المتطرفة إلى العالم الخارجي.

ومن خلال هذا المدخل يمكننا الولوج إلى تحليل خطاب الزعيم الليبي بثقة أكبر، فالأساليب النفسية المستخدمة، ودلالات اللغة الجسدية المرافقة، هدفت بالدرجة الأولى إلى تحقيق غرض التضليل، التخويف، والترهيب، حيث أن الألفاظ البذيئة المُستخدمة لتوصيف جموع المتظاهرين تشير إلى فكرة للقتل من خلال نزع صفة الحماية الإجتماعية عنهم، فالخونة والمأجورين على حد قوله توصيف تبريري لما قد يُقدم عليه النظام الليبي لاحقاً. كما استُخدمت ألفاظ تخويفية وترهيبية بقصد إرباك المتظاهرين وإفزاعهم وتوجيه تفكيرهم المنصب حالياً على التجمع والتمسك بحقوقهم إلى حيز الإرباك وإثارة البلبلة بين صفوفهم، فمن المعروف أن الحشود الجماهيرية عرضة للإشاعة أكثر من غيرها فهو يُحفز تفكير البعض على استحضار صور عقلية لعذابات ومآسٍ قبل أن تحدث وبالتالي بث الرعب في قلوبهم وتخويفهم، ومن أهم الدلالات النفسية للخطاب ظهور حالة الخوف المتضخم عند الزعيم الليبي وقلقه الشديد على صورته الذاتية من الإنحطاط، فهو قام عبر خطابه بعملية تحويل الطاقة النفسية السلبية المتمثلة في خوفه وقلقه على مملكته التي إرتبطت إرتباطاً وثيقاً بنزعاته النفسية المرضية المتمثلة في قدسية مشروعه الذاتي ونرجسيته وفرعونيته الحديثة، حيث أن مجمل الأحداث الحالية الجارية في ليبيا تمثل تهديداً قوياً لبنية الصورة الذاتية للزعيم الليبي وتحط من قدرها وتهزها مُشَكِلَةَ بذلك ضغطاً نفسياً هائلاً على شخصيته، فالإنسان قبل البدء في الإنكسار أو عند دخوله فيه يبدأ في تطوير آليات دفاع مرضية للتخفيف من حدة التوتر النفسي الداخلي من خلال طرد الطاقة السلبية وإسقاط مكنون الذات السلبي على الآخرين. أما عن تطرق الزعيم الليبي إلى مساندة القوى الخارجية في تنظيف ليبيا على حد قوله ، فهى إشارة نفسية واضحة إلى التفليس النفسي والحصار الداخلي الذي يعيشه فعلياً، وقد يأتي التلويح بهذه الورقة بقصد طمأنة نفسه وإخماد نار القلق المشتعلة بداخله إزاء الأحداث المتلاحقة. وإجمالي القول أن الخطاب من الناحية النفسية ما هو إلا مجموعة من التحولات النفسية الذاتية للدفاع عن نرجسية شخصية الزعيم الليبي وسيكوباثيتها، وتفردها ونزوعها المرضي نحو السلطة المطلقة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...