الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:59 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:07 PM
المغرب 6:54 PM
العشاء 8:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خطأ مطبعي ..!!

الكاتب: أكرم الصوراني

رايه نيوز: مع اشتداد الألم في مؤخرة عقلي ، قررت هذه المرّة ألا أكتب عن المأساة ذات الثلاثة فصول ، ولا عن الشأن الفلسطيني العـام .. كما لن أكتب عن "حكومة غزّة" و"حكومة رام الله" ، ولا عن "حكومة جباليا البدائية" ، و"حكومة الخليل الالكترونية" ومسوغات الوحدة الوطنية ، لصعوبة تحقيقها وعدم نضوجها في المرحلة الراهنـة ..!
ولن أكتب فيما سأكتب عن فخامة "رئيس الكشّافة" ، ومعالي "رئيس وزراء المخيّم" ، ولا عن تجربة الحاج أمين و"حكومة عموم فلسطين" ، وأوضاع اللاجئين ، وحركة البضائع والمسافرين عشية "انتفاضة المعابر"..!
كما لن أحكي قصّة "بُؤس الشرعيّة" ، والتقاط الصور التذكارية لحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني في إطار سيكولوجيا اللعب الدولي على كيفية التعاطي مع "شعب غـزّة" الأوّل عالمياً في مجال النَّكح والتّناسُل ..!
كذلك لن أتناول تحليل (وثيقة تصورات إسرائيل) ، والحديث عن سيناريو "سيناء الفلسطيني ، والخيار الأردني ، وخطة أم الفحم أولاً ..!؟" .
كما لن أكتب عن حرّية الرأي والتعبير ، وعابر سرير ، ولا عن "فيروس الحريم" ، وامرأة من طابقين ، وحظر استخدام النساء لشفاطة "البيبسي كولا" ، لما تنطوي عليه تلك الممارسة من إيحاءات وإيماءات تتنافى مع عادات وتقاليد شعبنا ، خصوصاً ونحن على شفا حفرة من الخيبة بالعودة ، والتحرير ..!
كما لن أكتب عن تنظيم المثلث والقاعدة ، وتسجيلات الفيديو كليب لأيمن الظواهري ، و"فتوحات" طالبان ، واقتصاد الأفيون ، ومصير المُلاّ عمر ، ومستقبل الخريجين وازدحام سوق البطالة بالعمل ..!
ولن أكتب عن "إقالة دايتون" ودوافع تعيين مايكل مولر ، وأسباب تأخر نوّاب المجلس التشريعي في تقديم استقالاتهم احتجاجاً على تعطيل البلد و"الدستور" ..! كما ولن أتناول الحديث حول (قانون أملاك الغائبين) ، وأوجه الشبه والاختراق بين شبكة جوّال ، وشبكة المنظمات الأهلية ومفهوم المُباطنة ، والمواطنة ، وسيادة القانون ..!
بمعنى آخر لن أكتب عن ندوات الجزيرة حول الأقصى في خطر ، والشيخ والبحر ، وجمهورية الموز ، وغـزّة في قشرة جـوز ..!
ولن أتطرق إلى الدور الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية في تعزيز قيم الخرافة ، ولا إلى الفرق بين طيور الأرض وطيور الجنّة ، ولا إلى نهر النيل وحروب المياه وحروب الأدمغة !
ولن أكتب عن أوجاع المدينة ، وتحالف الفقـر مع اليأس ، واحتراق المواطن في آب ، وعرق السائقين المصبوب على هموم الركّاب ، وتمتمات الحديث الشعبي عن ثقافة الفشل ، والصناعة المحليّة لظلام غزّة ، وغباء السياسة الرسمية ، والتعديلات الوزارية ، وزيادة عدد المرافقين والأفّاقين ، ومحدِثيّ النعمة الجُـدد ..!
كما أيضاً لن أكتب عمّن قتلوا ناجي بكاتم الصوت ، ولا عن قَتَلَة المشروع الوطني بالصوت والصورة ، ولا عن الحزبيّة والمذهبية ونبذ التعددية باسم المصلحة الوطنية لشعب الإكوادور ، ودور الإسلام السياسي في دارفور ، والأحزاب التقدميّة اليمينية في كوريا الجنوبية ، وصيرورة م.ت.ف ، وما بعد اللامنتمي ..!
ولن أكتب عن فتوى إباحة الاختلاط ، والقبلات المسروقة ، واعتزال السّياسة في المحيض ، وانقطاع الدورة الثورية في سن اليأس ، وذكرى ثورة يوليو ، وثورة الشّك التي "أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي ، لأَنِّي أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي" ..!
لكل ما تقدم ، لن أكتب عن الخُبز الحرام ، ولا عن التفاؤل من منظور تشاؤمي ، والماضي التّام ، وما ينتظر لبنان ، ولغة الجسد والمصالح ، وإفلاس رأس المال السياسي على طاولة الزَّهر والمفاوضات ..!
وحيث أنَّ للثروة حسابات أخرى ، فلن أكتب عن السياسات والمشروبات الوطنية الرديئة الجودة ، وقلة الوعي بأذواق المستهلك ، الأمر الذي يقتضي التنويه إلى أنه كما لا معاشرة بدون وعي ، فإنه لا مصالحة بدون وعي ، وهنا تكمن أهمية الانتقال من المحسوس إلى المعقول ..!؟
المهم أنني كذلك لن أكتب عن حب الذات واحتقارها ، ولا عن الفوضى العقليّة والتقلّص الاجتماعي ، ولا عن المعتقلين السياسيين ، وتجاوزات أفراد الأجهزة الأمنية ، ولا عن التوسع الاستيطاني في القدس ، والاستبداد السياسي وإنتاج ثقافة الخوف ، ومائة عام من العزلة ، وطاعة الزّوجة لزوجها بمجرد إيفاء عاجل الصّداق ..!
باختصار لن أكتب اليوم عن شيء ...!؟ لا لشيء ، إلا لاعتقال فكري متلبساً بقراءة المستقبل والقُبح والانحطاط ، وخروج العرب من التاريخ ، على شرف تأبين "الاتجاه العقلي في التفسير" ، في ذكرى أربعين الراحل د.نصر حامد أبو زيد .. وأعتذر للقارئ عن الخطأ المطبعي في التفكير الذي حال دون كتابة ونشر المقـال ..!!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...