حياتنا - عالم بلا كبار
الكاتب: حافظ البرغوثي
رايه نيوز: عالم بلا كبار هذا ما قلناه قبل عشر سنوات، للاشارة الى تقزم القيادات الدولية امام الاحداث التي تعصف بالعالم، بحيث لم يعد هناك قادة يمكن وصفهم بالكبار. وكنا بذلك نشير الى مغامرات جورج بوش وحربه على يأجوج ومأجوج مسلحا بتخاريف دينية لا علاقة لها بالواقع. والآن بعد رحيل بوش من الحكم وظهور قادة جدد في اوروبا وغيرها يبدو ان العالم ما زال على حاله بلا قادة كبار بل صغار تم تكبيرهم فجأة وظنوا انهم قادرون على ان يكونوا بمستوى التحديات الدولية، لكن الوقائع تؤكد انهم ليسوا بقادرين على مواجهة التحديات ولا حل الصراعات وانما ادارة الصراعات بطريقة وليس حلها، وهذا ما يحدث في كثير من بؤر التوتر في العالم. فلا الازمة العراقية ستحل ولا الافغانية ستنفرج وقس على ذلك بقية الازمات. اما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن عالم يأجوج ومأجوج الذي سيأتي من ايران وفقا للادارة الاميركية الحالية وليس من بابل العراق وفقا لادارة بوش يؤخر القضية الفلسطينية لصالح يأجوج ومأجوج ويطلب فقط منا كفلسطينيين أن نتكرم ونتشرف ونقبل التفاوض مباشرة مع الرجل الصادق الأمين بيبي، الذي لا يكذب في اليوم 25 ساعة ولا يلحس كلامه فورا. فهو يطالب بمفاوضات مباشرة دون مرجعيات ودون شروط مسبقة أو أسس لانه يريدها دون نتائج. الرئيس أوباما واثق من أن حل القضية لا يأتي الا عن طريق التفاوض المباشر.. ولم يقل لنا: لماذا لم تحل القضية طوال سنوات من التفاوض المباشر؟
ليس ثمة أمل في أي حل لأن الشريك الاسرائيلي كاذب وغير مهتم بأي حل وانما ما زال يفكر في الاستيطان، وبالتالي لا يوجد شريك اسرائيلي لأن نتنياهو لم يثبت يوما انه يريد التسوية او اقامة دولة فلسطينية بل هو يدعم اقامة دولة للمستوطنين، وبالتالي فان المطلب الفلسطيني باسناد التفاوض ببيان يستند الى الشرعية الدولية ليس أمرا تعجيزيا او شرطا مسبقا بل هو من ابجديات العملية التفاوضية منذ أن بدأت في اوسلو وما بعدها، وما الاستخفاف بالمطلب الفلسطيني والرضوخ للاملاءات الاسرائيلية وتبني وجهة نظر نتنياهو من قبل الادارة الاميركية واوروبا ومن لف لفهما من الدول إلا تأكيد لمقولة: اننا نعيش في عالم بلا كبار لا يريد حل أية ازمة وانما ادارتها. فالكبار فقط هم القادرون على صنع التاريخ، فهل يقول لنا احد اين هو بوش الآن؟ واين سلفه وسلف سلفه.. واين قادة آخرون في اوروبا انتعلتهم الادارات الاميركية المتعاقبة. ولا اظن ان هناك احدا من القادة في العالم قادر على صنع التاريخ وانما صنع مخاز ومجازر ومعارك وحروب بلا مبررات، فالاعلام لا يصنع القادة وانما الأحداث.
