الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:59 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:07 PM
المغرب 6:54 PM
العشاء 8:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

لاجئوا لبنان صدمونا!!!

الكاتب: عبد الناصر النجار

راية نيوز: في سبعينيات وثمانينيات القرن الـماضي، عندما كنا صبية... لـم نتأخر يوماً ما عن الاستماع إلى "صوت الثورة" الذي كان يبث من بيروت، كل الـمعلومات الصادرة عن "صوت الثورة" كنا نحفظها عن ظهر قلب... كنا نقدس الخارج؛ لأنه حاضنة الثورة الـمسلحة... كنا نغني لبيروت وصمودها... .
مخيمات لبنان كانت محرّك الثورة، وصانعة الفدائيين من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا إلى برج البراجنة ونهر البارد و... وقد دفعنا ثمناً باهظاً، شلالات من الدم التي روت تراب لبنان وحافظت على أسس القضية الفلسطينية، وساهمت في تغيير نظرة العالـم لنا، من نظرة إنسانية إلى نظرة حقوق وثورة....
مخيمات لبنان خُلِقت فيها ثقافة فلسطينية هي الأفضل في العالـم العربي، من غسان كنفاني إلى ناجي العلي وماجد أبو شرار وأبو يوسف النجار والقائمة تطول... .
لاجئو لبنان الأكثر ثقافةً والأكثر وعياً والأكثر وطنيةً ماذا حل بهم؟!!! كنا نعلـم أن هناك مشاكل كثيرة تعاني منها مخيمات لبنان... وحاولت وسائل إعلام كثيرة وتابعة لـمال رائحته نتنة تصوير الـمخيمات الفلسطينية على أنها أوكار للإرهاب والتطرف... وهناك من واصل سياسته في قمع كل ما هو فلسطيني؛ للتخلّص منه بشتى الطرق، بادعاءات واهية أخطرها التوطين... الذي أصبح فزاعةً لكل اللبنانيين، ومِن هؤلاء مَن أيديهم ملطخة بدماء آلاف الفلسطينيين.
ظلت الـمخيمات قدوة للشعب الفلسطيني حتى خروج الثورة من لبنان في العام 2891، فاستبيح الدم الفلسطيني دون رادع... وأصبح اللاجئون مقيمين من الدرجة العاشرة وليست لهم حقوق... وفرض على الـمخيمات حصار مشدد... وأصبحت مواد البناء والإسمنت أخطر من الـمتفجرات... فلـم يعد هناك بناء أو إصلاح بنى تحتية... والذين يصلون هذه الـمخيمات يقولون إن سكانها يعيشون في العصور الوسطى من حيث الخدمات الـمقدمة لهم.
ولكن يبدو أن الحصار ليس مادياً فقط وإنما ثقافي وفكري ونفسي... وأن هناك مؤامرة لـمحو ذاكرة اللاجئ الفلسطيني وكل ما يمت لقضيته بصلة... .
برنامج "أرزة وزيتونة" ــ الذي يبثه تلفزيون فلسطين كبرنامج مسابقات من داخل الـمخيمات اللبنانية صدمنا ــ ليس نفسياً فقط، وإنما أعمق من ذلك بكثير... معظم اللاجئين الذين تم سؤالهم عن عاصمة فلسطين لا يعرفونها، وغالبيتهم لـم يستطع تسمية مدينتين فلسطينيتين، ولـم يعرفوا أسماء الأماكن الـمقدسة... حتى الفلسطينيون الـمسيحيون لـم يجيبوا عن سؤال: ما هي أهم الكنائس في القدس وبيت لحم؟.
الزميل ماهر شلبي في حوار على الهاتف يقول إن السبب الأول لـمسح الذاكرة الوطنية في مخيمات لبنان هو الفقر الـمدقع... اللاجئون يبحثون فقط عن لقمة العيش وهي ليست بالأمر السهل، خاصة أن السلطات اللبنانية كانت تطبق قانون منع الفلسطيني من العمل في لبنان، وبالتالي هو متعطل بشكل إجباري... .
فقر شامل وبطالة ليس لها مثيل في العالـم... وهجرة شبابية إلى كل أنحاء العالـم، أما السبب الآخر وهو الأهم فهو انفصال منظمة التحرير الفلسطينية عن الواقع اللبناني، وترك اللاجئين يواجهون مصيرهم بشكل منفرد، منظمة التحرير بكافة فصائلها تركت الـمخيمات، أو إن ظلت هناك فصائلها فإنها تبحث عن الامتيازات الخاصة للـمسؤولين فيها... ولعل الـمسن الفلسطيني ــ الـمصاب بعدة أعيرة نارية خلال انضمامه لصفوف الثورة وبالتحديد الجبهة الشعبية.. و"الـمهمل" في فترة مرضه وشيخوخته ودموعه الـمنهمرة ــ يحمّل قيادة "الشعبية" كما يحمّل قيادة الفصائل الأخرى وعلى رأسها "فتح"، مسؤولية ما يحدث في هذه الـمخيمات من تغييب قسري للذاكرة الفلسطينية والوطنية.
هناك أمر آخر في غاية الأهمية وهو أن أكثر من نصف سكان مخيمات منطقة بيروت تقريباً هم من اللبنانيين والسوريين في ظل الهجرة الـمتواصلة للفلسطينيين إلى الخارج، ولعل الأرقام التي يتحدث عنها القادة اللبنانيون خاصة من الكتائب والقوات اللبنانية مبالغ فيها وهي بحاجة إلى إعادة تقييم من جديد... .
لاجئو لبنان سقطو في حفرة الضياع... والـمطلوب من السلطة الوطنية ومنظمة التحرير إعادة بناء إستراتيجية في مخيمات لبنان وتحمل مسؤولياتها الوطنية، والضغط باتجاه الـمحافظة على الثقافة الفلسطينية والذاكرة... حتى لا يضيع الفلسطينيون ويصبحوا مجموعات متقطعة ربما لا يستطيع أفرادها تذكر حتى اسم فلسطين...؟!!
ومن هنا مناشدة إلى الرئيس بشكل خاص ورئيس الوزراء ثانية وقادة الفصائل أن يلتفتوا إلى ما يعانيه اللاجئون في لبنان حتى لا نصاب بصدمة أخرى إذا ما كان هناك برنامج إعلامي آخر عن الواقع الفلسطيني الـمرير؟!!!.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...