الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:25 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:24 PM
العشاء 8:47 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

«اتبع الحُلم بما أوتيتَ من ليلٍ: وكُن إحدى صِفاتِ الحُلم»

الكاتب: فيحاء عبد الهادي

تتبع حُلمها، وتطير باتجاه استكماله، "تَحلُم لتجدَ الفردوسَ في موضِعِهِ". 

ولا تغيب "نهاية محمد"، لا تغيب شخصيتها المتواضعة الرائعة، أو مواقفها الوطنية الصلبة، ولا يغيب صوتها الهادئ، والواثق، والجميل، والذي يعبِّر عن القضية الفلسطينية، وطنياً، وعربياً ودولياً، ولا تغيب رؤيتها النسوية الوحدوية الإنسانية للعمل السياسي.

هذا ما أحسسناه جميعاً بعد أن أغمضت عينيها ورحلت فجأة، وهذا ما عبَّرت عنه في سطور قليلة، بعض رفيقات الدرب، وبعض زميلات المسيرة الكفاحية الطويلة، وبعض من تعرَّف عليها حديثاً، في إطار العمل النقابي، أو من خلال التعريف بسيرة حياتها، ضمن رسائل عقَّبت على مقالتي بعنوان: "نهاية محمد: مدرسة الائتلاف والاختلاف"، التي نشرت بتاريخ: 5 تموز 2015 على صفحات الأيام، أستضيف بعضها، مع الاختصار، ضمن "مساحة للحوار".

*****
"ناضلت بصمت، وكانت تصرخ بصمت، وغادرتنا بصمت.

"نهاية محمد" واحدة من القلائل اللواتي ترعرعن وساهمن منذ البدايات الأولى وحتى اللحظات الأخيرة، على طريق النضال الفلسطيني الشائك والصعب.

منذ ريعان شبابها، صامتة، وجريئة، ومتوازنة، وشجاعة، وصبورة، تتمتع بقدرة عالية على الاستيعاب والأخذ بيد الآخرين، مع قدرة مميزة لمعالجة كل القضايا الشائكة والمتلونة، التي تجعل كل من يتعامل معها ينحني  بكل احترام ومحبة لشخصها، ولموقعها، ولدورها، ولاسمها في صفوف الحركة النسوية الفلسطينية على مختلف الصعد.

كانت تختلف مع الآخرين؛ ولكن كان يقدر موقفها الصائب؛ لأن لها رؤى ذات نظرة أبعد بكثير من غيرها، وحدوية في كل مواقفها ومراحل نضالها لرساخة مبادئها في الوعي والعطاء.

رحل جسدها الهزيل وبقيت روحها خفاقة في أجواء فلسطين، وبين أجواء شعبها أينما تواجد".

خديجة عبد العال/ إربد- الأردن
*****
"هي نموذج المرأة المالكة للرؤية والأدوات، حالة يحتذى بها".                                                                        زينة الزعبي/ الناصرة
*****
"المجد لصاحبة السيرة الكفاحية".

نصار يقين/ رام الله

*****
"أولاً أشكرك على مقالتك الحميمة السلسة، التي أرَّختِ فيها لحياة الأخت "نهاية محمد"، فقد أتحت الفرصة لكل من لا يعرفها أن يتعرَّف على قيادة نسائية ومناضلة وطنية، والتي استحقت عن جدارة موقعها الحزبي، كعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ عام 1973، وموقعها الوطني، كعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وموقعها النقابي، كنائبة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وموقعها الاجتماعي، كرئيسة جمعية النجدة لتنمية المرأة الفلسطينية.

للأسف لم أعرفها عن قرب، بسبب الشتات الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، لأني قضيت معظم أيامي في مصر، وهي عاشت في لبنان وسوريا، ثم عادت إلى الوطن؛ ولكن أتيحت لي فرصة أن أتعرَّف عليها من خلال جلسات المؤتمر العام الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الذي عقد عام 2009، في رام الله، وأيضاً من خلال جلسات المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الذي عقد هذا العام، والذي أتيحت لي فرصة حضوره، بصحبة عضوات الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد في مصر.

تعرَّفت عليها إنسانة ودودة، تنشر الحب والألفة  بين الأخوات، حين تتحرك كاللولب بينهن، وأحسست أن الجميع يكنّ لها كل الحب والاحترام، وعندما تأخذ الفرصة لتقدِّم رأيها، تستمع لها جيداً الأخوات عضوات المجلس؛ لأنها متحدثة لبقة، تجيد التعبير عن أفكارها، فهي تتحدث بقوة وبوضوح، وبشكل متسلسل، تلخص ما قيل، وتفنِّده، وتذكر نقاط الاختلاف، وفي النهاية تشرح أفكارها، كي تصل إلى ما تريد قوله.

أعتقد أن هذا يعود لبراعتها في ترتيب أفكارها وتنظيمها، كما يعود لوضوح الهدف الذي تريد أن تصل إليه".                                                                   

صباح الخفش/ القاهرة
*****
"لقد وضعت يدك على الجرح والأمل في آن، من خلال الحديث عن غاليتنا "نهاية"، فقد كانت تمثل العاقل في زمن الجنون، وبقيت تمثل التمسك بالحقوق الوطنية في زمن التنازل، وبالوحدة من أجل الهدف الأهم، في ظل التشرذم.

نعم، سيرتها حقاً ملهمة؛ ولكن شخصيتها أكثر من ملهم بل مثل يحتذى.

يتعرَّف الإنسان في حياته على العديد من الناس، ويصادق عدداً أقل يحبهم ويحترمهم، إلاّ أن قلة قليلة تترك أثراً عميقاً في النفس، فتبقى حاضرة في القلب والعقل معاً، لها مكانة لا يطالها أحد، نهاية محمد تقف عزيزة بين هؤلاء. 

عملنا معاً في الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في حقبة تميَّزت بالأحداث العاصفة شملت التصدي لاعتداءات الأعداء، ومعالجة خلافات الإخوة، التي كانت تدور حول كيفية مواجهة تلك الاعتداءات.

ووقفت "نهاية" أمام كل هذا نموذجاً جميلاً، صلبة في مواجهة الأعداء، وحكيمة في مواجهة الخلافات الداخلية. 

كانت هادئة متماسكة في كل الأوقات، لم تدخل يوماً في صراع حول الصغائر، بل كانت دوماً تسعى لتهدئة النفوس بين أبناء الوطن الواحد، من أجل القضية الكبرى.  

تبقى "نهاية" في ذاكرتي، المعطاءة المحبة في آن، التي تقدِّر صداقاتها، وتعبِّر بهدوئها ورزانتها عن عواطفها الإنسانية تجاه من تحب وتجاه من ُظلم، كانت تحرص على أن تقوم بواجباتها تجاه أصدقائها في الأفراح والأحزان، كما كانت تحرص على أن تقوم بواجباتها تجاه المناضلين من أية فئة كانوا.

ورأت "نهاية" أن المرأة تنال حقوقها في مجتمعها من خلال ممارستها لمسؤولياتها، في تحرير وطنها بكل أمانة وصدق وتفاني، لقد مثلت نهاية محمد نموذجاً جميلاً كمناضلة عاشت القضية بكل جوانبها، الاجتماعية كما السياسية، والنقابية. 

تمسكت بالنظام وقواعد العمل، بقدر ما كانت مرنة في التعامل مع رفاقها وزملائها، سعت لتحقيق الوحدة الوطنية بالفعل قبل القول، فكانت تحتكم إلى عقلها أمام كل هبة جنون، وتعامل رفاقها وزملاءها بعاطفة أمام أية محنة وطنية أوشخصية، فكانت نموذجاً للمرأة المناضلة، المعطاءة المحبة والصلبة.

كم نفتقدك اليوم! صديقة وفية، ومناضلة نموذجاً في ظل هذه التنازلات، وما يتخبط فيه البعض من ضياع، فبوصلتك كانت تحرير فلسطين كل فلسطين، ليتك نعمت بها كما أردت وأردنا!

في وداعك أيتها الغالية لا كلمة تفيكِ حقكِ وتعبِّر عن شخصيتك وعن عطائك، ستبقين دوماً في القلب وفي البال.

"نهاية محمد": ومضة من الحكمة نحتاجها.

 

نقلا عن صحيفة"الأيام" الفلسطينية

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...