عائلة أبو رجب في دائرة الاستيطان

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

اشتعل رأس الحاج علي أبو رجب شيباً وأثقلت الأحزان عيني زوجته وتدفق الدم المتوقد في حناجر أولاده وهم يرون منزلهم يستوطن، لا حول ولا قوة لهم ولا ناصر لهم إلا أنفسهم بعد خالقهم، خاصة بعد الأمر العسكري الذي يقضي بعدم خروجهم أو دخولهم للمنزل، وبالمقابل يسرح المستوطنون ويمرحون في البيت ومحيطه كما يشاؤون، يغنون ويرقصون على وجع عائلة أبو رجب بحماية عسكرية، يعتدون بالشكل الذي يريدون ويمنع المساس بهم أو حتى اسماعهم أيّ كلمة تصنّف على أنها مسيئة.

مع أن ما يسمى بالمحكمة العليا الاسرائيلية التي تدعم المخطط الاستيطاني، إلا أن عائلة أبو رجب، استطاعت بالأوراق الثبوتية والرسمية تفنيد مزاعم المستوطنين الذين ادّعوا أن منزل العائلة القريب من الحرم الابراهيمي في الخليل ملكاً لهم، غير أنهم لم يقبلوا حتى بحكم محكمتهم، فلجئوا للاستئناف بعد ثلاث مرات تحكم للصالح الفلسطيني، وميدانياً عادوا لقاعدة البلطجة والعربدة بالاستيلاء على المنزل في وضح النهار وبحماية من شرطة وجيش الاحتلال الاسرائيلي.

عصر يوم الثلاثاء، اقتحم  ما يزيد عن 50 مستوطناً منزل أبو رجب، بحماية شرطة وجيش الاحتلال، وقاموا بالاعتداء على العائلة الفلسطينية، موقعين عدة اصابات.

حازم أبو رجب أحد سكان المنزل يقول " أكثر من 50 مستوطن اقتحموا الطابق الثاني والثالث من المنزل وتمركزوا فيه، بعدها حضر ما يزيد عن 300 مستوطن لمساندتهم أمام العمارة، وصباحاً عند التاسعة حاول صحفي الدخول للمنزل، فخرجنا لنرى ما يحصل، فاعتدوا علينا، وضربوا اخوتي".

وتابع أبو رجب :"حاولوا اقتحام البيت لاعتقالي واخوتي، بعدها جاءني قرار عسكري بمنع الدخول والخروج من البيت لكل أفراد العائلة، وما يزيد الأمر تعقيدا الشرطة والجيش الاسرائيلي تقلص عددهم حتى يتسنى للمستوطنين اقتحام المنزل والاعتداء علينا متى أرادوا".

تعيش أربع عائلات في منزل أبو رجب، بواقع 15 فرداً، وجميعهم ممنوعون من الخروج والدخول بقرار عسكري اسرائيلي.

الجدير بالاشارة أن قصة منزل عائلة أبو رجب بدأت عام 2012 عندما ادعى المستوطنون ملكيتهم للمنزل، فبدأت المحاكم بين الطرفين كما يقول حازم أبو رجب "القضية ثلاث جلسات داخل المحاكم كسبناها، بعدها المستوطنين استأنفوا بالمحكمة العليا، ثم كان الرد الثاني للمستوطنين فرض سياسة الأمر الواقع باقتحام البيت".

خلال اقتحامات المنزل المتكررة، أعتدى المستوطنون وجيبش الاحتلال على ثلاثة من أفراد عائلة أبو رجب، من بينهم محمد منتصر علي أبو رجب، الذي يقول "لحظة الاعتداء على البيت كنا بالعمل، اتصلوا الاهل علينا، ورجعنا بسرعة، فكان هناك اعداد كبيرة من المستوطنين برئاسة غلاة المستوطنين، حاولوا التحرش بنا، فكان الجيش موجود، وطلبنا ترحيل المستوطنين فقالوا بأنهم لا يستطيعون لانهم كثر، فاعتدوا علينا، فضربوني بماسورة على خصري، وخلع كتفي، وامي أصابتها حالة اغماء".

خلال عملية التصوير وتوثيق الاستيلاء على المنزل، اعتدى المستوطنون على الطواقم الصحفية، وحاولوا منعنا كصحفيين من اجراء المقابلات. لا سيّما خلال اللقاء مع منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو الذي قال :"انت تسمع كيف يتحرش بنا المستوطن أثناء المقابلة، حتى يغيّب الصورة الحقيقية".

"الاحتلال يستمر في عملية التهويد، البيت تم احتلاله عام 2013، وتم اخراجهم بالقوة من قبل الجيش الاسرائيلي، بعد أن تقدمت العائلة بشكوى للمحكمة الاسرائيلية" قال عمرو.

وختم عمرو :" لم يتم بيع المنزل، وإنما هذه عملية احتلال واستيطان ممنهجة".