الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص

سابقة على المستوى العربي .. غزة تعالج الصدمات النفسية بـ "اليوجا"

خاص- رايـة- سامح ابو دية:

في سابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، نجح مختصون وأطباء فلسطينيون من قطاع غزة، في تطبيق "اليوجا" لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية، التي يعاني منها نسبة عالية جدا من الغزيين (لاسيما الأطفال) في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحروب والأزمات.

"اليوجا" هي رياضة أو نوع من المهارات دخلت حديثا الى العالم العربي، ويستخدم بغزة في الآونة الأخيرة بكثافة، حيث أصبحت غزة رائدة في استخدامها، بعد تجربتها في المساعدة على علاج آلاف الأشخاص من كافة الفئات.

ووفق التعريف الدولي، تعتبر اليوجا رياضة عقلية وروحية، تهدف الى دمج العقل والجسد في وحدة متجانسة، تناسب جميع الأعمار، لا تستخدم فيها أي أجهزة رياضية، ويعود أصل نشأتها الى الهند منذ 5000 عام، ثم عرفها الغرب في القرن التاسع عشر.

وكلمة "يوجا" تعني وحدة الفكر لكن ليس لها أي علاقة بدين ولا تقيدها أيه قوانين، وقد تكون ممارستها في البداية صعبة لكن مع الوقت والتمارين والتكرار تصبح غاية في السهولة وتحقق الفوائد المرجوة منها بشكل ينعكس إيجابا على صحة الفرد.

"مركز العقل والجسم" أول من قام بتطبيق هذا النشاط كطريقة علاجية فعالة لاقت استحسان واعجاب من يستخدمها، وهو أول مركز في الوطن العربي يستخدم تلك الرياضة العلاجية.

الفتاة أحلام، تؤكد أن ممارستها لليوجا كان لها تأثيرا كبيرا على نفسيتها وشخصيتها، مشيرة الى أنها أراحت جسمها وأعصابها حتى في التعامل مع الآخرين.

وبعد تعلم عبد العال لليوجا انطلقت لتدريبها وتعليمها، تقول: "حتى على صعيد الاطفال وكافة الفئات، كان لليوجا أثر كبير على نفسياتهم"، مبينة أن تجربة تلك الرياضة على الأطفال في منطقة التفاح جنوب مدينة غزة كان له نتائج ايجابية كبيرة في كافة النواحي، خاصة وأن تلك المنطقة تعرضت للقصف والمجازر خلال الحروب على غزة.

وانطلق من غزة عدد من المدربين الى بعض الدول وخاصة الاردن؛ لتدريب ميسرين ومنشطين قاموا بعدها باستخدام اليوجا في علاج اللاجئين السوريين والعراقيين في مخيمات اللجوء بالأردن أبرزها مخيم "الزعتري".

الطفلة نور هان (13 عاما)، أعربت عن اعجابها وحبها لاستخدام مهارة اليوجا، تضيف: "أعطني الراحة والطمأنينة وراحة القلب وبطئ دقاته، اضافة الى أنني أخرجت كل الهموم التي تسكن داخلي"، مشيرة الى أنها تستخدم تلك الرياضة باستمرار وقامت بتعليمها لأشقائها

أما الطفلة اسلام التي تعلمت ممارسة "اليوجا" منذ عام، استطاعت من خلالها الاستراحة في التنفس وتنظيم دقات القلب، "من خلالها تأملت الطبيعة الجميلة ونمّت تفكيري، وساعدتني على نسيان كافة هموم الحروب ومعاناتنا في غزة".

المدير الاقليمي لمركز علاج العقل والجسم في غزة د. جميل عبد العاطي، أشار الى أن المركز يستخدم "اليوجا" ضمن منهجية العلاج وطرق التدخل وهي قوية جدا في التأثير على الأشخاص المتضررين نتيجة الصدمات النفسية، واستخدام تلك الأنشطة يساعد في التخلص من الشد العصبي والنفسي.

ووفق دراسات المركز فقد أثبتت فاعلية مهارات العقل والجسم واليوجا في المساهمة بتحسين الجانب النفسي والجسمي للشخص، وصولًا لمرحلة من التوازن، كما أنها تساعد بتعزيز المزاج والشهية والتفاعل مع الآخرين.

وأشار عبد العاطي الى أن المركز قام حتى الآن بمساعدة 150 ألف منتفع في قطاع غزة من خلال تدخلاته ومنهجيته العلمية، حيث تركزت أنشطته خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة عام 2014، وتعامل مع 40 ألف حالة في مراكز الايواء.

وأوضح أن مفهوم اليوجا التي تستخدم في المجتمعات الغربية يختلف تمام عن المفهوم الذي يُستخدم بغزة، "عند الغرب تستخدم للنظر في طاقة الكون وكيف يمكن أن تأثر عليهم، أما في مجتمعنا نستخدم اليوجا كحركات ورياضة لتساعد على اعادة التوازن النفسي والعصبي والجسمي بدون النظر للبعد المغلوط الذي يؤمن به الغرب".

تلك الرياضة "اليوجا" راجت في غزة، ويطلق عليها الأخصائيين مفهوم "مهارات تهدف الى ادراك الذات والراحة والتأمل والتخيل من خلال ممارسات تركيزية تهدئ العقل والجسم وتعمل على الاسترخاء، وتساهم في تحسين الجانب النفسي والجسمي ليصل الى مرحلة من التوازن"، وفق الأخصائي رمضان الحلو.

المركز الذي يعتبر امتداد لمؤسسة دولية مقرها الرئيسي في العاصمة الامريكية واشنطن؛ بات يستخدم "اليوجا" مع مرضى السرطان والضغط والسكري، بالإضافة للأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية، ويطمح للوصول الى أكبر شريحة في المجتمع الفلسطيني.

وأُسِس المركز بغزة على يد مديره الإقليمي الحالي د. جميل عبد العاطي عام 2005، الذي كوّنَ حينها فريقًا يضم 18 أخصائيًا مؤهلًا، والذين عملوا على تدريب مجموعة من الأخصائيين والمهنين وصلت لـ 1000 ميسر قفي قطاع غزة.

 
Loading...